الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حركة (خوام ) .. الظاهر والمخفي

بواسطة azzaman

حركة (خوام ) .. الظاهر والمخفي

 

عندما اوقفت السلطات الحكومية (الشيخ احمد اسد ) وكيل المرجع الديني في الرميثة في 7مايس 1935 قامت (ثورة الرميثة الاولى)أو مااصطلح على تسميتها بحركة خوام والتي يرجع سببها الحقيقي (الخفي ) الى سعي جميل المدفعي لاسقاط وزارة ياسين الهاشمي بالتنسيق والتعاون مع القبائل وخاصة الشيخ خوام ال عبد العباس (احد شيوخ العشائر البارزين في تلك المنطقة ) تمهيدا لتسلم المدفعي رئاسة الوزراء ، وبطبيعة الحال فقد اتخذ (المدفعي ) من ثورة الرميثة وسيلة لتحقيق هدفه هذا وفي ذلك كتب طه الهاشمي (شقيق ياسين الهاشمي) بمذكراته يقول : (...وفي مثل هذا الموقف الحرج قبض على شخص يحمل كتاب توصيه من المدفعي بتحريض القبائل وحثهم على الثورة ). كما قامت العشائر في ناحية المدينة( بالتصغير) التابعة لقضاء القرنة في لواء (محافظة)البصرة اواخر اب 1925 بعد تحريضها من قبل المدفعي بالثورة مطالبة باعفاء ابناء العشائر من التجنيد الاجباري (الالزامي ) الذي كان ياسين الهاشمي يسعي لتطبيقه ، وقد طالب الثوار من الملك غازي التدخل لالغاء هذا التجنيد ، لكن الملك لم يعر اهتماما لمطلبهم هذا ، وفي 21نيسان 1936 قامت ثورة عشائرية اخرى في الرميثة ضد حكومة الهاشمي ، سميت (ثورة الرميثة الثانية ) لغرض تميزها عن سابقتها الاولى ، وكان من اسبابها اضافة الى التجنيد الاجباري الذي اصر الهاشمي على تطبيقه ، قرار الحكومة بتوحيد غطاء الرأس ، فمثلا نرى بعضهم بالسدارة واخرين بالعقال او العمامة ومن ثم (الكشيدة) و(الجراوية)، فيماعدّ بعضهم ان هذا التوحيد في اغطية الراس هو اعتداء على الحرية الشخصية ، ولكن اهم تلك الاسباب محاولة ياسين الهاشمي منع بعض الشعائر الدينية التي كانت تقام في الاماكن المقدسة ، والتي اعتاد العراقيون احياءها سنويا كطقوس موروثة ، ولكل ماسبق ، فقد استغل اعداء الهاشمي هذه الظروف استغلالا كبيرا ليمهدوا لاسقاط وزارته الثانية بانقلاب بكر صدقي الذي دفع بحكمت سليمان لتسلم الوزارة . وقد اتفق  حكمت سليمان مع الشيخ شعلان العطية شيخ (الاكرع) لتقوم عشيرته بتمرد بسبب ابعاد ياسين الهاشمي لحكمت سليمان من منصب وزير الداخلية في وزارته الاولى والتي تعد هذه الوزارة من اهم الوزارات التي يحرص   انذاك على تسلمها كون منصبها اهم حتى من منصب رئيس الوزراء ، اما طه الهاشمي الذي قام بالتمرد ضد شقيقه ياسين الهاشمي فيقول في مذكراته بشأن هذا الموضوع (.... عثرت القيادة على كتاب مرسل من حكمت سليمان الى الشيخ شعلان العطية يحرضه فيه على القيام بالعصيان )، كما قامت ثورة اخرى في 9مايس 1935 من قبل الفلاحين لفداحة الضرائب المفروضة عليهم لصالح الطبقة الاقطاعية وخاصة على محاصيل التمور التي تعد موردا مهما للفلاحين وعوائلهم والتي سميت (ثورة سوق الشيوخ) نسبة الى مكان وقوعها ، وهذه الثورات جاءت متزامنة مع (ثورة الرميثة الاولى) المار ذكرها، حيث استغل فلاحو سوق الشيوخ تلك الثورة ليعلنوا تمردهم على اقطاعيي منطقتهم . وقد ادى تعسف وظلم الاقطاعيين للفلاحيين وابتزازهم وحرمانهم اقل حقوقههم ، الى قيام عدة ثورات وتمردات عشائرية اخرى في وسط وجنوبي العراق ، فقد قام (بني ارچاب) بحركتهم التى اشتد اوارها وكادت تنتشر في مناطق فلاحية اخرى لتتصاعد المواجهات الدامية بين الحكومة والثوار ، لولا تدارك عقلاء القوم لها واطفاء نيران فتنتها قبل ان تشتعل، وهكذا ضلت هذه الحركات العشائرية والثورات تشتعل بين فترة واخرى زمنا طويلا .

 


مشاهدات 42
أضيف 2024/07/27 - 1:05 AM
آخر تحديث 2024/07/27 - 3:25 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 309 الشهر 11672 الكلي 9373744
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير