إيمان خضير بين عاملات الطابوق وجدارية المطر:
صناعة السينما تعاني غياب التمويل وضعف البنى التحتية
بغداد - رجاء حميد رشيد
أهتمت بقضايا المرأة العراقية ومعاناتها وجسدتها من خلال فيلمها الوثائقي «عاملات الطابوق» انها المخرجة أيمان خضير، ومعها كان هذا الحوار:
□ حدثينا عن بداياتك في مهنة الإخراج السينمائي خصوصا وأن انخراط المرأة في هذا المجال محدود جدا؟
- السينما صناعة مركبة والعراق كونه بلد غير مستقر سياسيا وبالتالي التأسيس لأي صناعة بما فيها السينما أمر صعب،واذا نشط في بعض الأحيان يكون متعثر،وبالتالي بداياتي كانت خارج العراق.
□ ماهي التحديات والصعاب التي واجهتك في عملك؟ وكيف استطعت تجاوزها؟
- الصعوبات في جوهرها كثيرة،أولها التمويل، وثانيها لا توجد بنى تحتيه لمؤسسات مختصة في السينما،مثلا لا يوجد عندنا مهندسو صوت ولا ماكير محترف وهذا الأمر مسحوب على ندرة الممثلين والممثلات اللذين يمتلكون أدوات التمثيل لفن السينما،وربما متوفر الى حد ما في التلفزيون ولكن في السينما مازلنا مبتدئين.
□ من كان له الاثر الكبير والداعم في مسيرتك المهنية، وما دور العائلة في هذا المجال؟
- تعلمت ودرست بجهود شخصية لا أحد من عائلتي ينتمي الى عالم الفن او السينما، أنه شغف قديم دفعني لدراسته والتعلم من مدارس سينمائية عالمية شتى.
□ ما تأثير الغربة على حياتك عامة والمهنية خاصة؟ وماذا أضافت لك؟
- كان للمنفى دور مهم في تعلمي واطلاعي، وعند عودتي للوطن بعد 2003،كانت مرحلة مختلفة وجديدة، فبقدر تنوع الحكايات والقصص الا أن التقاط ماهو يصلح للسينما يحتاج الى وعي وتدقيق فليس كل حكاية يمكن عمل منها فيلم،فهناك شروط فنية لا بد من توفرها للفيلم يضاف اليها وعي وخيال المخرج، فالواقع العراقي مليء بالواقع الذي يقترب من الخيال أحيانا لتزاحم الأحداث وغرابتها، وبالتالي تراكم الأحداث جعلت من الصعب على المخرج أن يحدد أيهما أفضل من الآخر.
□ بمن تأثرت من المخرجين العرب والأجانب؟
- ليس غرورا،ولكني لم أتعلم من أي مخرج عربي، فالسينما العربية تعتمد على الحدوته فقط، مع افتقارها للشروط السينمائية، كالضوء والكادر وزوايا الكاميرا، ولأضرب لك مثلا اذا اغمضت عينك وأنت تشاهدين أي فيلم عربي لم يختلف عليك الأمر، فلا وجود للإضاءة التي هي العمود الفقري للفيلم، أي ان معظم الأفلام أقرب الى التمثيلات الاذاعية منها للأفلام. وهذا الفرق بين السينما العربية والعالمية.
معرفة شمولية
□ ما السبب في قلة عمل النساء في الإخراج السينمائي؟
- العمل في السينما صعب جدا على الرجل، فكيف أذا على المرأة، فمهنة الاخراج تحتاج الى معرفة شمولية في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسة وعلم النفس وفن التشكيل والتذوق الموسيقي الى كيفية تدريب الممثل واختياره، و التحكم في الشعور الفني والدرامي العام للعرض،وهذا يحتاج الى امرأة من طراز خاص لتتولى مثل هذه العملية، طبعا أنا أتكلم عن المخرج، كما موجود في العالم،وليس كما يحدث في بلدنا. فالبعض يظن أن من تخرج من معهد السينما سيصبح مخرج... لا.. المعاهد بعمرها لم تخرج مخرجين مهمين... لو استعرضنا أغلب المخرجين العالميين المهمين نلاحظ انهم، جاءوا من المسرح أو من التمثيل أو أناس ممسوسين بالسينما، فمثلا معاهد السينما تخرج عدد من المخرجات عندنا.. ولكنهن سرعان مايختفين بعد مشروع التخرج الخاص بهن يتزوجن وينجبن وينسين المهنة.
□ ماهي الصعاب التي واجهتك في اخراج فيلم «عاملات الطابوق»؟
- كان من الصعب جدا الدخول إلى هذه المعامل الواقعة في ناحية النهروان التابعة إلى قضاء المدائن في شرق العاصمة بغداد، ولكن بمساعدة بعض الأصدقاء من الأكاديميين وأساتذة الجامعات استطعت الدخول لهذه المعامل بحجة عمل بحث علمي حول صناعة الطابوق، وبعد زيارات عديدة تكونت علاقات ودية مع اصحاب المعامل واستطعت اخراج الفيلم بعد سنتين من العمل.
□ كيف تبلورت لديك فكرة إخراج هذا الفيلم؟
- من خلال متابعتي لبعض الفيديوات القصيرة التي تعرض عبر بعض القنوات الفضائيات عن هذه المعامل والظروف السيئة لعمل النساء فيها،تبلورت لدي فكرة إخراج فيلم هادف يقدم مشكلة اجتماعية معقدة لشريحة النساء والأطفال ليكون أمام أنظار الجهات المعنية لمعالجة هذه الحالة،خاصة وان أغلب العاملات هن نساء مع اطفالهن ويعيشون في ظروف بيئية قاسية وصعبة، بالإضافة للتلوث الحاصل من استخدام النفط الاسود كمادة رئيسية في عمل أفران الطابوق.
□ اخرجت افلام عديدة منها (الملك فيصل الأول، عاملات الطابوق، ظل الكونكريت،مقاهي بغداد الادبية) ماهي مشاريعك المستقبلية؟
- منذ أيام انتهيت من فيلم جديد بعنوان (جدارية المطر)، يتحدث عن فنان في فترة الثمانينيات مختص برسم صور صدام حسين، ويقع سهوا في خطأ فيعتقل ويعذب،ثم تنقلب حياته رأسا على عقب .