المسيرة الأربعينية..مشاعر الايمان وطقوس الحزن
موسى عبد شوجة
مسيرة تجلجلها حناجر العاشقين الصادحة بالمؤدة والولاء وهي تقتفي خطى كربلاء الحسين ،.لقد أفترش السائرون الأفئدة و المُقل ليلتحقوا بركب الفتح الحسيني الذي نصر الدين وحافظ على استقامته من الانحراف .ان المسيرة الاربعينيه انما تحمل في كينونتها السرّ الذي يدفع بالنفوس الزاخره على اختلاف أجناسها وتنوعها للتفاعل معها والمواظبة على أحياء وديمومة استمرارها عبر الأجيال.أن زيارة الأربعين لم تعد مقتصرة على البعد المحلي ، بل انتقلت إلى البعد العالمي، للمشارككة بمختلف الأجناس والأعراق والقوميات والاوطان والأديان والمذاهب فيها،ان المسيرة الاربعينية ملحمة حسينية بكل ابعادها الإنسانية والاخلاقيه والمدعمه بالقيم الاسلاميه الاصيله المستوحاة من معلم الطف ومهندسها وصرحها الشامخ وكوكبها اللامع في ذرا المجد والخلود الامام الحسين عليه السلام نعم مسيرة لا نظير لها في العالم من حيث التنظيم والانضباط والإيثار والولاء والمؤدة والتعاون والبذل والعطاء الزاخر وهي تتوق شوقاً ولهفة نحو صروح الشموخ الرساليه التي تمترست عليها تلك النفوس الزاكيه الابية.هكذا تجسد المسيرة للعالم بأنها صورة متميزة حضارية وحماسية وانسانية نابضة بأرقى اواصر الارتباط والتكافل والتعاون والتلاحم في زمن صعب قد تغير العالم خلاله بكل موازينه واتجاهاته.وعلى العكس فإن هذه المسيرة اثبتت انها الوحيدة التي لا نظير لها من حيث شكلها ومضمونها في عالمنا هذا.إن هذا الطوفان المليوني الشاسع وهو قد ملأ قلب العراق نحو أرض الطفوف والزاحف بلهيب الشوق والنجوى مشياً على الأقدام نحو قبلة العاشقين مرقد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام لينهل من سلسبيل عطره الاقدس بجواز العقيدة والإيمان والانتماء لما تحمله كربلاء من أهداف عظيمة ومبادئ انسانية ساميه والتي ضحى من أجلها الامام الحسين وأهل بيته والصفوة من أصحابه وأتباعه وأنصاره الافذاذنعم قد ترك الامام الحسين عليه السلام كل الخلق والدنيا بكل مجسماتها وصورها في هوى وعشق المعبود .
قوة الارتباط
وقدم نحرّهُ قرباناً وزلفةً لله تعالى ونصرة دين جده محمد صلى الله عليه وآله .لذا فان جذوة المسيرة تزداد اتقادا وضياءً عبر الاجيال وهي توثق قوة الارتباط بالامام الحسين ونهجه، وبالقيم التي استشهد من أجل تثبيتها في وجدان الأمة.
ان المسيرة الاربعينية سيل دافق ودائم منبثق من نياط الافئدة التي تجول بها امواج العشق وهدير العاطفة بسعير الشوق والحنين والولوج نحو معاقل الشموخ بكربلاء الطف وهي تجدد بيعتها وولائها المطلق لمدرسة الفداء ومقارعة الظلم والاستبداد والانحراف.
وكيف لا نلتحق بهذه المسيرة الربانيه او يأخذنا الشوق والحب نحو قبلة العشق والنور السرمدي كي نمرّغ الخدود التي سخنّتها الشموس وحرارة، القفار على واحة ضريح سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين عليه السلام .