الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سهرة مع سليمان العيسى.. مائدة عامرة من براءة الأطفال إلى الياسمين الدمشقي

بواسطة azzaman

سهرة مع سليمان العيسى.. مائدة عامرة من براءة الأطفال إلى الياسمين الدمشقي

توقفنا عند المتنبي والسياب  وطغيان إهمال الأولويات

عادل سعد

 

ان تكون على موعد سهرة يتقاسم فيها المائدة الشعر  فأنت محظوظ اللحظة الزمنية المدهشة

السنة ،1997،والليلة بغدادية بأمتياز والضيف شاعر جمع فصاحة اللغة وسر عطور القصائد ،والسفر في بحور ايقاعات موسيقية باهرة   .

كان  اللقاء مع  الشاعر سليمان العيسى  ، والأجواء العربية غزل قومي  اقيمت له المزيد من شعائر الودٍ إعلاميا تحت ضغط وعود وحدوية تتسابق بأرحية مشتركة يحكمها الامل  وكانت  التعهدات تتلألأ على امتداد  النفوس .

لقد اصطحبت معي الى الشاعر العيسى مدير القسم الفني في مجلة صوت الطلبة التشيكلي العراقي المعروف ضياء الراوي وجرى اللقاء  مستمداً تألقه من حضور الشاعر  ، عناوين قومية تحررت عنوةً من مخابئ الكتمان  ، وحررت اكثر من وصفةٍ واحدةٍ لأطفاء جحيم التشرذم  وتجريم إنتشار ألاهمال  المفجع . لقد استحضرت في اللقاء عناوين بعض قصائده العصماء ، ملحمة الجزائر ، مع الفجر ، اعاصير في السلاسل  ، امواج بلا شاطئ  .

انجازات شعرية

سألته ، لماذا هذا الحرص الذي يميزك في الإنجازات الشعرية المسرحية  القصصية التي تخاطب بها الأطفال   والمثابرة على تدوين براءاتهم فأجاب ، ربما هو العمق الطفولي الذي مازال كامناً  في نفسي ، وربما لأدراكي ان المكتبة العربية تفتقد للمنجزات الشعرية التي تخاطب الاطفال بمفرداتهم ،وعلى أي  حال  انجزت أدبا يتناسب مع البراءة التي تميزهم  هكذا افتى النقاد الذين تناوبوا على تفسير عطائي الشعري ، اما املي وربما أمل اخرين ، ان تتأسس مدرسة شعرية وقصصية عربية  توفر للطفولة منجزات ادبية على هذا الطريق.

وسألته عن التخاذل   في اوصال العرب ، عن الجسور التي ينبغي ان تجمعهم ، ولماذا  يفزع البعض من  الوحدة ،   فتحدث بأدغام وكأنه لايريد له ولا لي  ان نتورط بهذا النوع من الاسئلة

سألته عن  المتنبي  وأبي تمام والبحتري وشوقي  والسياب  و شعراء اخرين  فلم يغادره الامتنان لهم  ثم كانت محطتنا مع الفرص المتاحة للشعر العربي مستقبلا فأشار الى فقر الاصغاء الذي اصاب الناس  ونقص الحفظ ، بل  ونقص الانتباه الى فلسفة الشعر .

سالته ،  اين يضع ذهنه  من اليسار واليمين وظاهرة  المراوحة بين الاثنين وكيف ضاعت على العرب فرص التنمية البشرية الثقافية المستدامة فقال  ، بدراية عالمٍ على بصيرة متقدة ،أنا مع العدالة بكل عناوينها المعروفة ، ان علينا إيجاد عناوين اضافية  جديدة لها ، تتكيف مع موجبات هذا العصر ، أنا مع السلام الذي ينبغي ان ينتشل الشعوب من براثين الخوف والفاقة التنكيل والمناكدة

قلت له ، في قصيدة لك يغنيها الاطفال  ،(افتح عيني عند الفجرِ ، فأرى ماما تمسح شعري) فمتى تستيقظ النخوة العربية لتمسح عن كاهلنا  فجيعة فلسطين واشفعت قولي بمطلع قصيدة ابراهيم اليازجي ،(تنبهوا واستفيقوا ايها العربُ ،فقد طمى الخطب حتى ضاقت الركبُ )  فاختصر الاجابة ، مازالت الاقدام تخوض في الوحل ، مازلنا  بضيافة العنقاء .

توقفنا عند  معرة النعمان الذاكرة الجغرافية لابي العلاء المعري وقدرة هذا الفيلسوف الفذ  في قياس معالم المكان  ، وياسمين دمشق ،وبهاء تدمر  ، ومعركة ذات الصواري ونقيع المتّه ، وطرافة سوق التنابل الدمشقي ،التنابل الذين لا يكلفون انفسهم سوى التهام الطعام الجاهز فاستحقوا وصف التنابل ، وكيف لاحقت الميثولوجيا السورية  هذه الشريحة الاجتماعية بأستحقاق تشخيصي طريف ، توقفنا عند كتب الارصفة   والقدرة المتميزة للسوريين  في تقاسم زمن الجولات اليومية بين تأمين حاجاتهم  واستقطاع بعض الوقت للقراءة السريعة  المجانية ،(على الماشي)  ، بل وشراء بعض الكتب الجديرة بالاقتناء .   

حقا ، كان  الحوار سهرة  باسقة  اسعفتني بالمزيد من الطراوة الذهنية.

للتذكير فحسب  ، ولادة   سليمان العيسى  عام 1921 في احدى حواري نهر العاصي المعروفة بالنعيرية ، الوفاة في دمشق ،  التاسع من آب  2013  ،  يجيد  الى جانب العربية  ،اللغــــــــتين الفرنسية والانكليزية وقد درس في جامعة الملك سعود التي كانت تعرف سابقا بجامعة  الرياض .


مشاهدات 115
أضيف 2024/08/04 - 4:41 PM
آخر تحديث 2024/08/07 - 2:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 89 الشهر 2519 الكلي 9978063
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير