الحزن والفرح والإنكسار وراء المخزون الّلحني لفرحان
يعزف على آلة الإيقاع بمهارة ويعشق الأورغ
كربلاء- محمد فاضل ظاهر
يعد الراحل محسن فرحان من الملحنين القلائل الذين استطاعوا ان يجمعوا مدارس التلحين ويستخرجوا منها الحان جميلة انشدت باصوات جميلة ومعروفة على نطاق الوطن العربي.وكانت مراحل حياته ما بين حزن وفرح وثورة وانكسار اثرت المخزون اللحني له واخذت نصيب العديد من الاغاني ومنها (غريبة الروح. عيني عيني.البارحة. يكولون غني بفرح.مابية اعوفن هلي). وكانت غاية في الرقة والاحساس والراحل استطاع ان يصوغ الحانه ببراعة مما جعلها ان تكون ناجحة ونالت القبول من المستمعين. ففي عام 1947 استفاقت الكوت على صراخ طفل ليتحول صراخه الى اجمل الانغام الموسيقية ليملا ارشيف الوجدان العراقي اغاني غاية في الروعة.و بعد 3 اشهر من ولادته انتقل وعائلته الى مدينة حملت قداسة الدم ومنح التاريخ الق الكبرياء في كربلاء وسارت خطواته الاولى وتشعبت روحه باصوات المنابر وهدير المواكب التي كانت تردد تواشيح اكبر ملحمة انسانية انتصر فيها الدم على السيف مما جعل من روحه ان تمتاز بالحزن الشفاف لتنعكس على الحانه التي اغنت المكتبة الصوتية العراقية .حيث تناغمت مدينة كربلاء مع روحه لتكون له حزن شفاف ولتتفاعل مع احزان الارض والناس حيث كان يستمع من خلال المواكب الحسينية وهي تردد قصائد الحزن واللوعة وعذابات الانسان.
سلك الشرطة
وفي هذه المدينة التي كانت تزخر بالعلم والعلماء والادباء والفنانين والمفكرين نشا الملحن الراحل محسن فرحان خضير عبد الله في بيت يهوى الشعر والادب والموسيقى حيث كان والده يعمل في سلك الشرطة ويهوى الغناء وله صوت جميل وكانت تربطه علاقات مع اغلب المثقفين والفنانين في كربلاء وبعد ان اكمل دراسته الاولية في كربلاء وتخرج من معهد المعلمين وعند تخرجه اصبح معلما على ملاك مديرية تربية كربلاء والملحن الراحل حسب ماذكر شقيقه عبد الامير فرحان والذي يعمل ( كاتب عرائض امام مبنى محكمة كربلاء) ان (شقيقي كان يحب الموسيقى والغناء منذ نشاته الاولى وكان يتردد على الحفلات الموسيقية والغنائية حيث تعلم بعدها العزف على الة الايقاع ليصبح من امهر العازفين بعدها اختير عضوا في الفرقة الموسيقية التي تاسست في معهد المعلمين في كربلاء عام 1958 وكان معه انذاك في الفرقة الفنانين اياد نظمي وعبد العباس الزبيدي و سالم القصاب و جمال نصر الله وغيرهم .وفي منتصف الستينات دفعه حبه للموسيقى الى تعلم العزف على الة الاورغ وعلى يد لطيف المعملجي الذي كان من اصدقائه واحد المقربين ) على حد قوله .
وكان الفنان يتدرب يوميا حتى تعلم العزف واصبح يضع الالحان لبعض الاغاني ومع اولى الحانه وتم تكريمه بمبلغ 10 دنانير في وقتها تشجيعا له واصبح اسمه ينشر في ارجاء المدينة وكانت له مساهمات رائعة في الحفلات المدرسية وكان يشرف على الاعمال االموسيقية.و في سنة 1976 سافر الى القاهرة لمواصلة دراسته الاكاديمية الموسيقية وفي معهد الموسيقى العربية باشراف عازف القانون سامي نصير ثم توطدت علاقته بعد ذلك مع كبار الملحنين العرب امثال بليغ حمدي.محمد الموجي.هاني مهنا وعند عودته مارس التلحين بشكل واسع ليصبح احد فرسان الاغنية خلال مدة السبعينات حيث امتاز بخط موسيقي خاص ولم يتاثر باخد من الموسيقين من الذين سبقوه حيث كانت الحانه تصدح باصوات اغلب المطربين العراقيين والتي كانت سببا في نجاح الكثير منهم وغنى له عدد من الفنانين ومنهم سعدون جابر امل خضير حميد منصور .رضا الخياط وحسين نعمة وقحطان العطار وفؤاد سالم وغيرهم كما ادى الملحن محسن فرحان دورا مهما في رفد الغناء العراقي باروع الحانه ومنها عيني عيني.لصدك اليحجون.هوى الناس .الهودلك.لوغيمت دنياي.كوم انثر الهيل. وغريبة الروح وعشرا ت الاغاني الاخرى.واستمرت مسيرة ابداعه حتى في رحيله في 18 تموز 2022.