مفاتيح الألفية الثالثة للتحكم في الشعوب
عبد القادر حداد
تولدت و خلال الالفية الثالثة مفاتيح عدة للسيطرة على الشعوب و تسيسها بما يتناسب مع رغبات و مصالح من يشار اليهم بتسميات عدة مثل «اللوبيات « و « قوى الخفاء» الخ .
( المفتاح الاول ) يتمثل بإغراق المجتمعات بكمٍ هائل من العناويين و المواضيع التي تثير الغرائز الروحية و الترفيهية لدى الإنسان على حساب الغرائز الفكرية و المعرفية ، والتي تعمل بدورها على تسطيح العقول وتشتيت انتباه العامة و تفكيرهم عن القضايا الرئيسية التي تدور حولهم سواءُ في محيطهم الداخلي ( الوطني) او الإقليمي و الدولي . و أمثلة هذا المفتاح كثيرة و عديدة ، كتصوير حالة طلاق معينة لمطربٍ او ممثلة او صاحب محتوى على التواصل الاجتماعي كأنها قضية رأي عام ، يتم تكرارها و التحدث عنها لايام في برامج تلفازية و حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي . و ايضا كأن تقام برامج حوارية بالساعات مع « راقصة « او «فتاة ليل « تناقش فيها تجربتها ، وقد يصل الأمر لتقديمها في آخر الحوار على انها نموذج في المثابرة و الكفاح . و إلى جانب كل ما ذكر يستخدم ايضا ترويج و إشاعة النقاشات في الأمور التي تدخل تحت بند المواضيع الخلافية في الدين و التي يصل عمرها لآلاف السنين .
خلق الازمة
(المفتاح الثاني ) و يتمحور هذا المفتاح حول خلق الأزمة و الحل الناجع لها و المحسوب ضمن آلية محددة لضمان الوصول إلى تسوية مع الشعوب في قضية معينة . كالرغبة في تقسيم البلد الواحد إلى أقاليم ومناطق ذات طابع عقائديا او دينيا او اثنيا متماثل ، فيتم ذلك و على سبيل المثال على شكل استهداف دور عبادة لطائفة معينة بصورة متكررة من أناس يعملون لجهات خاصة قد تكون من ذات الطائفة في الاصل ، وجعل المشهد يبدوا و عن طريق بعض وسائل الاعلام المدعومة كأن الاستهدافات يقوم بها ابناء الطائفة الاخرى في البلاد و العكس كذلك . ومع قليل من المنشورات التي يديرها أشخاص مدفوعين على وسائل التواصل الاجتماعي ستتعالى الأصوات المنادية بأن الحل الأمثل الذي على الشعب تقبله لضمان امنهم و سلامتهم جعل المربع (س ) من البلاد اقليما خاصا فقط بالطائفة او المكون (ص)، و المربع (أ) اقليما خاصا بالمكون (ب ) وحده .
(المفتاح الثالث ) شرعنة الفعل غير المقبول على مراحل حتى يصبح امر ثابت لا مفر منه ، وهو ما ينطبق على « المثلية « اليوم في بعض المجتمعات . فبعد ان كانت توصف على انها ظاهرة شاذة و مخالفة للطبيعة البشرية لا يسمح بها و لا بممارستها في الاماكن العامة و قد يصل الأمر لاعتقال المثلي ، نجد وفي السنوات الأخيرة قد انتشرت ممارسات واسعة في العديد من المجتمعات تشرعن هذا الفعل و تجعل منه أمراً طبيعيا يلزم تقبله و على مراحل تدريجية بدأً من صنع علمٍ خاص بالمثليين إلى إنشاء جمعيات تدافع عنهم وتنادي بحقوقهم ، بل ووصل الأمر لادخال المثلية في العديد من الدول ضمن المناهج التعليمية في المدارس و يتم إجبار الطلبة على دراستها وتقبلها ، وتفرض إجراءات صارمة على أولياء أمور الطلبة تصل لأخذ الأبناء منهم ورعايتهم في منشآت تابعة للدولة في حال منع أبنائهم من تقبل المثلية و دراستها . و منذ العام 2013 اجازت المحاكم في العديد من الدول الاعتراف بزواج المثليين وأجازت عقده .
(المفتاح الرابع ) يتجسد في بناء الوهم داخل الأفراد عن طريق تكوين شعور في أنفسهم بأنهم وحدهم من يتحملون مسؤولية تعاستهم ، وان سبب ما هم فيه يعود لنقصٍ في سعيهم او قدراتهم الفكرية ، وذلك لأبعادهم عن التفكير في مساوىء النظام العالمي و المناخ العام في العالم الذي يتم انتهاجه . و يتم عادة تبني أشخاصا و مؤسسات و دعمهم بكافة انواع الدعم ، وإبرازهم على انهم تجارب ناجحة لترسيخ فكرة لوم الفرد لنفسه فقط لما هو فيه ، والذي بدوره سيحاكي الواقع المعد و المرسوم له بما فيه من مساوىء و انعدام قيم ليستطيع الاستمرارية و العيش فيه فيصبح الأفراد و المجتمعات عبارة عن دمية ضعيفة يتم التحكم بها .
( المفتاح الخامس ) هو مخاطبة الشعوب على انهم اقل ذهنيا او لازالوا أطفالا ليفهموا ما يدور حولهم ، وان هنالك من هم اكثر ذكاءا و دهاءً منهم ، لهم الحق في رسم سيير العالم و المجتمعات . و بنفس درجة الرؤية التي يخاطبون بها الشعوب تكون طريقة تعاملهم مع ردات فعلهم ، حيث انهم يرون ردات فعل الشعوب لسياساتهم ليست إلا ردة فعل طفل غير بالغ لا يجب ان تأخذ ردات فعله على محمل الجد .