أمة لا تركض ولا ترمي ولا تسبح
فاتح عبد السلام
في أولمبياد باريس الأخيرة كما في قبلها ، تظهر ضآلة النتائج العربية، فالعرب برغم تنوع امكاناتهم وجغرافيتهم وتعدادهم السكاني مجتمعين وثراء نصف دولهم في الأقل الا انهم لا يبدون في صحة رياضية جيدة، فهم لا يركضون جيدا برغم مساحاتهم الشاسعة التي توفر لهم بيئة الركض وتحمل أنواع الطقس ليتواءموا مع جميع أجواء البطولات، و هم لا يسبحون جيدا بالرغم من انهم جميع الدول العربية تقع على بحار ومحيطات واسعة وتخترقها انهار ورافد، و العرب الذين كانوا يتغنون جيلا بعد جيل بالخيل والسيف ، نراهم يخفقون في جميع مسابقات الخيول ولم يبرز من بينهم احد يمثل اسمهم في فن المبارزة بالسيف او الرمي بالسهام ، والعرب الذين خاضوا شتى أنواع الحروب وقضت أجيال تلو أجيال منهم في مياددن ضرب النار واطلاق القذائف لا نرى منهم من يحمل اسم العرب في مباريات الرماية بالبندقية او المسدس. والعرب الذين ورثوا الصراعات حقبة بعد حقبة لا نجد فيهم من يخطف الأنظار في الاولمبياد في فن المصارعة مع الاخرين. والعرب يتفاخرون بأنهم حملوا وتحملوا كل أنواع الضغوط والحصارات والجوع والحروب والاغتيالات والانتكاسات والنكبات والانهيارات والاحتلالات ، نتمنى ان نرى بروز «قدرة» من بين تلكم «القدرات» تتفوق على الاخرين بحمل الاثقال الخفيفة او المتوسطة او الثقيلة.
لماذا ليس للعرب حصاد يشار له بالبنان في الرياضة الأولمبية؟ أليست هذه البطولة صورة من صور الصحة الجسدية والروحية والنفسية والمعنوية والفنية والذوقية والمهاراتية لأبناء الامة؟
الرياضة استعداد أساس في بناء المجتمعات ودالة على صحتها وصواب مساراتها التي تديرها دول، تهتم بالرياضة المدرسية وترفع شأنها برعاية خاصة وتجبر أولياء أمور الأطفال في المدارس حضور جميع المباريات والبطولات داخل المدرسة الواحدة في يوم الرياضة السنوي لكل مدرسة في بريطانيا او المانيا او اليابان او فرنسا او الولايات المتحدة، كما نرى أولياء الأمور يتوافدون على المدرجات الصغيرة والساحات ليروا منافسات أبنائهم مع تلاميذ المدارس الأخرى .
هناك تدرج مدروس في البناءات، لذلك نرى الاساسات قوية، لا يتجاوز عليها قرار حكومي ولا اهمال وزير ولا خلل في إدارة معينة. اما بلداننا فتتوافر على كل أنواع الإهمال بالميادين العامة وذات النفع الخدمي والجماعي، ومن بينها الرياضة التي لا تنال الا النزر اليسير وفي بعض البطولات كقرة القدم ولأسباب يرجع بعضها بوجاهة دعم بعض الزعامات لأندية رياضية ولمواسم معينة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
لا ثقافة ولا آثار ولا سياحة
لا عذر لوزارة التربية
