تلاميذ يتصببَّون عرقاً

لينا ياقو يوخنا

بحسب النظام التربوي في العراق يُصادف موعد الامتحانات النهائية للمدارس في فصل الصيف وبالتحديد في شهر آيار اوحزيران بالإضافة الى امتحانات الدور الثاني للراسبين ببعض المواد والتي تكون عادة في شهر آب او أيلول, ولهذا تكون اجواء الامتحانات مرهقة للتلاميذ والطلبة بسبب الارتفاع الكبير في معدل درجات الحرارة مع ضعف او انعدام التيار الكهربائي وخلو القاعات الامتحانية في اغلبية المدارس الحكومية من اجهزة التبريد.

ان مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتفاقمة منذ عقود ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المُناخية في العالم ومن ضمنه العراق الذي يعاني اكثر نتيجة التصحّر وتجريف المساحات الخضراء وتحويلها الى ابنية تجارية وسكنية, كل هذه العوامل بالإضافة الى عدم وجود اجهزة تبريد في المدارس ساهمت بزيادة معاناة التلاميذ والطلبة خاصة فترة الامتحانات, اذ تخلو المدارس غالباً من هذه الاجهزة حتى وان جهزت وزارة الكهرباء التيار للمدراس خلال ساعات الامتحان من(9-12) ظهراً الا ان ذلك لم ولن يفي بالغرض لأن القاعات لا تحوي سوى على المراوح فقط والتي لا تنفع في تخفيض درجة الحرارة علماً اني وجدت اجهزة تبريد وكذلك (المُبردات) في المكاتب الخاصة بالكوادر التربوية في بعض المدارس التي زرتها اثناء عمل خاص بي وان كانت بعضها قديمة لكن تفي بالغرض فهي تساعد على تلطيف الاجواء و لا تجعل الموظفين والمعلمين يتصببَّون عرقاً مثل تلامذتهم وطلبتهم الذين يجاهدون لتحمل هكذا ظروف قاسية وضارة على صحتهم خاصة وهم في محطة مهمة من حياتهم للانتقال الى مرحلة متقدمة من الدراسة بعد النجاح في الامتحانات النهائية. وسيستمر الظلم الذي يمارس ضد التلاميذ والطلبة المحرومين من حقوقهم في الجلوس في قاعات تتوفر فيها اجهزة تبريد طالما هناك اهمال وفساد إداري ومالي في المؤسسة التربوية من قبل الاغلبية المنتسبين اليها والذين لا يكترثون سوى باستلام الرواتب والامتيازات والتهافت على تبوء منصب مرموق.