الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الشاعر والسفير شوقي عبد الأمير

بواسطة azzaman

الشاعر والسفير شوقي عبد الأمير

نعيم عبد مهلهل

 

قبل عام وعن مؤسسة أروقة للطباعة والنشر والتوزيع في عدن ــ القاهرة صدر كتابي في النقد الجمالي والذي كان بعنوان ( شوقي عبد الأمير ــ القصيدة بمزاج الآلهة السومرية ــ مقاربة جمالية في كتاب نادو ). والكتاب كما شعرت من أراء قرائه هو أساطير البوح العميق في النظر الى تأثير الهاجس السومري في ذاكرة شوقي عبد الأمير وروحه ، وهو في كتابه الشعري نادو أنما قطع تذكرة سفر الحنين وعاد كما جلجامش الى البلاد التي غادرها بأشرعة المنفى ويعود اليها عبر جفن كاهنة الشعر والحلم ( نادو ) السومرية التي كانت ترى الاشياء من خلال موهبة نبؤتها وغرامياتها ، وهو ما ابدع شوقي في قراءته والعوم في انهره ليجدف مع آلهة أور بمركب آدابا  من باريس الى سوق الشيوخ المدينة التي ولد فيها والده وسلالته المنزلية .

قبل فترة منحته الجمهورية الفرنسية وسامها الكبير ( فارس الفنون والاداب ) وهو ما يمنح للشخصيات الادبية والمبدعة المؤثرة في المناخ العام للثقافة الفرنسية والعالمية .منحته هذا العام لشاعرنا السومري شوقي عبد الامير ، وأظن أن شوقي هو الاول والوحيد من ابناء ذي قار من نال هذا الشرف الثقافي والعولمي الرائع ، ولا أعرف من هم العراقيين الذين نالوا شرف هذا الاستحقاق ، وأظن انه واحد من أوسمة باريس الحضارية تعطيه لمن تعتقد انه لا يؤثر في ثقافة فرنسا وبلاده فقط ، بل وفي الثقافة العالمية ايضا ، والشاعر والمترجم والأعلامي شوقي عبد الامير نال شرف هذا الاستحقاق تقديرا لدوره الابداعي في مجال الشعر والترجمة والاعلام والتواصل الحضاري بين ثقافات العالم من خلال عمله الطويل في اليونسكو واشرافه على الأصدار المهم كتاب في جريدة .

وعند ظلال هذا التكريم الذي قلده اياه صديقه جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسية السابق ، شعرت الثقافة العراقية انها نالت جزء من استحقاقها الحضاري بين ثقافات العالم ، وقبل التكريم كان قد عُين مديرا عاما لمعهد العالم العربي في باريس والذي يمثل نقطة الوصل والالتقاء بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية والاوربية وبدرجة سفير كما اظن .

تعامل دبلوماسي

وفي حوار صحفي مع شوقي عبد الامير تحدث عن صعوبة مهمته في قناعة من الجميع أنه واحد من خبراء التعامل الدوبلماسي في مثل تلك المناصب المهمة ،لهذا تحدث عن مشروع طموح ورغبة قوية لتجاوز المعوقات ودعوة علنية للدول العربية في زيادة دعمها المادي والمعنوي لعمل هذا المركز الحضاري والثقافي المهم .

ما يهمني في هذا المقال هو تفاؤلي بأداء صديقي شوقي عبد الأمير في النجاح بهمته الدوبلماسية ـــ الثقافية ، وامنية أن تنتبه الحكومة الى الرجل ومعهده وينال فرصة اللقاء مع السيدين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ليطلعا على الدور الحضاري والريادي لهذا المركز ويقدمان له كامل الدعم لأنجاز مشاريع ثقافية تهم التأريخ الثقافي والحضاري لعصور العراق الثقافية منذ ازمنته السومرية والبابلية والآكدية والآشورية والى اليوم ، وأقامت انشطة ومشاريع ثقافية بالتنسيق بين المعهد ورئاسة الوزراء ووزارة الثقافة والآثار والسياحة العراقية . هذه الدعوة هي رغبة مني لجلب الانتباه ليس لشوقي عبد الأمير بل للمؤسسة الضخمة التي يديرها شوقي عبد الأمير .

وأخير اعود الى صديقي الشاعر وكتابي عنه ، واقول :لقد مثلت عاطفة البوح الجميل لحضارة انشئت في أرحام أميراتها وفلاحاتها وكاهناتها وربات بيوتها ومعلمات مدارسها حلم نبؤة رؤيا العالم عبر نادو سليلة أحلام الألهة وطرت بها بأجنحة ضوء القصيدة في فضاءات العالم الذي انتبه الى جديتك وابداعك وحضورك وكرمك في مناسبتين ربما هما الاهم في حياتك ( وسام فرنسا الثقافي بدرجة فارس ، ومديرا لمعهد العالم العربي في باريس.

 


مشاهدات 150
الكاتب نعيم عبد مهلهل
أضيف 2024/07/23 - 4:35 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 4:15 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 318 الشهر 11681 الكلي 9373753
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير