العوائل الفلسطينية الراقدة في المشافي تقدم شكرها للعراق

فريق  نسوي تطوّعي يتفقد نساء وأطفال غزة ويلبي بعض إحتياجاتهم

بغداد - رجاء حميد رشيد

لتقديم الدعم النفسي والمعنوي والمادي ،وبالتعاون مع الكادر الصحي في مشفى دار المريض الخاص ،قام فريق نسوي يضم مجموعة من الصحافيات والإعلاميات والناشطات في حقوق المرأة والطفل، بزيارة تفقدية تضامنية إلى النساء الفلسطينيات وعوائلهم الجرحى والمرضى من قطاع غزة ،الذين استقبلتهم الحكومة العراقية مؤخراً ، والراقدين في مستشفى دار التمريض الخاص في مجمع مدينة الطب ببغداد ،لغرض تقديم العناية والرعاية الصحية لهم ، وقدم الفريق الورود الطبيعية لهم والأمنيات بالشفاء العاجل والعودة إلى ديارهم وأرضهم سالمين ،مؤكدين على (عمق العلاقة التاريخية بين البلدين ,وأن الشعب العراقي يتضامن ويساند القضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني في كل مراحلها) ، وأطلع الفريق خلال زيارته على أهم احتياجات ومتطلبات النساء واطفالهن ، وخلال خمسة أيام ، قام الفريق بالقيام بتنظيم حملة تبرع من قبل الأشخاص والمنظمات والتي لاقت إقبالا واسعاً لغرض تأمين الاحتياجات الخاصة بهم والقيام بزيارة ثانية وإيصال المتطلبات اللازمة، كما توسع نطاق الحملة بإنضمام بعض الشباب المتطوعين لزيارة الشباب الجرحى والإطلاع على احتياجاتهم وإيصالها لاحقا .

وتقدم الطفل نور الدينِ (9) سنوات الراقد مع أمه صابرين بالشكر لكل العراقيين معرباً عن ارتياحه في المستشفى ،والدته تكسر حاجز خجله وتساعده بالقول إن العراقيين (حبايبنا وأخواتنا)  ليختم كلامه بقبلة هوائية بكفه الصغيرة ليرسلها للشعب العراقي ، وأعربت صابرين عن فرحتها بالقول « أنا كثير فرحانة أنني بين أهلنا وناسنا ،وشكرا لاستقبالكم لنا واهتمامكم بنا «.ووصف الطفل موسى ذو (12) سنة بأن الوضع في غزة هو يوم القيامة المصغرة الحقيقية وبكل أهوالها، فيما أكدت والدته  إبتسام كامل رمام بأن «العناية هنا فوق الوصف ،والكلام لا يفي مانريد قوله ،وما وجدناه من رعاية وأهتمام نابع من القلب ،ومن كل النواحي نفسية ، طبية، اجتماعية، وكل كلمات الشكر قليلة ، لا يوجد كلمات في معجم اللغة العربية توصف ما قدمه العراقيون لنا «. وتقول آمال محمود أم هبة كانت ترتدي النظارة السوداء بعد أن أجريت لها عملية في شبكية العين،» لدي أنفصال في الشبكية وأجريت لي عملية فور وصولي إلى العراق ،مقدمة الشكر والتقدير للحكومة العراقية والشعب العراقي لأنهم لم يقصروا معانا.

  قصف البيوت

وتقول أسمهان المصري (29) سنة متزوجة وأم لستة أولاد وزوجها وأهلها في غزة « نزحنا من بيت حنون الى الشوارع بعد أن قصفوا كل بيوتنا واخيرا نزحنا إلى مدرسة ،وتعرضت لقذيفة دبابة أصابت ساقي اليسرى ويدي ووجهي ، معاملة اليهود لنا سيئة جدا وكانت المناظر جدا  محزنة ومروعة ولم نستطع مساعدة بعضنا ،وذهبنا إلى مصر ثم جئنا إلى العراق لإكمال العلاج ،استقبال العراق لنا كان جداً مميز وجميل جداً ، وكان الأهتمام يفوق الوصف حيث جاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وتفقدنا ، شعرنا وكأنه والد لنا ، وشعوري في العراق كأنني في بلدي تماماً».

وعند دخولنا غرفتها كانت قد أفاقت  كاميليا عثمان محمد من التخدير بعد خضوعها لعملية جراحية  قبل وصولنا  بساعات، حدثتنا المرافقة لها شقيقة زوجها فاتنة فهمي الصبار قائلة» تعاني كاميليا من مرض السرطان منذ عشر سنوات ، وتم رفع جزء منه ثم عاد مرة أخرى وأنتشر في العظام ولم يتم معالجتها بسبب بدء الحرب على غزة ،وذهبنا إلى مصر في مستشفى الملاحة الصدرية لمدة شهرين وعشرة أيام  ،ثم ذهبنا إلى المطرية في القاهرة وبقينا سبعة أيام ،وجاء الوفد العراقي بلغنا بانه تم تحويلنا إلى العراق ، وفرحنا جدا لأن حالتها كانت سيئة ، وفور وصولنا إلى العراق تم إعطاءها العلاج «وتلقينا أهتمام ودلال « ، لا نستطيع تقديم الشكر لكل ما قدموا لنا  وكل كلمات الشكر قليلة بحقهم ، الأهتمام من قبل الأطباء وكادر التمريض ، «للأمانة وبدون مبالغة لا تستطيع الكلمات أن تفي حقهم  بتقديم الشكر لجهودهم واهتمامهم .

وحدثتنا آيات حسن يونس والدة فداء وهي فتاة في ربيعها العشرين التي خضعت لعملية جراحية قبل ساعات من وصولنا اليهم ، عن معاناتهم خلال الحرب على غزة قائلة : طلعنا من الموت ووصلنا إلى مدرسة في خان يونس وبعد أن خرجنا منها تم قصفها وصلنا إلى رفح ويدي مصابة و لم يكن لها أي علاج ،وذهبنا إلى مصر برفقة ابنتي فداء ، وتركت زوجي وأولادي في دير البلح ، ولدي أبن شهيد عثروا عليه بعد  ثمانية عشر يوم من من الغزو على غزة، وتعرفوا على جثته المقطوعة الرأس من خلال لون بنطاله الرصاصي  ، ولم يكن هناك أي علاج ليدي ،ولما سألوني هل تذهبين إلى العراق ؟ فرحت جدا وقلت ياريت العراق هو بلدي وأرضي ، وكان استقبالنا رائعا في الطيارة ، وفي المطار ، وفي المستشفى نفسيا ارتاحيت، وبدأ العلاج هنا في بغداد ،الأطباء ، التمريض ، عناية ممتازة ولم يقصروا ابدأ معنا بالمرة ، وزارنا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، كما زارنا وزير الصحة ، وزارنا الكثير من الناس والمسؤولين ، يا الله ما أحسن هذا الشعب العراقي ، كله عطاء ، ونحن معهم شعب واحد ، أنا جالسة في بلدي الثاني وأرضي ، إن شاء الله النصر قريب ونلتقي معكم  في المسجد الأقصى ، ،وتزورونا ونعزمكم  ونروح على البحر ، يالله مااحلى هذا الشعب ، كما أوجه شكري إلى الدكتور فريد والكادر الطبـــــي الذي أجـــري لإبنــــتي اليـــــــوم عمليــــة جراحيـــة تكللت بالنجـــــاح).وقالت ،عبير أبو يونس (22) سنة ترقد مع والدتها المريضة بالسرطان وهي مريضة بداء الذئبة الحمراء مع الاصابة ببعض الشظايا  : نحن نشكر أهل العراق والكادر الطبي والتمريض في المستشفى ، طلعنا تحت القصف وقتلوا أطفالنا ولكن النصر لنا بأذن الله تعالى  وأخذوا اخوتي الأربعة ، وأهل والدتي استشهدوا (40) شخص ولم يبقى لنا أحد من أهلنا واقرباؤنا ولابيتنا.

الرعاية الطبية

وعن الرعاية الصحية التي يقدمها المستشفى لجرحى قطاع غزة الراقدين فيها ،قال رئيس الأطباء في مستشفى دار التمريض الخاص  محمد كامل «حسب توجيهات رئيس الوزراء وبإشراف ومتابعة وزير الصحة، تم استقبال عدد من جرحى الأخوة الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجمات الارهابية التي يشنها الكيان الاسرائيلي ، وبعد دخولهم إلى مستشفى دار التمريض الخاص في مجمع مدينة الطب، تم استقبالهم من قبل عدد من الفرق الطبية المختصة وكل حسب اختصاصه  لتقديم كل ما يحتاجه المريض من تداخلات جراحية ، وذلك بعد إجراء الفحوصات الشعاعية والمختبرية ، بدأت الفرق الطبية بإجراء التداخلات المطلوبة ، والحمد لله الاحتياجات الطبية كافة متوفرة ولم يكن هناك اي نقص في الاحتياجات اللازمة لهم ، البعض منهم يعاني من أورام سرطانية حيث تقطعت بهم السبل وعدم تلقيهم العلاج بعد أن قصفت المستشفيات داخل قطاع غزة منذ عدة أشهر ، الآن نحن في إعادة تقييم المرحلة السرطانية لغرض البدء بالعلاج ، وكان هناك تعاون بين جميع الكوادر في داخل مدينة الطب ، والعمل ليس من باب الواجب الوظيفي  فقط وإنما من باب الأخوة مع الفلسطينيين وهم يمرون بهذه الأزمة».مؤكداً ، واذا قررت وزارة الصحة والحكومة العراقية  استقبال وجبات أخرى فـــي المستــــقبل ، إننا على إستعداد تام لاستيعاب الأعداد وتقديم كافة الخدمات الطبية مستقبلا وهذا الموقف ثابت من العراق حكومة وشعباً إتجاه القضية الفلسطينية منــــــذ عشرات السنين ولم يتغير في دعـــــــم الشعب الفلسطيني والوقوف مع الأخوة الفلسطينيين في نضالهم ضد هذا الكيان الارهابي.

وقالت  رئيس منظمة نما للتدريب الإعلامي أمل صقر : عندما علمنا بوصول وجبة من المصابين والجرحى من أهالي قطاع غزة ،وتم استلامهم رسميا وادخالهم إلى مستشفى  دار التمريض الخاص في مجمع مدينة الطب بالعاصمة بغداد ، حرصنا على زيارتهم وتفقدهم و الاطلاع على احتياجاتهم خصوصا ح هناك نساء وأطفال وأن هؤلاء لديهم احتياجات خاصة جداً .وأضافت صقر،في البداية كنا وفد صغير ،وبعد أن تفقدناهم وجدنا أن الأمر يحتاج إلى حملة تطوعية كبيرة لتدوين الاحتياجات ، فقمنا بمفاتحة بعض المنظمات ووجدنا استجابة كبيرة سواء من الأشخاص الناشطين في حقوق الإنسان والحريات وكذلك الداعمين للطفولة والنساء وعدد من الإعلاميات والصحافيات ،واجتمعنا وتمكنا من جمع التبرعات لتامين الاحتياجات وهذه هي الزيارة الثانية لنا،وقمنا بتوزيعها وتدوين بعض الاحتياجات الأخرى وسنعمل على تأمينها ان شاء الله وحملتنا سوف تستمر بعد أن علمنا أن هناك وجبات أخرى قد تصل إلى العراق ،ونريد أن نكون جاهزين لتأمين احتياجاتهم متى ما وصلوا وذلك دعما منا لهذه العوائل ودعما للفريق الطبي في المستشفى الذي يقوم برعايتهم ،  وبدورنا نتقدم بالشكر الجزيل للكوادر الطبية لعنايتهم الفائقة لكل الحالات الموجودة في المستشفى وهناك عناية ليست طبية فقط بل عناية نفسية ومساعدتهم ، وسوف نستمر في دعم أهلنا.واكدت الناشطة المدنية ذكرى سرسم : (هي حملة نظمها مجموعة من الناشطين والاعلاميين بعد قيامهم بزيارة إلى العوائــــــــل الفلسطينية التي استقبلتها الحكومة العراقية مؤخرا ،وكان التفاعل كبير من قبل الكثير من الزملاء للتبرع و المشاركة بهذه الحملة التضامنية والاطلاع على احتياجاتهم ، ثم قام الفريق التطوعي بتوفير وشراء متطلباتهم .

حملة تضامنية

وخلال أقل من أسبوع تم جمع الاحتياجات التي تم تسجيلها في الزيارة الأولى ثم قمنا بتنظيم هذه الزيارة وتوزيع الاحتياجات بالتعاون مع الكادر الطبي في المستشفى، والحملة مستمرة مع الامنيات بانتهاء هذه الأحــــــــداث قـــــريــــبا وليعــــم السلام فـي فلسطين ويتمكنوا مــــن العودة إلــــى بلادهـــم سالمــين غانميــن).