الشيخة العشائرية بين الادعاء والاصالة
مارد عبدالحسن الحسون
يعد انتحال صفة شخصية ما إحدى جرائم الاحتيال التي يحاسب عليها القانون وقد شهدت المحاكم العراقية العديد من هذه الجرائم وأصدار عقوبات رادعة بحق مرتكبيها ويتصاعد سقف العقوبة تبعأ لنتائج الانتحال وحجم الضرر الذي يسببه سواء كان في اطار المجتمع كأدعاء الشيخة دون وجه حق ولا علاقة له بالشيخة لا من قريب ولا من بعيد ولم يكن له أي علاقة بالموروث التاريخي للمشيخة أو في اطار مؤسسة أو هيئة معينة أو الادعاء بالقربي والمحسوبية لهذا المسؤول أو ذاك وتضم السجون العراقية الكثير من هؤلاء المحتالين الذين ثبتت عليهم جريمة الاحتيال لكن الافت هذه الايام بدأ عدد من الاشخاص بأنتحال صفة رؤساء عشائر ونصبوا أنفسهم شيوخأ لهذه العشيرة أو تلك بدون أن يكون لهم الحق في ذلك ، أن ما يجعل هؤلاء الاشخاص منتحلين لصفة رئيس عشيرة أو أنه لم تسجل الوقائع التاريخية هذه الصفة سابقأ كما لم تؤيد الوقائع التاريخية أيضأ انه فعلأ من سليلي عوائل تمثل مشيخة عشائرية وليس هناك من يعترف بوجودهم رؤساء عشائر ، لقد استغل هؤلاء المحتالون الظرف الاستثنائي العام الذي يعيشه العراق والدور الذي تضطلع به العشائر في تحقيق الامن ومعاونة الاجهزة الحكومية في التصدي للارهاب والخارجين على القانون وطرحوا انفسهم شيوخأ وهم لايملكون رصيدأ اجتماعيأ مهمأ حتى ولا عشائريأ يخولهم في ذلك لقد طرق ابواب المسؤولين ومنهم مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية بعض هؤلاء المحتالين معتقدين أن ملابس عشائرية جديدة ونظيفة والحديث عن بعض المفردات يمكن أن تسوقهم لهذه المسؤولية ولكنهم وقعوا في فخ المكاشفة عندما تأكد انهم ليسوا شيوخ عشائر وليس لهم أتباع وأنهم احتالوا على بعض الناس واحتالوا على المسؤولين للايماء بأنهم شيوخ عشائر بل البعض منهم من طرح نفسه كونه رئيس عشيرة واخذ هؤلاء المحتالين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمختلها ويسوقوا لانفسهم بعض النشاطات والفعاليات ونشر صورهم على صفحاتها وهذا يقتضي على القانون ان تكون عقوباتهم صارمة وعادلة وقد ثبت أيضأ ان انتحال صفة رؤساء عشائر التي راجت هذه الايام تندرج أيضأ في اطار الكسب غير المشروع لانهم يحاولون ان يحصلوا على مكاسب مادية أو أسلحة بأدعاء أنهم يطاردون الارهاب ويتصدون للعنف ويعلنوا انفسهم كوسطاء لحل النزاعات العشائرية في الوقت أن العديد من رؤساء العشائر وأبنائها الاصلاء يواصلون مساعيهم الوطنية النزيهة في معاونة الحكومة لتنظيف مناطقهم من الارهابين والاشرار الاخرين الذين لايريدون لهذا البلد ان يستقر وتستقيم فيه المسيرة السياسية وان مضايفهم ودواوينهم مشرعة لفعل الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولنا أن نشير هنا أيضأ أن أغلب رؤساء العشائر الحقيقين الذين تعترف بهم عشائرهم بولايتهم على هذه العشائر تاريخيأ قد نبهوا المسؤولين الى هذا النوع من المحتالين وحذروا من الوقوع في حبالهم ولانهم يحملون أكثر من وجه واحد كما علمنا أيضأ أن جميع رؤساء العشائر الحقيقين في كافة انحاء العراق يرفضون رفضأ قاطعا هؤلاء الاشخاص المحتالون ولن يتساهلوا مع كل هؤلاء المنتحلين للصفة التي لايملكونها.