الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءه معاصره في خطاب تاريخي

بواسطة azzaman

قراءه معاصره في خطاب تاريخي

صباح الربيعي 

 

( ياشيعة بني سفيان.. ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون الميعاد فكونوا احرارا في دنياكم وارجعوا إلى احسابكم وانسابكم ان كنتم عربا كما تقولون ) ...بهذه الكلمات خاطب الإمام الحسين عليه السلام الجيش الجرار الذي حاصره في كربلاء بأمر من عبيد الله بن زياد بن ابيه والي الكوفه والبصره المكلف من سيده في الشام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بمهمة إخضاع الإمام عليه السلام لمبايعة يزيد خليفة للمسلمين اوقتله ومن معه وحمل رؤوسهم اليه....ونحن اليوم نحاول قراءة هذا الخطاب التاريخي بعمق وموضوعيه لكي نستنبط منه المعاني التي تخدمنا في إصلاح حالنا.

اولا/ ان الخطاب قد بدأ بوصفهم( ياشيعة بني سفيان ) وليس ( يامسلمين) لأن المسلم لايمكن ان يفعل ما يفعلونه بال بيت رسول الله من الرجال والنساء والأطفال...ولذلك جاء وصفه لهم دقيقا.

ثانيا / والدليل على صحة هذا المعنى في بدء الخطاب هو ما تلاه بالقول( ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون الميعاد ) ..فامامنا الحسين عليه السلام يتجاوز في ذلك حتى المعنى الذي ذكرناه بأنهم شيعة بني سفيان وليسوا مسلمين فيقول ( ان لم يكن لكم دين ) لانه لو كان لهم اي دين من آلاديان السماويه الموحدة لله والمؤمنة بكتبه ورسله وليس الاسلام حصرا لكان ذلك رادعا كافيا لهم مما يفعلون بابن بنت رسول الله وخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه واله وسلم) فهم اذا كفرة بكل الاديان السماويه وليس بالاسلام وحسب ولذلك فهم لايخافون الميعاد لأنهم لا يؤمنون به .

يوم الميعاد

ثالثا) ولذلك توجه الإمام لهم بخطابه بعيدا عن الدين فقال ( فكونوا احرارا في دنياكم) ...فما دام هؤلاء القوم هم شيعة بني سفيان الكافرين بكل الديانات السماوية وبيوم الميعاد فعلى الأقل ان يعيشوا حياتهم في الدنيا بشرف وكرامه فلا يضيعوا دنياهم مثلما ضيعوا اخرتهم ويتخذوا قراراتهم بأنفسهم احرارا من دون أن يمليها عليهم احد...فينظروا لماذا جاء الإمام إلى الكوفه أوليس بناء على طلبات اهلها لإصلاح نهج الدولة بعد انحرافه عن نهج الرسول الكريم ؟ ولو كان من طلاب السلطة والجاه لانتزاع الحكم بالقوه فهل يأتي إليها ومعه النساء والاطفال؟؟!!.....ولينظروا لماذا جاء حاكم الشام وعامله في الكوفه بهذا الجيش الجرار ولماذا ايضا يرفض تسوية الأمر بعودة الإمام من حيث أتى ويصر على ان يبايعه الامام شخصيا ...ما الذي يخاف منه وهو في دولته...أليس من أجل ان لا تقوم بعد بيعته أي ثورة للاصلاح؟؟

وهكذا فقد خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام ان يكونوا احرارا في دنياهم لأن حرية التفكير والرأي تبني الشخصية المستقلة وتؤدي إلى الإيمان فالحر في الدنيا ان لم يكن مسلما فهو الأقرب إلى المسلم الحقيقي....وقد أثمر خطاب الحرية عن خروج عدد من أفراد الجيش السفياني من المعركة قبل وقوعها بعدما كانوا يمنون انفسهم بالفوز بجوائز الأمير بن زياد....

أما قائد كتيبة الجيش السفياني الذي نفذ أمر منع الإمام ومن معه من العودة فقد قرر أن يكون حرا ومؤمنا بالله ورسوله فترك كتيبته وانضم إلى معسكر الامام ذلكم هو الحر بن يزيد الرياحي رحمه الله.......ثم يكمل امامنا عليه السلام  خطابه الرائع بقوله ( وارجعوا إلى احسابكم وانسابكم ان كنتم عربا كما تقولون ) ....فقد شكك الإمام في ( عروبة) هؤلاء القوم فهم لايمكن ان يكونوا عربا لأن العربي معروف عند الأقوام الأخرى بخصائله الحميدة فهو الصادق الأمين والشجاع  الكريم الذي يحفظ العهد ولايخون ولذلك اختار الله سبحانه وتعالى العرب لكي تحمل رسالته رسالة الإسلام إلى الانسانية فهم خير من يحملها إلى الأقوام الأخرى يطبقونها في سلوكهم وبما نسميه اليوم ( وحدة النظريه والتطبيق) لذلك لايمكن ان يكونوا عربا أولئك القوم الذين يكذبون على الله ورسوله وال بيته ويخونون العهد ويغدرون....ولعلنا اليوم نجد أمثالهم ممن يتفرجون على الصهاينه وهم يقتلون شعبنا العربي الفلسطيني بل ويشاركونهم الجرائم بصورة أو بأخرى كما فعلوا قبلها عند احتلال بلدنا في نيسان من العام 2003...هؤلاء يوصفون عربا وما هم بعرب ولكن لكي يزرعوا الاحباط والياس لدى الامه من أن تنهض من جديد..

 عن مجموعة واتساب


مشاهدات 38
الكاتب صباح الربيعي 
أضيف 2024/07/17 - 11:23 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 6:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 226 الشهر 7794 الكلي 9369866
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير