هذا ما وقع برفح . رفح معبر بري قائم وفاعل بين مصر وفلسطين العربية الثائرة المقاومة العظيمة احتله اللقطاء الغزاة . الغزاة يتبعهم الخائنون .
وزير العمل الخارجي سامح شكري علق على هذا الأمر المهين بكلام فارغ انطوى على كثير من التحفظ والإرتباك والذل وانحناء الظهر بعز الظهر ، وانتقاء الكلمات المفرطة بدبلوماسيتها المخصية التي لا تغضب الوحوش الصهاينة ورعاتهم الأمريكان الحثالة .
الجامعة العربية نائمة وقيل أنها منشغلة بالتحضير لقمة أصحاب القيادة والدلال التي ستستضيفها فنادق المنامة هذا الشهر .
فضائيات وجرائد الرئيس استعملت كمية هائلة من اللغة التي تدخل بباب الردح والمدح والتضليل الغبي ، وصورت مصر وجيشها على أنهم يخوضون معركة شرف كبرى ، وسببهم في ترويج ونشر هذه الأكاذيب السمجة المضحكة كالبكاء ، هو أن سيناء الملاصقة لغزة لم تستقبل بعد مليوني لاجىء منكوب ، أي أن المشكلة كما يصفها الحاكم ليست بأكثر من مائة وعشرين ألف شهيد ومجروح حتى الآن بغزة صانعة المعجزة ، وسيبقى الموقف المصري والعربي عموماً خانعاً عاجزاً ذليلاً بائلاً على سرواله ولو صار العدد مليون شهيد !!!
في الجانب الشعبي الذي هو أقل خزياً من الجانب الرسمي ، أضاعت الرعية اتجاه البوصلة شديد الوضوح والرؤية ، وتحولت من الفكرة القومية الرائعة الشريفة المخلّصة إلى الفكرة الطائفية الغبية المريضة ، وانشقوا بأعداد ضخمة ومؤثرة إلى شيعة إيران وسنة تركيا !!
أما من سكتوا على مناظر الترويع والمجازر النازية فلا عتب عليهم ولا هم يشعرون .
نعم التضحيات جسيمة قدمها شعب الجبارين كما هي باقي الشعوب الحرة على وجه الأرض ، بكرم باذخ صارت معها فلسطين الحبيبة أغنية كونية مدهشة ومحفزة .
كيان اللقطاء المزيف أصيب بجرح استراتيجي عميق ، وغزة صنعت أعظم معجزة للسائلين والأحرار الذين يعرفون معدن هذا الشعب العظيم ، حتى اطمأنت النفوس وكبر الأمل .