الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأمن مستتب.. والعكس صحيح

بواسطة azzaman

الأمن مستتب.. والعكس صحيح

عبد المنعم الاعسم

 

 

لا صدقية عما يقال بان هناك استقرار، أو استتباب للامن. اذا كان الامر يتعلق بالامنيات فلا أحد لا يتمنى استتباب الامن. لكن هناك بيع كلام: يجتمعون عقب كل تهديد للامن ليشكلوا لجنة «تقصي الحقائق» ثم يصدرون بلاغا برع البعض في تدبيجه على مقاس الحاجة، وربما يكون هذا البعض قد كتبه قبل الاجتماع.. ثم لا أحد يعلم الى ماذا توصلت اللجنة، وما هي نتائج التقصي المذكور، بل وما هو مصيرها، ليصحّ القول (في العراق حصرا) إذا ما أردت ان تقبر حرجا شكّل له لجنة تحقيق.

الى ذلك فان سوق التصريحات عن استتباب الامن ناشط هذه الايام ويزدحم بالبضائع المغشوشة، مقابل طائفة من التقارير الميدانية عن هجمات واستعراض قوة في قلب العاصمة، حتى ليحار المراقب في تفسير اسباب هذا النفخ في أحداث غامضة ومسجلة على اشباح أو توصيفات غامضة. انها ليست تهمة، وليس من باب التشاؤم، فانها، من جانب آخر، فرصة لكي نميز بين الكلام الذي يفيض بالخوف على الاستقرار والامن وحياة المواطنين والآخر الذي يفضح نفسه من اول كلمة، ما ينفع، من جانب آخر في تحليل مصادر هذا التهديد الامني الجدّي وشبكات اتصاله بمصالح دول اخرى، ورصد مواقف جماعات السياسة والحكم حيال هذا الوضع.. وبالتفاصيل الحكم على طريقة تعامل الجهات الرسمية مع الاحداث.  وثمة في هذا المنزلق محترفون تألقوا في الكذب والتلفيق والتشهير، وبارعون عُرفوا في صناعة القصص والروايات الفانتازية، وسماسرة يناقلون احتياجات السوق الى «اصناف» معينة من المنتوجات الفانتازية، فيما تتسابق اصوات من ماركة (وافق شن طبقة) على تبني تلك البالونات. تضيف لها ما امكن من الوان براقة، وما تيسر من مقدمات مصنعة، وما يصلح من نهايات مثيرة.

أمر مخزن

لقد أضاعت البلاد  في هذا الردح الكثير من الوقت والدماء والماء، عدا عما ضاع من سمعة الملعب واللاعبين، غير ان الامر المحزن هو ضياع وسائل التمييز بين الناقل والشاهد والبائع عن الزبون عن الضحية عن الجلاد، بمقابل شائعات عن صفقات، وتبادل ادوار، وتجارة مواقف، وتغيير ولاءات، ومليارت لشراء الظمائر، وكواليس لتلفيق زعامات، وسيناريوهات حرب بين الرؤوس، فيما نكتفي، فرط كثرتها ومداخنها، بالقول، كما كانت تقول جداتنا: «ليس هناك دخان من غير نار» او ما كان يقوله حكماؤنا «دع الامور تمضي ولكل حادث حديث».. والحال، برز في هذا «الوضع المستتب» مهرجون يديرون منافذ محمية، بل وشبه رسمية، عابرة للسلم الاهلي، حيث تتولى تسويق الالغام الطائفية واثارة المواجع الدفينة من غير رقيب ولا حسيب.. ولا تتورع عن القول الفصيح ان هذه المهددات وصفةٌ للامن المستتب، ولسان حالها يقول: من لا يرضيه ذلك ليشرب البحر.. « بيتنا ونلعب فيه».


مشاهدات 288
الكاتب عبد المنعم الاعسم
أضيف 2024/06/12 - 11:24 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:36 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 307 الشهر 11431 الكلي 9361968
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير