أين العراق من غرامات BRICS؟

منار العبيدي

تمر هذه الايام ذكرى 50 سنة على  عقد اتفاقية بين الولايات المتحدة الامريكية والسعودية تم خلالها الاتفاق على بيع النفط السعودي بالدولار الامريكي حصرا او ما يعرف باتفاقية البترودولار. هذا الاتفاق كان السبب الاساس لاستمرار قوة الدولار كعملة مهيمنة عالميا على الساحة الاقتصادية

وعلى الرغم من عدم وجود اتفاقات مكتوبة لهذا الاتفاق الشفهي والذي حدث بين كل من هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي ومستشار الامن القومي في عهد الرئيس الامريكي ووزير الخزانة الامريكي بالاضافة الى وزير الدفاع الامريكي من جانب الولايات المتحدة وبين الملك فيصل بن عبد العزيز ال سعود من الجانب السعودي الا ان بعض المعلومات تشير الى ان هذا الاتفاق كان مشروطا بفترة بين الطرفين تستمر لمدة 50 سنة تنتهي هذه السنة.

يعزز هذه المعلومات التحرك الكبير لمجموعة BRICS والتي اعلن “مصادفة بنفس فترة انتهاء الاتفاقية الافتراضية “ وزراء اقتصاد الدول المنضوية تحت هذه المجموعة  ومن ضمنهم السعودية والامارات ومصر بأنهم في المراحل الاخيرة لفصل تجارة النفط عن الدولار الامريكي

هذه المعلومات لا تعني بالضرورة ان هنالك فك ارتباط مباشر سيحدث بين مبيعات النفط والدولار لكن هنالك توجه قوي خصوصا مع اتساع دائرة مجموعة BRICS لتضم اكبر الدول الاقتصادية مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل اضافة الى الدول العربية ذات الاقتصاد الاكبر في المنطقة وهي كل من السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر.

في خضم هذه المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الكبيرة التي تحدث في العالم أين استراتيجية العراق من هذه التحركات

هل يعي العراق حجم التعاون التجاري الذي يحصل بين الدول المصدرة الكبرى للنفط كالسعودية وروسيا والامارات وبين الدول الاكبر استيرادا للنفط وهي الصين والهند والتي تستورد 85بالمئة من النفط العراقي.

هل تساؤل احد في منظومة ادارة الاقتصاد عن السبب الذي دفع المجموعة الى عدم دعوة العراق للانظمام بالرغم من المباحثات التي تجري بين المجموعة وبين دول اخرى مثل تركيا وايران وباقي دول المنطقة,

هل شرع العراق الى العمل تحليل التهديدات والتحديات او الفرض المتوقعة سواء للانضمام الى المجموعة او اختيار المعسكر المقابل

اسئلة تحتاج الى اجابة وبتحليل معمق ونقاشات بين النخب السياسية والاقتصادية للخروج برؤية واضحة حول مستقبل النفط ومستقبل العلاقات الجيوسياسية والاقتصادية بدلا من التركيز على مشروع انبوب نفط لن ينفذ لا في 2024 ولا في اي سنة مقبلة لعدم توفر التخصيصات المالية له.

□ عن مجموعة واتساب