الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إطلاق النار في المناسبات - مخاطر جسيمة وهدر في المال العام

بواسطة azzaman

إطلاق النار في المناسبات - مخاطر جسيمة وهدر في المال العام

مارد عبد الحسن الحسون

 

ماهي الخسائر المترتبة على الامعان في اطلاق النار خلال المناسبات وبالتحديد خلال مراسيم تشيع الجنائز أو أثناء مراسيم مجالس العزاء الخاصة بالشيوخ ؟ قبل الاجابة على هذا السؤال المشروع لابد لنا ان نشير الى ان إطلاق النار خلال هذه المراسيم هو طقس اجتماعي لايمت بصلة الى حجم المناسبة في الحزن أو الاستذكار وكذلك في الالم ، بل هي في حد ذاتها خروج على هذه القيم وهدر للمال ، فضلأ عن مخاطرها الاخرى. ولنا ان نذهب بعيدأ في ذلك ونأخذ عينات من تاريخ القبائل والعشائر نجد ان هذه الظاهرة لم تكن موجودة اصلأ بل ان القبائل العربية لم تستعن باستخدام إطلاق النار منذ ان اكتشف البارود وتم تصديره الى البلاد العربية ، والابعد من ذلك ان القبائل العربية لم تستعن بأي ظواهر صوتية لتأبين المتوفين منها خاصة وان هذه القبائل كانت لها اعراف فيها الكثير من التبجيل للمتوفين مهما كانت منزلتهم الاجتماعية، اذ تعتمد تلك القبائل والعشائر الاصول الدينية في التعبير عن الحزن واستذكار المتوفين بالثواب وكثرة ترديد ( الحمد لله على كلشئ) . ونعود الى محتوى السؤال الذي بدأنا به هذه المقالة لنتحدث عن الخسائر من جراء إطلاق النار خلال تشيع الجنائز ومراسيم مجالس العزاء فنشير :-

خسائر بشرية

أولأ : الى ان الخسائر البشرية متوقعه وتحصل في اغلب الاحيان ، وأكاد أجزم ان اكثر من 40 بالمئة  من عمليات اطلاق النار خلال تلك المراسيم وغيرها من المراسم كمناسبات الزفة بالاعراس وحفلات الاعراس كما ذكرنا تؤدي الى وفيات او اصابة البعض منهم من جراء اخطاء في استخدام السلاح وربما يستخدم البعض بتنفيذ ثأر ما .

 ثانيأ :- ان هذه الخسائر البشرية تسبب خصومات حادة ومشاكل اضافية خاصة واذا كان القتيل من جراء اطلاق النار من عشيرة اخرى ويروي لنا التاريخ حوادث من هذا النوع ادت الى حروب بين العشائر بذريعة ان ( القتيل كان مستهدفأ من القاتل ) ولنا ان نتصور كم يجر ذلك على كل طرف من ويلات ومأسي وتهديد ووعيد.

 ثالثأ :- ان اطلاق النار مخالف للقيم الدينية في كل الاعتبارات وهو بذلك يمكن ان يمسخ قدسية المناسبة وأثرها الروحي ، وقد قالت العرب ( اختلط الحابل بالنابل ) استمرارأ للفوضى التي تتسبب بها احداث اطلاق النار بهذه المناسبات.

 رابعأ :- ان هناك خسائر مادية واضحة في استخدام السلاح خلال المراسيم المذكورة فهي خسارة في الاطلاقات النارية التي تذهب هدرأ ، وخسارة تتمثل في استهلاك السلاح بغير ماهو مرسوم في الدفاع عن النفس ، والمعروف علميأ ان كثرة اطلاق النار له تأثير مدمر على ( سبطانة ) السلاح الناري وربما تنفجر من جراء الافراط في الاطلاق.

 خامسأ :-ان اطلاق النار بإفراط في مثل هذه المناسبات هو مصدر للرعب بين صفوف الاطفال والنساء اضافة الى تأثيراته على مسامع بعض الناس الذين يتأثرون سلبأ بالاصوات العالية .

 سادسأ :- ان حيازة السلاح بكل انواعه بدون أي مبرر واظهاره امام الناس يمثل مخالفه قانونية واجتماعية ولايجوز حيازة اي نوع من هذه الاسلحة دون استحصال الموافقات القانونية الاصولية من الجهة المختصة وهي وزارة الداخلية ( حصرأ ) . وعودة على بدء أشير ومن خلال ملاحظاتي الميدانية ان الذين يستخدمون السلاح خلال مراسيم تشيع الجنائز ومجالس العزاء وحفلات الاعراس هم من المراهقين ومن الفتيان اليافعين وهذا بحذ ذاته يؤثر على نفسياتهم ويصبح لديهم ميلأ واضحأ للعنف والاصوات العالية . ان الدعوة الى منع اطلاق النار في كافة المناسبات الاجتماعية المفرحة منها والمحزنة وحتى الرياضية ، واملي كبير ان تكون هناك تشريعات قانونية مشددة تحد من هذه الظاهرة.


مشاهدات 641
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون
أضيف 2024/05/15 - 5:48 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 7:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 258 الشهر 7826 الكلي 9369898
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير