الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الكبيسي راسخ في الذاكرة

بواسطة azzaman

الكبيسي راسخ في الذاكرة

عبدالرضا محسن الملا

 

درَّسنا مادة الاحوال الشخصية في جامعة بغداد في السبعينات وكان واحداً من اساتذة اجلاء درَّسونا مواد مختلفة منها قانون الالتزام والجنائي والقانون الدستوري يوم كانت الدراسة دراسة والتعليم تعليماً وليس توزيع ملازم وعين على جامعة اخرى بقصد الربحية, وكان يعاملنا اصدقاء له, نحترمه لتواضعه ونجلّه لهيبته وشخصيته الكريمة, تراه بيننا في الفرصة المقررة لاستراحة الاساتذة يرد على اسئلة من لم يتمكن من السؤال اثناء المحاضرة.

واليوم اذ نذكره بفخر واعتزاز للامانة التعليمية التي حملها مع باقي الاساتذة في ذلك الوقت ماثلة امامنا, وبرغم ان مادة الاحوال الشخصية التي درَّسها تختص بشؤون واحوال المسلمين اعطاها بُعداً انسانياً لم يختصر على دين معين بل المقصود فيها مجموعة ما يتميز به الانسان عن غيره من الصفات الطبيعية والعالمية ورتب القانون عليها اثراً قانونياً, ولم يقتصر فيها ايضاً على مذهب معين من المذاهب الاسلامية المعروفة دون اخر منسجماً مع نهج الشريعة الاسلامية السمحاء نائياً بنفسه عن التزمت والانحراف, وهنالك حالات شائعة في المجتمع عاب على بعضها وتحدث عن اخرى بعقلانية وحكمة فهو يصف من يتحايل على الاية الكريمة (فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره) بسلسلة الحيل الشرعية التي يتبعها العابثين بشريعة الله يمارسها السذج واصحاب النفوس الهابطة والكرامة الميتة وفي حالة اخرى جدلية عن زواج المتعة يقول ان هذا النوع من النكاح كان مباحاً نهى عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام وان ابن عباس كان يفتي بحل نكاح المـــــتعة نهاه عنه الامام علي عليه السلام قائلاً له (انك تائه وان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن متعة النساء يوم خيبر) فامسك ابن عباس عن الفتوى بها .

ناحية عملية

ويضيف الدكتور الكبيسي بهذا الصدد ان من يذهب الى صحة هذا النوع من الزواج من الناحية العملية لا يتعاطونه خاصة في العراق ويعتبرونه من الانكحة المرذولة.

وعن الطلاق واضراره الاجتماعية والذي هو آخذ بالتزايد في وقتنا الحاضر لاتفه الاسباب وبكل اسف اكد ان الاسلام حينما اباح الطلاق نبه الا انه انما يبيح امراً كريهاً وحلاً بشعاً لضرورة قاهرة واستشهد باحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام منها (تزوجوا ولا تطلقوا فان الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات) وقوله (تزوجوا ولا تطلقوا فان الطلاق يهتز له عرش الرحمن).

وهنالك امور اخرى درَّسها لا يسع المجال ذكرها في موضوع الحياة الاجتماعية في انبل مقاصدها واسمى اغراضها نائياً بنفسه عن المثيرات والخلافات التي ورثها المجتمع ما انزل الله بها من سلطان وكان مثال الوسطية والاعتدال استاذاً اميناً على نهج الشريعة السمحاء في محاضراته المختلفة وفي كتابه التدريسي (الاحوال الشخصية في الفقه والقضاء) الذي كان يدرَّس في جامعة بغداد والجامعة المستنصرية وطلاب قسم الشريعة بكلية الاداب, واحترام العقائد الصالحة وان الله سبحانه وتعالى يسأل العبد عن اليوم لا عن الماضي:

( تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) .

وبناء جيل صحي خدمة للوطن والامة وغير ملوث بعيداً عن القيل والقال, واعرفوا الله ثم كونوا بعد ذلك كيف شئتم.

 


مشاهدات 1080
الكاتب عبدالرضا محسن الملا
أضيف 2024/05/25 - 12:28 AM
آخر تحديث 2024/07/17 - 10:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 304 الشهر 7872 الكلي 9369944
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير