الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المهرجان يرسل إشارة إلى فنانين يعانون العنف

بواسطة azzaman

وصول المخرج محمد رسولوف إلى كان بعد هروبه من إيران

المهرجان يرسل إشارة إلى فنانين يعانون العنف

كان - سعد المسعودي

وصل المخرج الايراني المعارض  محمد رسولوف الى مهرجان كان  بعد أن هرب عبر الجبال سيرا على الأقدام هروبا من حكم قاس وصعب لاسيما على المبدعيين السينمائيين ,حيث كانت المحكمة قد اصدرت حكما بالسجن  عليه لمدة ثمانية سنوات، والجلد ومصادرة كل ما يمتلكه. وبذلك نجا المخرج الإيراني روسولوف من السجن الوشيك في إيران والمشي عبر المناطق الجبلية الوعرة سيرا على الأقدام, بعد هروبه السري  من وطنه بعد الحكم عليه بالسجن ثماني سنوات,  وكانت  رحلة فراره من ايران أشبه بفيلم  يرويها المخرج رسولوف  «لقد كانت مسيرة استغرقت عدة ساعات ومرهقة وخطيرة للغاية وكانت سيرا على الاقدام  وكان علي أن أقوم بها بصحبة دليل»  وبعد الرحلة اختبأت في منزل آمن. واضطررت إلى البقاء هناك لفترة طويلة قبل أن يتمكنوا من نقلي إلى إحدى المدن، ومن هناك إلى مكان أخر حيث يمكنني التواصل مع السلطات الألمانية  وقامت السلطات الثقافية في ألمانيا في التأكد من هويتي  وقامت بتزويدي بالاقامة المؤقتة التي مكنتني من السفر الى فرنسا  لحضور مهرجان كان وهو في يومه الأخير. و وصل المخرج الإيراني شخصياً إلى المهرجان لمواكبة عرض فيلمه «دانه انجیر مقدس (بالإنكليزية The Seed of the Sacred Fig أي «بذرة التين المقدس») الذي يتنافس على السعفة الذهبية للدورة السابعة والسبعين من الحدث السينمائي، بعدما نجح في المغادرة «سراً» من بلاده.وحمل رسولوف لدى وصوله للمشاركة في الحدث، بيديه صورة لبطلي فيلمه الجديد، الممثلة الإيرانية سهيلا غلستاني ومواطنها الممثل ميثاق زاره.

ويشكّل حضور المخرج الملاحق من النظام الإيراني الذي حرمه من جواز سفره وحكم عليه بالسجن، رسالة قوية يريد من خلالها المهرجان الفرنسي تأكيد دعم حرية التعبير. وقد اعتلى رسولوف سلالم المهرجان برفقة ابنته باران والممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني، التي تعيش في المنفى في فرنسا منذ حوالى خمسة عشر عاماً.

وكان رسولوف قال خلال مشاركته في برنامج «سيتافو وشدد خلال أول ظهور علني له، إلى جانب الممثلة غولشيفته فرحاني «أعتقد أن جميع الإيرانيين الذين اضطُروا إلى المغادرة بسبب هذا النظام الشمولي، يحتفظون بحقائبهم جاهزة في المنزل، على أمل أن تتحسن الأمور».وأضاف المخرج المستقل أن وضعه القانوني لم يترك له «أي خيار»، وأنه ترك الجمهورية الإسلامية الثيوقراطية لانه كان مصمما على الاستمرار في رواية قصة شعبها في الأفلام. «مهمتي هي أن أكون قادرا على نقل روايات ما يجري في إيران والوضع الذي نحن عالقون فيه كإيرانيين.

رسولوف كان قد سبق وان قضى فترتين في السجون الجمهورية الإسلامية. وبعضها في الحبس الانفرادي. وكان قد حكم عليه بتهمة التصوير بدون تصريح في عام 2010، ثم سجن مرة ثانية عام 2020 بسبب فيلمه رجل النزاهة الذي قالت السلطات الإيرانية أنه يرقى إلى مستوى «التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي والدعاية ضد النظام». وقد منع من السفر وسحب جواز سفره عام 2017، وحصل فيلمه أثناء غيابه القسري على الجائزة الكبرى في مهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلمه «لا يوجد شيطان»There Is No Evil.

السيطرة المطلقة

وقال إن السبب وراء بذل الدولة الإيرانية كل هذه الجهود لقمع أفلامه هو أنهم «مثل أي ديكتاتورية أو نظام شمولي آخر، يريدون السيطرة المطلقة على السينما التي لا يحبونها والتي تواجه حقيقة وجودهم ونظامهم الخاص». وقال رسولوف: «إنهم يحاولون فقط تخويف الجميع وإبعاد الجميع عن أي محاولة لإنتاج واخراج أفلام أو التعبير عن أنفسهم أو استخدام حريتهم فقط بسبب وهم السيطرة هذا». واختتم رسولوف حديثه «ولذا فإن رسالتي إلى زملائي وإلى صانعي الأفلام الآخرين هي: هناك طرق.

محمد رسولوف، وهو من أبرز مخرجي إيران ويُعرف بتحديه الدائم لهيئات الرقابة، لم يأتِ إلى مهرجان كان منذ عام 2017 حين حصل على جائزة مسابقة « نظرة ما»  عن فيلمه وهو عمل يتمحور حول الفساد.وفي عام 2020، مُنع رسولوف من مغادرة إيران لاستلام جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم There Is No Evil («شیطان وجود ندارد» بالنسخة الفارسية الاصلية)، والذي يتطرق إلى عقوبة الإعدام. ويعد فيلمه الجديد بمزيد من الإزعاج للسلطات الإيرانية، إذ يروي قصة قاضي تحقيق غارق في جنون العظمة، في وقت تندلع فيه مظاهرات ضخمة في العاصمة طهران.

ومن خلال الترحيب به شخصيا، يرسل المهرجان الفرنسي بنسخته السابعة والسبعين إشارة «إلى جميع الفنانين الذين يعانون في العالم من العنف والانتقام بسبب تعبيرهم عن فنهم»، على ما أكد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو لوكالة فرانس برس.كما أن هذه الرسالة موجهة بصورة أوسع لمعارضي النظام القائم في إيران، حيث يستمر القمع في التزايد.

وأعربت شخصيات سينمائية عدة عن دعمها لمحمد رسولوف في رسالة مفتوحة، من بينهم الممثلة الإيرانية التي لجأت إلى فرنسا زار أمير إبراهيمي، ونجمة فيلم («تشريح السقوط»)، ساندرا هولر، و فاتح أكين وأنيسكا هولاند، ولورا بويتراس، إضافة إلى اثنين من المتنافسين على جائزة السعفة الذهبية لعام 2024، وهما بايال كاباديا وشون بيكر.

 


مشاهدات 410
أضيف 2024/05/26 - 5:37 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 8:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 259 الشهر 7827 الكلي 9369899
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير