فاتح عبد السلام
أي وزير كهرباء، في اية حكومة سابقة أو حالية أو لاحقة، سيفشل في معالجة ملف انقطاع التيار الكهربائي في العراق. هذا ليس حكماً غيبياً متعجلاً مقطوع الامل، لكنه استنباط من واقع تعيس متداخل سياسيا ومصالحيا مع الفساد المستوطن. وأسباب الفشل المؤكدة تتصل بأنّ منظومة الكهرباء لم يتم التعامل معها بوصفها الأساس الأول الذي تتحدد في ضوئه مستقبل الحكومات وتقويمها بين الفشل والنجاح. انّها مجرد حقيبة وزارية ملطخة بأدران العملية السياسية يجري نقلها من يد الى يد، عبر الحكومات التي تتشكل استنادا الى مفهوم الاقطاعيات وليس الى وحدة القرار والعمل والاستراتيجية عبر رأس واحد.
في ضوء ذلك يكون “الحزب” أو “الشخص” الذي يتهافت على تسلم حقيبة الكهرباء واقعا في بحر من الغشم والسذاجة، وعليه ان يتحمل سخط العراقيين المقنن حتى هذه اللحظة. ذلك انَّ السخط لدى ابناء العراق المبتلى نوعان، أحدهما مقنن ومسيطر عليه وله مسارب تنفيس، والثاني لا يعلم بمدياته الا الله اذا انفلت.
عندما يجلس الفريق الحكومي في اليوم الأول بعد” تسلم مقاليد حكم العراق”، مع اعتذاري مسبقاً لإطلاقي كلمات عظيمة ليست لها قياسات منطقية على الأشخاص والحالات والمواقف، فإنّ من المفترض جدولة الأولويات بعد بند الاستقرار الأمني، والتساؤل إن كان هناك أيّ بند يتقدم في الأهمية على قضية الكهرباء في الاستثمار والإنتاج والمنظومات والعلاقات الدولية، وبعد ذلك يكون الكلام واضحا ومكشوفا، حتى لا يبقى عذر لأحد.
هناك طاقات مختلفة ومتعارف عليها بالعالم، بعضها يؤدي مهماته بكفاءة عالية في الحياة اليومية للبشرية، وبعضه الاخر من ضمن أحلام الانسان ليصنع به المستقبل الواعد والمتوافق مع تعاظم الذكاء الاصطناعي.
هناك الطاقة الكهرو مغناطيسية والطاقة الكهرومائية والطاقة الكهرو شمسية والطاقة الكهرو نووية والطاقة الكهرو هوائية، ويتطلع الكوكب للتعامل مع الطاقة الكهرو نانوية، وبرغم ذلك نعتمد في العراق على الطاقة» الكهرو مولداتية” نسبة لأبي عباس صاحب مولدة في شارع الفضل أو أبي جودت صاحب المولدة في منتصف شارع فلسطين ، وهذا النوع من الطاقة يعتمد على عوامل مختلفة تماماً عن أسباب تشغيل المفاعلات والمولدات النووية والنتروجينية في العالم ، لأنّه مرتبط بالطاقة «الكهرو حكومية» او «الكهرو وزيرية» أو « الكهرو فسادية» أو الكهرو حزبية» وهذه أنواع من الطاقة ليس لها “قطع غيار” مطلقاً لذلك سيكون من المستحيل اصلاح خلل التيار في البلاد.
fatihabdulsalam@hotmail.com