قصةُ الحسين قبل الميلاد..  أعجوبة العصور الغابرة ومستقبل الأمة الحاضر

انور الموسوي

 

تشكلت في بلاد مابين النهرين حضارات متعددة ( السومرية ، الاكدية، الاشورية… الخ ) وساحة صراع الامام الحسين هي نفسها بلاد مابين النهرين، بل حتى ساحة صراع الامام علي عليه السلام والكثير من الائمة والانبياء… هذا المبحث سيضع اجابات واسعة حول اسباب نهوض الانبياء والأولياء والمعصومين على هذه الارض، كما انه سيعطي اتحادًا كبيرًا وفضيعًا بين الاساطير والموروث الديني من روايات واحاديث ضمن الديانات التوحيدية.

البشرية قبل الميلاد كانت تنتظر الحسين ( ع)

حضارة وادي الرافدين في الاساطير السومرية تجسدت في مأساة “ عشتار “ و “ تموز “ وهي مناحة كبيرة لم تعرف البشرية غيرها على طول الزمان، والتي بدأت بقصةٍ رومانسية وانتهت بتراجيديا سوداوية.

اعتاد العراقيون القدامى البكاء عليها بشكل طقوسي جماعي.

الذين نقبوا في بابل وسومر وآشور أشاروا الى إشارات واضحة الى واقعة تأريخية دونتها كل موروثات تلك العهود فلم يجدوا جوابًا لتلك الموروثات ذات الاساطير الا بربطها بواقعة كربلاء وبعد الالف السنين يتم الكشف عن تلك الاسطورة لتظهر على انها نبوءة كبيرة قديمة وليست اسطورة حدثت قبل الميلاد.

الاسطورة :-

اجمع الكثير من المستشرقين الكبار هم كل من ( أيردمن وشتريك و مايسنر ) على ان ماحدث في وادي الرافدين من مناحات، كانوا يتعجبون من مناحات “ المقدسة “ عشتار على اخيها “ تموز “ ( تموز إله سين ).

فلم يجدوا لها شبيهًا سوى مناحات السيدة زينب على اخيها الحسين.

قصة ملحمية

إن التقارب بين إله سين الإله المخلص الذي نشد الخلاص لأمته، والحسين الذي نشد الخلاص لأمته. وبين الاسمين ففي لسان “ شنعار “ مسرح الفاجعة التقارب بين ( إله سين ) و ( الحسين ) في لهجات شنعار هو نفس التقارب بين ( الاهواز والاحواز ) حيث يتم تبادل الهاء حاء في النطق دائمًا في تلك اللهجة.

المفارقة الاخرى :- إن “ سين “ هو ابن او حفيد الإله إيليا. والحسين هو ابن الامام علي ( الذي اسمه إيليا بالعبرية).

الاله سين هو اول من حمل هذا الاسم بين الآلهة الشنعارية من جانب ومن جانب اخر لم يطلق اسم الحسين على احد من العرب قبل الامام الحسين.

القصة الملحمية ( ق. م ) اختارت آلهة شنعار الاله سين واستدعته لينقذ عشتار من العالم السفلي، فذهب ضحية ذلك الانقاذ.

والحسين استدعاهُ الشعب “ الشنعاري “ ذاته لإنقاذ الامة فراح ضحية رسالته.

مفارقة غريبة اخرى :-

رأى الآله سين قبل قتله حلمًا بأنّ الآله تدعوه ان يقدم اليها بسرعة، وقص الحلم على إخته الألهة “ آشتنينا “ التي تُكنى احيانًا بالاسم “ ليلى “ الذي تعني ( الحزينة ) والحسين ايضاً وقبل رحيله الى كربلاء رأى حلمًا بأن جده رسول الله يناديه بالقول : العجلة العجلة ياحسين ( فقص الحلم على اخته زينب، التي تُلقب والى اليوم بالحزينة وام المصائب).

وغرابة الاسم ليلى في القصة الاسطورية قبل الميلاد هو نفس الاسم لزوجة الامام الحسين ام الامام علي الاكبر!.

جاء الاله سين الى بابل في شهر سين ( تموز ) واعتقلته عفاريت الشر ومنعت عنه الاكل والشرب حتى مقتله بعدة أيام.

وهو المصير ذاته الذي لاقاه الحسين الذي قُتل ممنوعاً من الماء والزاد وفي شهر تموز وفي كربلانو ( كربلاء) والذي يعني اسمها ( ضاحية بابل الجنوبية )!!.

فالتجسيد الشبه تام ما بين أيليا الإله وأيليا الإمام ( علي ) تبعه تجسيد اكثر كمالاً بين الإله سين أبن أيليا الاله ( والحسين ) ابن أيليا الامام.

مابعد الاساطير

بعد اتمام التشابه والتطابق التام حول الملاحم السومرية والاساطير التي تحدثت عن الحسين، هناك نبوءات بالدينات التوحيدية تحدثت عن الحسين ايضًا.

فهناك نبوءة في الكتاب المقدس تتحدث عن ذبيح في شاطئ الفرات، واحتارت في تفسيره الديانة اليهودية والمسيحية فظنوا ان هذه النبوءة تتحدث عن يوحنا المعمدان ( النبي يحيى)، لكن النبوءة تختلف تفاصيلها تماماً عن ذبح النبي يحيى، ان النبوءة تتحدث عن شخص مقدس ( أبن نبي ) وهو سيد عظيم مقدس في النبوءات اسمه ( إله سين ).

المعجزة :- الأب بطرس دنخا الكبير يقول عن معنّى كلمة ( إله سين ) إن العرب في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء. فتصبح ( الحسين ) ولم نجد غير هذا المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بأبن نبي مقدس جدًا وهو سيكون سيدًا بالسماء.

معركة مصيرية

النص الاسطوري ( ق. م ) يتحدث عن معركة مصيرية كبيرة بجانب شط الفرات في ارض يقال لها ( كركميش) من قبل شخص يرتبط بالله من اجل ارجاع خلافة مغتصبة، إن كلمة “ كركميش” تعني في المعاجم { كربلاء}.

كلمة كركميش تعني كربلاء وكلمة رعاوي هي جرابلس الصحراء  الواسعة التي تمتد من حدود بابل الى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس ( رعاوي ) وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب في هذا المكان اسمه :- ( النواويس).

لماذا اهل الكتاب دفنوا هناك ؟

القس انطوان يوسف فرغاني يقول :- ان اكثر اهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لانهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه! لإنه مقدس جدًا عندهم، ولكون قدومه تأخر ماتوا وهم ينتظرونه!

كانت جماعة من اهل الكتاب وقبل الالف السنين وحتى قبل البعثة النبوية تنتظر الحسين لنصرته….

اهل سومر ايضاً انتظروا هذا الذبيح ( الحسين ). وكانوا يمارسون الطقوس قربانًا لإنتظاره لكن بعد يأسوا من حدوث الواقعة اندثرت هذه الطقوس وأعيد انتاجها بعد مقتل الحسين عليه السلام.

الانبياء والرسل :- يأتي بعد كل تلك العلامات والطقوس البدائية التي اعتقدنا بخرافتها لكنها كانت تؤطر لملحمة كُبرى اشارت لها وهي مقتل سيد الشهداء الحسين، وبعد ذلك يإتي دور الانبياء والرسل في الروايات الدالة على بكاءهم على الحسين فهذا نوحٌ عليه السلام لُقب بنوح: لكثرة نوحه على الحسين قبل حتى ظهور الاسطورة وغيره من الأنبياء والرسل…

كان سيدنا الاستاذ الشهيد محمد محمد صادق الصدر يقول :- لا مكان للصدفة في هذا الكون، فالوجود واحداث الوجود والكون وكل شيء يتبع التخطيط الإلهي ولاشيء يسمى صدفة!

وها نحن اليوم نعثر على كنز اخر يوضح لنا ضمن الدلالات الاحفورية ان التخطيط الالهي يسير بكل زمان ومكان وفقًا للاحداث التي تم التريب لها، وحتى الاساطير ربما بعضها كان ضمن هذا التخطيط وليس محض صدفة وصياغة بشرية على نحو المعتاد.

وهو نفسه الشيء الذي يوضح بنا علم الائمة عليهم السلام وعصمتهم كيف كانوا يعرفون بكل تلك الاحداث ( بجوهرها الحقيقي ) وليس بمصاديق الاساطير التي صيغت لنا نحن البشر لتقريب الصورة.

فالسلام عليك يا ابى عبد الله وعلى ابيك علي ابن ابي طالب وعلى ائمة الهدى.

المصادر

* شاكر سعيد البيضاني ، العقل في المتجمع العراقي، اطروحة دكتوراه، جامعة بغداد كلية الاداب ٢٠٠٩.

* ايزابيل بنيامين ماما اشوري حروف حول كربلانو ( كربلاء ) موقع كتابات الميزان.

* الإصحاح

* ايزابيل ماما اشوري نبوءة كتاب الرب المقدس من هو قتيل شاطئ الفرات.

* اجتماعية التديّن الشّعبي/ دراسة تأويلية للطقوس العاشورائية. مهتدي الأبيض.