في غزة لا يقتل الأطفال
مرتضى كاظم الزيدي
كشفت الحرب المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن عديد القضايا والملفات التي كانت تختبئ خلف مسميات مختلفة كالإنسانية و حقوق الانسان و الحريات والقوانين الدولية ومفاهيم السلام التي صدعت رؤوس الشعوب فيها لسنوات طويلة ظلت تحاول الدول الغربية ان ترسخ هذه المفاهيم في عقول شعوب العالم الا ان سبعة أشهر من الحرب كانت كفيلة بان تكشف كل هذا الزيف فمعاناة الناس في فلسطين و ما عاشوه من شتى أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي يندى لها كل جبين و ما تعرض له الأطفال من قتل وتهجير و تدمير كشف عن وحشية الاحتلال الذي يستمر في هذه الكوارث الإنسانية مقابل صمت مدوي من حكومات العالم و منظمات حقوق الانسان و المحاكم الدولية صمت لم يوقظه صراخ الضحايا و الأبرياء و مياه راكدة لم يحركها بكاء الأمهات و لا صرخات الجوع ونداءات الاستغاثة التي يصدرها الشعب الفلسطيني الذي بات دليلا واضحا و صريحا ان من يموت في غزة و باقي الأراضي الفلسطينية ليس الأطفال وحدهم فحسب بل كل العناوين العريضة و الشعارات الفضفاضة لحقوق الانسان وامن الشعوب و حقوق الأطفال و يبدو ان مئات الملايين من الضحايا و بحار الدم التي سالت منذ مئات السنوات ليست كافية لهذا العالم لان يتوقف عن تلك الحروب العبثية و الممارسات المرعبة و الأساليب الوحشية التي دمرت و لا تزال تنهك الشعوب و تدمر الأوطان .