إستثمار النفايات في توليد الطاقة الكهربائية النظيفة

احمد مصطفى الطائي

عند بدء الحديث عن الطاقات المتجددة او النظيفة يتبادر الى ذهن القارئ الطاقة المصنعة من الشمس او الرياح او المياه وتندر الاشارة  إلى موضوع النفايات، وفي معرض الحاجة الى التخلص من النفايات لابد لنا من التركيز في البحث عن طرقا وحلول لاستغلال تلك النفايات في صناعة الطاقة الكهربائية وبذلك نكون قد حققنا ثلاث اهداف في آنً واحد   وهي التخلص من النفايات التي تولد انبعاث الغازات السامة والضارة وكذلك توليد الطاقة الكهربائية واخيراً الحفاظ على البيئة في ظل ضغوطات تغير المناخ والضرورة الملحة لإيجاد موارد طاقة بديلة، ونحن هنا لسنا في معرض الحديث عن انبعاثات الغازات الضارة من النفايات وتأثيرها على البيئة بقدر ما ينصب اهتمامنا في هذا المقال عن الاستفادة منها في صناعة الطاقة الكهربائية النظيفة، اذ لابد لنا من التفكير بحلول فعالة ومستدامة لإدارة النفايات، بما في ذلك تكنولوجيا Waste to Energy  ويشير مصطلح (WTE)  إلى إحدى مراحل العمل الأساسية في سلسلة إدارة النفايات بصورة تحقّق الفعالية والاستدامة، ويقوم على مبدأ إعادة التدوير للنفايات بطرق اقتصادية وصديقة للبيئة، بهدف توفير مصدر متجدد للطاقة من تحويل النفايات وتنفيذ هذه التكنولوجيا على أرض الواقع، يكون بتحويل تلك النفايات غير القابلة لإعادة التدوير إلى أشكال قابلة للاستخدام من الطاقة، حيث تولد الحرارة الناتجة عن احتراق النفايات بخاراً شديد الحرارة في الغلايات، يدفع المولدات التوربينية إلى إنتاج الطاقة الكهربائية.

وتتلخص فوائد تحويل النفايات الى طاقة كهربائية بالاتي:

توفر مرافق تحويل النفايات إلى طاقة وسيلة آمنة ومتطورة التكنولوجيا للتخلص من النفايات.

تغير المناخ

تساعد تقنية تحويل النفايات إلى طاقة (WTE)  في التخفيف من تغير المناخ، لأن النفايات المحترقة في تلك المنشآت لا تولد غاز الميثان، كما هو الحال في مكبات النفايات التقليدية، وكذلك تعمل على استرجاع المعادن التي كانت ترسل إلى مكب النفايات لإعادة تدويرها بدلا من التخلص منها، وتحول الغازات الدفيئة إلى كهرباء  بدلاً من إنتاجها في محطات الفحم والغاز الطبيعي.

وتتلخص فوائد تكنولوجيا WTE في تحويل النفايات إلى طاقة النقاط التالية:

القدرة على تحويل النفايات إلى رماد، يعني ذلك انخفاضاً في كمية النفايات، وفي انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن تحلل المواد العضوية في مكبات النفايات.

يمكن أن تكون تلك الأنظمة حلاً مكملاً وفعالاً لمصادر الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري، مع تقليل متطلبات مكبات النفايات في المدن، وتوليد الطاقة المتجددة.

تتميز هذه التقنية بإمكانية توليد كمية كبيرة من الطاقة المتجددة على مدار اليوم، ما يجعلها تتسم بالموثوقية وإمكانية التخطيط، الأمر الذي يترتب عليه مرونة في توليد الكهرباء للشبكة الكهربائية بأكملها.

ومن اهم التقنيات المستخدمة في نظام WTE  تقنية الشبكة المتحركة والحرق الجماعي: تتميز هذه التقنية بشبكة متحركة تحرق النفايات الصلبة على شبكة تنتقل من عمود تغذية إلى حفرة الرماد، لا تتطلب تقنية الشبكة المتحركة المعالجة المسبقة أو فرز النفايات مما يسمح لها باستيعاب كميات كبيرة أو التغيير في تكوين النفايات والقيمة الحرارية.  تقنية السرير المميع: هي تقنية أنظف وأكثر كفاءة في تحويل النفايات إلى كهرباء، ولكن العملية تحتاج إلى فرز مسبق للنفايات من أجل تشغيلها، مما يجعلها أكثر تعقيداً وتكلفة مقارنة بالنظام اعلاه.  وحالياً تهتم العديد من الدول على الاستفادة من تقنيات تحويل النفايات الى طاقة كهربائية  وتحرص على انشاء محطات  لتحويل تلك النفايات إلى طاقة، أو مشاريع تجريبية تنفذها بعض الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا بما في ذلك تايلند وفيتنام وسنغافورة وإندونيسيا وفيتنام،  وتحتل اليابان والصين أهمية خاصة في هذا المجال نتيجة تطويرها المستمر لتكنولوجيا تحويل النفايات إلى طاقة حيث يوجد في اليابان 380 محطة لتحويل النفايات إلى طاقة تقوم بتحويل ما يقارب من ثلث النفايات في البلاد إلى كهرباء، بينما يوجد في الصين قرابة الخمسين مصنعا لتوليد الطاقة من النفايات، وتسويقها إلى المصانع التي تطبق هذه التقنية.  وفي نهاية المطاف كما اسلفنا توفر هذه التكنولوجيا العديد من الحلول والفوائد منها تحويل النفايات إلى طاقة وكذلك حل مشكلة التخلص من المخلفات المتراكمة، ومن ثم تقليل الانبعاثات، والمساهمة في توفير مزيد من الخيارات أمام توليد الكهرباء والنقل وغيرها من الاستعمالات، عبر استبدال الوقود الأحفوري.