الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى نكرم الفلاح؟

بواسطة azzaman

متى نكرم الفلاح؟

عبد العزیز حسون

 

في الزمن القدیم كان تكریم العاملین المتمیزین یتم بمنحهم أوسمة أو أنواط بإرادة ملكیة. وتطور الأمر في زماننا هذا الي أن یكون التكریم مادیاً ، بالمكافئة النقدیة و سیارة أو دار سكن أو قطعة ارض . ویشمل التكریم المعاقین والشهداء والذین صار ذویهم یتراكضون للحصول على تعویض دمائهم. واستحدثت مؤسسات ذوي الشهداء و السجناء السیاسیین و لأبطال رفحا، قامت هذه المؤسسات بالإغداق والتعویض المبالغ فیه لیصل إلى أضعاف ما یتقاضاه المتقاعد الذي خدم الدولة لأربعین سنة أو تزید. ونتیجة الاختلاطات فان السلطات لم تعد تسیطر على تقنین التكریمات والتعویضات التي صارت نمطاً لممارسات السلطات المتعددة. وما یؤشر فقدان العدالة في مثل هذه الإجراءات هو نسیان وتجاهل بعض المستحقین بجداره عالیة ومنهم الفلاح العراقي الذي فاجأنا بإنتاج اكثر من 6,000,000 طن من القمح، وهي ما یفیض عن حاجة الشعب العراقي لعام كامل. وهذا أمر لم یلفت نظر ایة سلطة حكومیة أو أیة منظمة أهلیة بل حتى الجهات الاكادیمیة التي تمتلئ وسائل الإعلام بطروحاتها وجدلیاتها التي تتناول المواضیع الكثیرة.

تحقيق انسيابية

لا أحد یستطیع أن یتجاهل أو ینكر أن جهودا حثیثه كانت وراء هذا الكم من الإنتاجیة الذي لم نسمع أنه قد تحقق منذ عقود طویلة. ولم تقابل الجهود بما یتطلب من الاهتمام حیث استمرت طوابیر الشاحنات تحمل القمح متوقفة باطوال تمتد إلى الكیلو مترات مسببة للمنتج المعاناة والمرارة في هذا الجو القائض بانتظار أن تفتح أبواب لهم لتسلیم إنتاجهم، حیث لم تتهیأ دوائر وزارة التجارة لإتمام تسلم الحبوب كأما كان مفترضاً إذا ان الإعلانات الكثیرة و منذ شهر نیسان الماضي كانت تشیر إلى أن الإنتاج من الحنطة سیتجاوز ال 6,000,000 طن مما كان یستدعي أن یكون هناك استنفار لمختلف الجهات للتعاون في تحقیق انسیابیة لتسلم و خزن هذا المنتوج وفي صرف مستحقات الفلاح بأقصي سرعة تعویضا له عما تكبده من معانا وجهود في تحقیق ما وصل إلیه. وهكذا فان الأمر یتطلب من الجمیع أن نقف عنده بعرفان ویكافيء الفلاح بالأوسمة والشارات ان لم نكن قادرین على الدعم المالي المشجع لیواصل تحقیق المزید من الإنتاج الذي یسد حاجة الشعب العراقي بعد ان كنا ولعقود طالت منذ عام 1958 نلجأ إلى أسواق العالم لشراء الحنطة بعد أن كنا نغطي حاجات الدول المجاورة منها. وتعود الذاكرة إلى حادثة طریفة إذ كنا ومن ضمن مناهج الدراسة، نمارس التدریب على مختلف فصول العمل المالي والمصرفي و توجهنا إلى الشركة الإفریقیة الشرقیة (قبل تعریقها) للتدرب على كیفیة تنفیذ آلیات الاعتمادات الواردة من الخارج أن لشراء الحنطة والشعیر العراقي التي كانت المصارف توجهها إلى تلك الشركة التي تتصل بالمنتجین لیقوموا بشحن تلك الطلبیات التي وردت في الاعتمادات المصرفیة ،وكنا كمتدربین نقوم بتحضیر الخطاب الموجه للمنتج .وفي احد الایام سمعنا اصواتاً تتعالى بین السید لیون وهو رجل متقدم في السن ویتصرف بهدوء عجیب رغم ثقل العمل ، وكانّ لایرد على صاحب الصوت المرتفع الذي سألنا من یكون وعلمنا انه السید مهدي أبن بلاسم الیاسین من شیوخ القبائل وأصحاب المقاطعات الزراعیة المنتجة، وكان یحتج مخاطبا السید لیون بأن لا ترسل لي طلبیات تقل عن 500 طن لكي ألبي طلبات المستوردین بالخارج إذ یتطلب ذلك اجراءت كمركیة و شحن إلى میناء البصرة للتسلیم إلى البواخر التي تنطلق من المنتج. دعوة مخلصة لمن یعنیه الأمر أن نلتفت إلى الفلاح العراقي الذي حقق لنا سابقة كنا قد نسیناها منذ عقود طویلة.


مشاهدات 154
الكاتب عبد العزیز حسون
أضيف 2024/07/28 - 3:52 PM
آخر تحديث 2024/09/01 - 5:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 145 الشهر 145 الكلي 9988767
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير