مكافحة المحتوى المُفرِّق بعد مكافحة المحتوى الهابط

غزاي درع الطائي

بعد موجة (المحتوى الهابط) التي انتشرت في العراق على منصات التواصل الاجتماعي، وجرت مكافحتها بطرق مختلفة من بينها العقوبات القانونية، وكانت لها نتائج إيجابية على مستويات عديدة، ظهرت في الآونة الأخيرة موجة ثانية لا تقل خطورة عن الموجة الأولى هي موجة (المحتوى المفرِّق)، التي تسعى إلى نشر سموم التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وزرع ألغام التناحر بينهم، والطَّرق بمطارق التشكيك والتمييز على معادن الروابط الاجتماعية والوطنية الأصيلة، سعيا نحو كسرها وتحطيمها، في الوقت الذي يتعين فيه نشر ثقافة الوحدة والترابط والتعاون والتلازم والتآخي، منعا لكل ما يسيء إلى ماء الروابط الرقراق، ولكل ما يجعل الروابط أكثرة قوة وأعلى إمكانية على صد الهجمات المعادية التي يتعرض لها الوطن من أي اتجاه كان وتحت أي ذريعة.  

إن موجة (المحتوى المفرِّق) بحاجة إلى وقفة جادة من الأجهزة الحكومية المعنية، لمراقبتها ومعرفة مروِّجيها الفاعلين في مضمارها، وكشف الدواعي الخبيثة التي تقف وراءها، لمنعها ومحاربتها ومحاسبة مرتكبيها بكل الوسائل المتاحة على أسس مهنية ووطنية وقانونية، حفاظا على وحدة الشعب ورصانة الصف وشرف الوطنية الحقَّة، وفي موازاة الإجراءات الحكومية المطلوبة، لا بد من تضافر الجميع من أجل جمع الشمل لتحقيق الانتصار على موجة (المحتوى المُفرِّق)، وخلق إجماع وطني عام رافض لكل ما يعتري صَفو الأجواء وجَمال الوحدة، والمقصود بـ (الجميع) هنا: المفكرون والمثقفون والأدباء والكتاب والإعلاميون والفنانون والمنظمات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب الرأي، وكل من له القدرة على إضافة قدرة جديدة تسعى بمحبة إلى الخير ونحو الخير لصالح العراق الحبيب.