فم مفتوح .. فم مغلق

تجربة ميدانية في حي الأمين

زيد الحلي

مضت مدة ليست قليلة، على عودة مجالس المحافظات إلى العمل وممارسة مهامها ،  بعد اختيار اعضائها في انتخابات عامة شهدتها المحافظات ، وتأتي أهمية هذه المجالس ، بما اعطاها الدستور العراقي من صلاحيات إدارية ومالية واسعة ، عدا بعض التلكؤ الحاصل في محافظتي كركوك وديالى ، وان شاء في طريقها الى الحل ...

ومعروف ان مجالس المحافظات تمثل السلطة التشريعية والرقابية في كل محافظة، ولها الحق في إصدار التشريعات المحلية، بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الإدارية، على ان لا يتعارض ذلك مع الدستور والقوانين الاتحادية التي تندرج ضمن الاختصاصات الحصرية للحكومة الاتحادية.. لاسيما ان الكثير من المحافظات تعاني من تدني مستوى الخدمات..

وبعين الصحفي ، اخذت اتابع نشاطات مجالس المحافظات ، من خلال مواقعها الالكترونية وما تنشره من فعاليات ، ومما استشفه من تقارير المراسلين الصحفيين ، وما تبثه الفضائيات والاذاعات المحلية ، فتكونت عندي صور عن  تلك النشاطات ، بعضها كان ضبابيا ، والآخر مشرقا ، وبينهما بين بين !!... واظن ان ذلك ناتج عن حداثة الممارسة لبعض أعضاء تلك المجالس ..

ومن الأمانة الصحفية ، الإشارة الى أي فعل إيجابي ، يقوم به أي عضو في مجلس محافظة لخدمة القطاع الجماهيري الذي انتخبه ، دون ان ينسى مواطني المحافظة عموما ، فتلك الإشارة تقدمه مثالا لزملائه ، وبهذه الجزئية اقول انني وجدتُ في عضو مجلس محافظة بغداد السيد عبد العظيم القريشي نموذجا في تتبع معاناة المواطنين ، بشكل يومي ، وفي كل الأوقات .. وقد اعلمني ذلك  بعض من اعرفهم  بقول الصدق ، فعزمت على التوجه الى مناطق حي الأمين بأرجائها المختلفة ، فوجدت عضو مجلس محافظة بغداد ، المسؤول عن تلك المناطق ، جوالا هنا وهناك ، محاطا بعدد من المواطنين  ، يناقش المهندسين في مشاريع توسعة شوارع المنطقة ، والمجسر الذي يخترقها ، ويعطي ملاحظات ، ثم يعرج الى أماكن المولدات ، فيطلع على المعوقات ، والحال ذاته ، مع الدوائر الخدمية والمدارس ، وقد لاحظت ان الرجل يسجل آراء المواطنين ، ويعد بعرضها على الجهات ذات العلاقة ..

ليست من عادتي ، الإشارة بالاسم الى أي مسؤول في كتاباتي ، تحاشيا لشخصنة الأمور ، لكني وجدتُ بالسيد القريشي ، ما يستحق تلك الإشارة ، وسوف نسير على ذات النسق حين أرى من يقوم بواجبه المجتمعي ، تاركا كرسيه الوفير ، فالمشاركة الجمعية تعطي دورا مميزا وقويا في دعم التنمية، ورافدا صلداً من روافد التنمية الاقتصادية.

وفي ختام سطوري ، اتطلع أن يعمل أعضاء مجالس المحافظات جميعا بإخلاص وصدق، وشفافية وأمانة، وأن يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه،  وأن نضع أيدينا كإعلاميين  في أيدي ممثلي المحافظات ، لتعزيز التجربة  ونرى فعلاً أن الخدمات البلدية بدأت تؤدي دورها بامتياز، فالإعلام شريك مهم في خدمة الوطن، وتوعية المواطن.

Z_alhilly@yahoo.com