وجوه عراقية وعربية ينطقها قلم رصاص علي رضا سعيد

بورتريهات إستثنائية في معرض لتشكيلي مغترب

بغداد - ياسين ياس

أفتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكّاك البدراني الاثنين الماضي معرض (بورتريهات)، للفنّان علي رضا سعيد، الذي نظّمته دائرة الفنون العامة، اليوم على قاعتها الفنون بمقر الوزارة، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الفني والثقافي.

البدراني أشاد (بتجربة الفنّان ولوحاته لأنها تخلّد شخصيات ثقافية فنيّة عربية وعالمية، وبطريقة إحترافية عالية الجودة)، مؤكداً (الحاجة إلى تنشئة جيل ثقافي يهتم بهذا اللون من فنون الإبداع التشكيلي، إذ ينوّه المعرض الى الكثير من الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في الثقافة العراقية، أدبياً وصحفياً وهندسياً، ومختلف مجالات الحياة).

و أكّدت مدير عام الدائرة نجوان فارس، أن (إحتضان دائرة الفنون العامة لأكثر من 150 لوحة بورتريه للفنان سعيد، هو دعم مهم للفن التشكيلي وتفرّعاته، إذ تنتمي أعماله إلى العوالم الأدبية والفنية وغيرها من المجالات الأخرى، مُسلّطاً الضوء عليها، لتظهر القوة والجمال عن طريق تخطيطه المدهش، إذ أنها ليست وجوه على لوحات فحسب، بل تعكس الأعمال، الشخصية ذاتها). وبيّن التشكيلي علي رضا أن (رسم البورتريه يرتكز على تماثل الشكل أولاً، ومن ثم التركيز على الدلالات التعبيرية والجمالية والروحية في الشخصية التي يُراد رسمها، وتتميز بالخطوط الرشيقة،التي تشكل النسيج الخطي لمساحات الشكل المتناغم بالظل والضوء، ولتُشكّل بمجملها هذا النتاج من الأعمال التي تحكي وتُحاكي الأعلام والرموز من الفنانين والأدباء والكُتّاب والنُقّاد).موضحا ان (انطلقت فكرة المعرض من محاولة كتابة سيرتي الذاتية من خلال ادواتي،واقول هذا وانا اكتب سيرتي الذاتية بعد اربع عقود من الرسم،في حوار صامت متوهج بالفن والمحبة والعطاء المشرق ). وقال التشكيلي صالح رضا ان (الفنان علي رضا تتلذذ على يد الرواد في ثمانينات القرن الماضي،  وانا عاصرته،كاخ وفنان، وكان مميزافي فن البورتريت  ومنذ ذلك الزمن ،يرسم للصحف، ويقيم المعارض).

تاريخ الفن

ومن الفولدر الخاص بالمعرض نقرأ ما كتبه الفنان عاصم الأمير (تعود بنا بورتريهات علي رضا إلى لحظات وسمت بتاريخ الفن والنبوغ وهو يبذل جهده من خلال فن البورتريهات،عبر نماذج ثقافية وفنية عراقية وعربية،طارت شهرتها، وتستاهل وقفة صورية من رسام مهم، يلاعب الخط ويجعل منه صورة للحضور الجمالي،ويصارع العتمة،ويهب المساحات سحرهاالمتدرج،يلاعب الخط ويجعل منه صورة للحضور الجمالي،ويجعل من الخط الاسود المهيمن، على كل اعماله سلسلة من الجماليات ،تكشف لنا المزيد من المفاتن، انه صياد وجوه بارع في كل زمان ومكان).وكتبت الكاتبة لطيفة الدليمي (ليس غريبا على الفنان العراقي المعاصر ان يبرع في فن البورتريهات فهو سليل حضارات منذ الازل،وكان لفن البورتريه السبق لتاريخى،ولكن ان يتصدى الفنان علي رضا لرسم البورتريت،بقلم الرصاص ويمنح وجوه شخصياتهم الحياة من جديد،لتمضي حرة في متاهات خلودها المامول).واشار الناقد سعد القصاب في فولدر المعرض(هذه التجربة المتمثلة بتخطيطات للمبدعين العراقيين والعرب، انجزها الفنان علي رضا سعيد، عبر هذه التجربة جاءت باسباب ايمان الفنان علي رضا بأنها تمثل صورة الذات التي تسعى إلى تخليدهم كونهم فاعلين في هذه الحياة،الثقافية،الفنية، الفكرية، هم أصدقاء الفنان ورفاقه في الحياة،وإيمان الفنان ان هذه التجربة تمثل صورة الذات،والزمن في هذه التخطيطات سيبدو مضاعفا مره في البعد الجمالي،واخرى حينما يسرد لنا حكايات عن أصدقائه الطيبين). ومن صفحة المصمم الفنان سعدون فياض نقرأ ما كتبه عن المعرض(على قاعة دائرة الفنون في افتتح المعرض الشخصي للفنان علي رضا وقد ضم المعرض  150 بورتريها لشخصيات مبدعة عراقية وعربية .ويعد الفنان علي رضا أبرز فناني البورتريه حيث تتميز تخطيطاته بإمكانيات متفردة ومتقنة تتجاوز عين الكاميرا الفوتوغرافية الجامدة إلى آفاق من الابداع لا حدود لها من خلال انحناءات الخطوط وانسيابيتها وتناسق الضوء والظل  لتضع المتلقي أمام لحظات تأمل لاكتشاف معالم الشخصية بكل أبعادها  من خلال بث الروح فيها،المعرض كان بمثابة إعلان لظهور مدرسة متميزة في فن البورتريه نأمل أن يتكرر).