الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأدهمي يستعرض تاريخ الصحافة العراقية

بواسطة azzaman

الجمهورية أول جريدة بعد ثورة 14 تموز 1958

الأدهمي يستعرض تاريخ الصحافة العراقية

الدوحة - الزمان

نظم المركز القطري للصحافة جلسة بعنوان “صحافة العراق النشأة والتطور”، تحدث فيها الباحث والأكاديمي العراقي الدكتور محمد مظفر الأدهمي، ضمن سلسلة فعاليات مجلس الصحافة.تناول الأدهمي خلال الجلسة نشأة وتطور الصحافة العراقية.. وقال: يمكن تقسيم مراحل ظهور ونمو وتطور الصحافة العراقية إلى خمس مراحل؛ هي: مرحلة النشوء عندما كان العراق جزءًا من الدولة العثمانية، والمرحلة الثانية هي صحافة مرحلة الاحتلال البريطاني، وثورة العشرين، والمرحلة الثالثة هي صحافة مرحلة الحكم الوطني إبان العهد الملكي، والمرحلة الرابعة هي العهد الجمهوري، والمرحلة الخامسة والأخيرة هي صحافة العراق بعد الاحتلال الأمريكي له عام 2003.

وعن النشأة والتي كانت خلال العهد العثماني، قال د. الأدهمي: الصحافة العراقية ظهرت مع الإصلاحات التي قام بها المصلح مدحت باشا عندما أصبح واليًا على العراق عام 1869، حيث قام باستيراد ماكنة الطباعة لتصدر بعدها أول صحيفة رسمية للدولة سميت “الزوراء”،والتي كانت تصدر كل أسبوع باللغتين العربية والتركية، وبثماني صفحات صغيرة، وقد استمرت الجريدة بالصدور إلى يوم 11 مارس 1917 عندما احتلت القوات البريطانية بغداد.ونوه بأن الصحف التي ظهرت في تلك الفترة، منها جريدة موصل الصادرة عام 1885 عن السلطات التركية في مدينة الموصل، التي كانت أيضًا باللغتين العربية والتركية، وجريدة بصرة التي أصدرها الأتراك عام 1895 في مدينة البصرة، وكانت كلها جرائد رسمية، لافتًا إلى عدم صدور صحف غير رسمية فيها، إلا في السنوات الأخيرة من عمر الدولة العثمانية، عندما سمح للعراقيين بإصدار الصحف بمجرد الحصول على الرخصة، وبسهولة في الإجراءات. وقد حصلت الموافقة على إصدار 53 جريدة خلال الفترة من عام 1908 إلى 1911. صدرت منها 37 جريدة بشكل غير منتظم، ولم تظهر منها تسع صحف على الإطلاق رغم حصولها على الرخصة.وقال د. الأدهمي: في عام 1911 أصدرت جمعية الاتحاد والترقي قانونًا ألغت فيه الموافقة التي منحت لصحف لم تصدر، كما أغلقت 31 جريدة كانت تصدر بشكل غير منتظم.

وأكد أن تلك المرحلة امتازت بقصر عمر الصحف، تحت حكم الأتراك، وبشكل خاص إذا كانت معارضة للحكومة، ومع ذلك فإن الصحف التي كان يتم إغلاقها كانت تظهر بأسماء جديدة، أما الصحف الموالية للحكومة والتي كانت تعمل كأدوات للاتحاديين الأتراك، فقد كانت تمول من بيانات الحكومة والتبرعات. وكان توزيع الصحف منخفضًا؛ بسبب الانتشار الواسع للأمية في المجتمع، ونتيجة لاستخدام اللغة التركية التي لا يعرفها معظم القراء العراقيين، بل إن الصحف التي كانت تصدر باللغة العربية، لم تكن تجتذب القراء؛ بسبب محدودية تغطيتها للأخبار. لقد كان القراء، وخصوصًا النخبة من السكان، يفضلون قراءة الصحف العالمية القادمة من إسطنبول لأن فيها تغطيات واسعة. وأكد د. الأدهمي أن الصحافة خلال السيطرة العثمانية، كانت فقيرة جدًا في التصميم والتوزيع، ووسائل الطباعة؛ بسبب قلة الموارد الاقتصادية وضعف قدرات الصحفيين، ونشر الصحف باللغتين: العربية والتركية في آن واحد. وكان هناك استياء متصاعد ضد استخدام اللغة التركية في الصحف، والذي اعتبر دليلًا واضحًا على سياسة التتريك. ولذلك عبر الوطنيون عن امتعاضهم من الإملاءات التركية، واستخدموا صحف أحزابهم كوسيلة للمطالبة بالحرية .

وانتقل الأدهمي إلى الصحافة العراقية في مرحلة الاحتلال البريطاني وقال: إن الإداريين البريطانيين بعد احتلال البصرة استولوا على المطابع الثلاث الموجودة في المدينة وبدؤوا بتوزيع (نشرة) أخبار لتغطية عملياتهم العسكرية، وكانت تطبع يوميًا باللغتين العربية والإنجليزية.وبعد شهرين أصدرت السلطات البريطانية مجلة أسبوعية توضيحية، بعنوان (العراق خلال الحرب)، تنشر فيها المقالات وصور ملاك الأراضي المؤيدين للبريطانيين.   وقال الأدهمي: في عام 1915 عين البريطانيون أحد ملاك الأراضي في البصرة، سليمان الزهير مسؤولًا عن جريدة (الأوقات البصرية)، والتي صدرت بثماني صفحات وباللغات: الإنجليزية والعربية والتركية والفارسية. وفي السنة التالية تغير اسم الجريدة إلى (أوقات بلاد الرافدين) وباللغة الإنجليزية فقط (Times of Mesopotamia) .

     وفي 11 مارس 1917 احتلت القوات البريطانية بغداد، مثلما حدث في البصرة، وسيطرت القوات العسكرية على المطابع. وبعد احتلال العراق بأكمله، أصدر البريطانيون في المدن الرئيسية صحفًا تعكس سياستهم، مثل الموصل والبصرة وكركوك والسليمانية.كما نوّه بتاريخ الصحف خلال نشوب ثورة العشرين، وقال: في المرحلة الثالثة من كرونولوجية الصحافة العراقية، أوضح د. الأدهمي أن نشوب الثورة تزامن مع ظهور صحف خاصة بها لم تعمر طويلًا، لكنها استمرت بالصدور خلال فترة الستة أشهر من عمر الثورة. وكانت أبرز صحيفتين رافقتا ثورة العشرين وصدرتا للتعبير عنها، هما: الفرات التي صدرت في النجف في السابع من أغسطس 1920 بأربع صفحات من القطع النصفي، وقد صدرت من الصحيفة خمسة أعداد فقط، وكان عددها الأخير في الخامس عشر من سبتمبر 1920م.    وأضاف: أما الصحيفة الثانية فكانت (الاستقلال)، وصدرت بشكل منتظم بواقع أربع مرات أسبوعيًا، وقد صدر عددها الأول في بغداد في مطلع أكتوبر 1920، واستمر صدورها نحو أسبوعين فقط، حيث صدرت منها ثمانية أعداد، كان آخرها يوم 14 من الشهر ذاته.

وبعدها انتقل الأدهمي للحديث عن الصحافة في العهد الجمهوري، الذي وصفه بشهر العسل بالنسبة للصحافة في العراق، وقال: بعد قيام ثورة 14 يوليو 1958 التي أسقطت النظام الملكي، وأقامت النظام الجمهوري، أغلقت جميع الصحف، باستثناء إعادة منح الإجازة لأربعة منها. وقد أبدلت هذه الصحف الأربعة سياساتها، وخرجت في اليوم الأول من الثورة بأعمدة كبيرة تؤيدها وتهاجم العهد الملكي.وقال: كانت أول صحيفة صدرت عقب قيام ثورة 14 يوليو 1958 هي صحيفة الجمهورية صباح 17 يوليو، وبأربع صفحات فقط، وتضمنت بيانات الثورة والتشكيلة الوزارية ومجلس السيادة، كما صدرت في بداية عام 1959 صحيفة اتحاد الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي العراقي. وكذلك صدرت صحيفة الثورة لصاحبها يونس الطائي صديق الزعيم عبد الكريم قاسم. وكانت تعبر عن سياسة الزعيم والجمهورية العراقية. إضافة إلى وجود صحف: الزمان لصاحبها ومؤسسها توفيق السمعاني، والحرية لصاحبها قاسم حمودي، والأخبار لصاحبها الأخوين جوزيف وجبران ملكون، والشعب لصاحبها يحيى قاسم، والبلاد لصاحبها فائق بطي نجل مؤسسها روفائيل بطي.   وأكد الأدهمي أن الصحافة العراقية، شهدت بعد عام 2003، مرحلة جديدة لم تر مثلها من قبل، فكثير من الصحفيين تعرضوا للأذى أو الاغتيالات مع تعدد وسائل الإعلام والتوجهات واتساع مساحة القدرة على التعبير، على عكس فترة حكم النظام السابق، خاصة بعد مقتل ما يزيد على 500 صحفي خلال عقدين من الزمن، ما جعل العراق البلد الخامس عالميًا في مؤشر الإفلات من العقاب.وخلال المداخلات، أشاد الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة بما قدمه الدكتور محمد مظفر الأدهمي، من عرض ثريّ لتاريخ الصحافة العراقية بمعلومات وافية تدل على الاطلاع الكبير.

 وقال الرميحي: عندما أتحدث عن العراق فإني أتحدث عن دولة صاحبة تاريخ أعطت ومازالت تعطي وستبقى أبية. واستذكر الرميحي بعض المواقف خلال زيارته الأولى للعراق 1979، وكيف أنها كانت أول دولة عربية تصدر صحيفة رياضية.

 

 


مشاهدات 251
أضيف 2024/06/15 - 3:26 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 11:48 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير