نبض القلم
نهاية طبيعية
طالب سعدون
امريكا في تراجع واضح لا نستعجل نتائجه وسيكون على مراحل وليس دفعة واحدة وبدات ملامحه تظهر للعيان بعد تورطها الفاضح في حرب الابادة في غزة لتكون شريكة مع الكيان الصهيوني الذي ستكون حصته في النتيجة اكبر والهزيمة ابلغ.. ومن سوء حظهما ان هذا التدخل ونتائجه الكارثية رفض شعبيا وعلى نطاق واسع داخل امريكا نفسها وحلفائها من الغرب خلاف المرات السابقة ..
غزة ايقظت ضمير العالم وخاصة الشباب وفي ( قلعة الديمقراطية والحرية !!) وكشفت كذبة معاداة السامية التي اًستخدمت كثيرا لاسكات الاصوات التي تطالب بالحرية وحقها في الحياة واحترام الانسان ..
بذلك تكون غزة محطة فاصلة بين جيلين .. جيل انتهى بعد ان مارس الخراب والقتل والتدمير وجيل جديد قادم يؤمن بالحرية والديمقراطية وحق الشعوب بالاستقرار والبناء والعيش الكريم بسلام وامان ...
جيل يحترم الانسان حقا اينما كان على الارض ويرفض العدوان .. جيل يرفض ما ارتكبته امريكا من جرائم واعاد الى الذاكرة كل ما اقترفته في هيروشيما وفيتنام وافغانستان والعراق ...
جيل فضح امريكا واظهرها على حقيقتها لكي تاخذ حقها واستحقاقها الطبيعي ومكانها المناسب لتظهر قوى اخرى جديدة .
ما حصل في الشارع الامريكي والغربي يعد صحوة جديدة ضد جرائم الابادة الجماعية والوحشية تتبعها نتائج كبيرة وسيدفع الثمن غاليا ليس من شارك فيها فقط بل من صمت ايضا ..
الا يعد ذلك فضلا كــبيرا لغزة على العـــــالم .. وهو ما عجزت عــنه دول و(امبراطوريات ) سقطت دونه ، لتكون في ذلك حدا فاصلا في تاريخ الانسانية وليس المنطقة فقط .؟
ومن سوء حظ امريكا ان هذا التراجع ترافق مع تصاعد قوى كثيرة تراقب المشهد جيدا وتحث الخطى نحو القمة لتنافس امريكا عليها في مقدمتها الصين والهند ودول اقتصادية عملاقة اخرى كالمانيا وفرنسا واليابان وكندا والبرازيل وغيرها ناهيك عن وريث الاتحاد السوفيتي ( روسيا ) الذي لا يخفي رئيسه (بوتين ) لاعادة مجد الاتحاد السوفيتي من جديد لكنه تورط في حرب قد لا تاتي نتائجها كما يريد لكنه بالتاكيد قوة يحسب لها حساب ..
هذه الدول انشغلت بالاقتصاد وغزواسواق العالم بصناعاتها و وتركت امريكا تغوص بحروب وتدخلات عسكرية وتتنقل في بوارجها وسفنها الحربية وجنودها الى هنا وهناك لتكون ( شرطي العالم ) وقد كلفها ذلك الكثير مثلما كلف موسكو ايضا التي امتدت خارج حدودها على غرار امريكا ووقعت في الفخ .
مفارقة غريبة ان تأتي النهايات هذه المرة مختلفة عن طبائع الدول الكبرى التي عادة ما تنتهي في حروب كبيرة تظهر فيها قوى اخرى على حساب اخرى كما حصل في الحرب العالمية الثانية التي كانت نتيجتها ان تربعت امريكا على العالم وتراجعت امامها دول اخرى..
الشعوب التي خرجت الى الشوارع تندد بالعدوان وتطالب بالقصاص العادل من المجرمين ليست تظاهرات واصواتا فقط بل ربما تكون بدايات لمرحلة جديدة وجيل جديد لم يحتمل السكوت على الجرائم والوحشية والعدوان والتخريب وقد جربته وذاقت مرارته في بلدانها ولا تريد ان تستمر الشعوب الاخرى ان تكتوي بناره وتطالب بمنع مصادرة حق الشعوب في الحرية والاستقرار والتقدم اسوة بشعوب العالم المتطور ..
المستقبل لهذا الجيل الجديد الذي بدات ملامحه بالظهور بقوة ..
وسؤال يتردد كثيرا اين موقع العرب من هذا التغيير واين هم من قضية غزة وفلسطين عموما التي خرجت شعوب الغرب الى الشوارع لنصرتها .. ؟
سؤال لا يحتاج الى جواب .. لان جوابه واضح .. والبديهيات لا تحتاج الى اثبات .
كلام مفيد :
الوفاء غال جـدا فلا تتوقعه من رخيص ..
(شكسبير)