الجامعات العراقية تتسابق للدخول في التصنيفات العالمية والنشر العالمي وتحاول تطبيق البرامج العالمية دون التنقيب عن الحاجة الفعلية لهذا السباق أو مدى رصانة هذا التصنيف أو هذه المجلة أو ذلك البرنامج وما هي القيمة المضافة لهذه الفعاليات، وتتجاهل دورها المحوري والمهم في خدمة المجتمع من خلال اصدار تقارير دورية لمختلف الأنشطة المقابلة للتخصصات والبرامج التي تطرحها الجامعة والتي تسهم في تطوير العملية التعليمية وتدريب الطلبة وتحديث المنهج ورفد البحث العلمي ببيانات ومواضيع بحثية تمثل الحاجة والواقع وتعمل على ترشيد القرارات وزيادة المهارات وتوعية الحكومات والجمهور ورصد المخالفات وتطوير الستراتيجيات والطرائق والأساليب التي تعمل على تجويد العمليات التعليمية والبحثية والمجتمعية من جهة وجسر الفجوة بين الجامعة وبين سوق العمل من جهة أخرى.هناك الاف الأعمال التي تحتاج الى اصدار تقارير وابحاث علمية في (دراسات الجدوى، الأخطاء التصميمية، إجراءات العمل المستخدمة، التقنيات المستخدمة، الأدوات المستخدمة، الملائمة للغرض، المعولية، مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حماية المجتمع، ……….) والتي يمكن التنقيب عنها ومتابعتها (الطرق والجسور والمدن السكنية والاستثمارات العقارية والمصانع والخدمات و…..) في كليات الهندسة والتخصصات ذات الصلة، وإصدار تقارير وبحوث علمية دقيقة ومحايدة لتقويم هذه الأعمال من حيث (الجودة، السرعة، الكلفة، الاستدامة) من خلال عمليات التخطيط والتنفيذ والانجاز والاتمام وكذلك الأنشطة الصحية والخدمية والصناعية والإدارية والاقتصادية والسياسية والقانونية و……..، لتقويم هذه الأنشطة وحماية البيئة والاقتصاد والمجتمع.
#الجامعة التي لا تسطيع التفاعل مع البيئة المحيطة للتأثير الإيجابي والتأثر الاستباقي تتحول الى خيال مرغوب ولكنه غير ملموس ولا مؤثر.#الجامعة المرموقة هي ممثل الشعب العلمي الأكثر دقة وموثوقية في ممارسة دور الحماية البيئية والاقتصادية والمجتمعية. فهل يعمل أصحاب القرار على تمكين الجامعات للقيام بهذا الدور؟.