فاتح عبدالسلام
في ساعة واحدة أصبحت جميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط في ورطة، اكبر الورطات ما وقع فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو الذي جعل الهروب الى امام منر استحقاقات السلام ووقف حرب غزة سبيلاً لما يظنّه حفاظاً على مستقبله السياسي. الآن نتانياهو في مأزق اكبر بعد أن دفع الحرب الى دائرة أوسع حين جرى اغتيال إسماعيل هنية داخل طهران. لكن في الجانب الاخر هناك استحقاقات ستضع أطرافا أخرى في احجامها الحقيقية في الصراع، فإيران فقدت أبرز قياداتها الميدانية ومَن تحالف معها في الشرق الأوسط، منذ ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق وبعدها اغتيال قائد كبير لدى الحليف الأكبر حزب الله، وتعرضت لحرج عظيم في اغتيال ضيفها هنية في قلب حماية الحرس الثوري، قررت الانتقام، لكن مفهوم “الانتقام” واسع أيضاً وقد يكون مطاطياً، وربّما يكون من خلاله خيار تفادي مخاطر توسيع الحرب.
في تحليل عميق ما فعله نتانياهو يرمي الى استنفار أقصى ما لدى الإيرانيين من رد، ليضع كلّ طرف في مكان واضح داخل الصورة، حتى لو لم يقصد ذلك عن سابق تخطيط، لكنها النتيجة الحاصلة فعلاً.
نتانياهو ليس زعيماً أبدياً لإسرائيل، سيأتي بعده مَن يكون مضطراً للبحث عن مفاوض يمتلك سلطة القرار على الأرض، لإعادة ترتيب الأوضاع لسنوات مقبلة في الأقل ، وهنا لابدّ من وجود طرف تتفاوض معه إسرائيل في غزة كما كانت تفعل في الشهور العشرة عبر الوسيطين المصري والقطري، ولو يدرك نتانياهو اين تكمن مصلحته الشخصية والسياسية لرتب أوضاعه فوراً في إيقاف الحرب بغزة على وقع المفاوضات كما كان مخططاً لها، وهذا خيار وحيد لمنع تداول مصطلح توسيع الحرب، بالرغم من انه لا توجد عناصر حقيقية لحصول حرب وجود بين ايران وإسرائيل، بغض النظر عن أطراف الازعاج الميداني في لبنان والعراق واليمن.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية