الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من تداعيات الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق

بواسطة azzaman

من تداعيات الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق

سامي الزبيدي

 

عديدة هي التداعيات والإفرازات الخطيرة للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق التي تسببت في العديد من المشاكل والمعاناة الكبيرة لشعبنا ووطننا ومن أبرز هذه التداعيات  سيطرة أحزاب فاشلة وفاسدة على مقاليد الأمور في البلاد لا خبرة لقادتها وأعضائها بالسياسية وبإدارة البلد همها الفساد والسرقة والسلطة والنفوذ فلم يحصل الشعب العراقي من هذه الأحزاب التي جاء بها المحتل إلا على الفقر والجوع والأمراض والقتل والبطالة والجهل والأمية وانتشار المخدرات والإبعاد القسري والتهجير وانتهاك حقوق الإنسان والسرقات الكبرى لأموال الشعب والوطن والفساد وسوء الخدمات وتدمير البنى التحتية للمدن والاهم من هذا كله تدمير بنية المجتمع العراقي وأعرافه وتقاليده العريقة وتدمير تماسكه الاجتماعي ووحدته وروحه الوطنية وهذا ما كان يريده الأمريكان من احتلالهم العراق وهي أهم أهداف الغزو والاحتلال, فبعد مضي واحد وعشرون عاماً على هذا الغزو أمسى العراق بلا سيادة وبلا إرادة وطنية حدوده مستباحة أراضيه ومياهه بيعت لدول الجوار ثرواته نهبت وأمواله سرقت من قبل  أحزاب وكتل تعمل لمصالحها ومصالح قادتها ومصالح دول الجوار على حساب مصالح الوطن والشعب, أحزاب الفساد والفشل دمرت الصناعة والزراعة ليستورد العراق بعشرات المليارات من الدولارات احتياجاته الصناعية والزراعية من دول الجوار , وبعد أكثر من عقدين على الغزو والعراق بلد النفط والغاز يمنع من تطوير صناعة النفط والغاز ليبقى يستورد الغاز والمشتقات النفطية من إيران بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً والعراق بلا كهرباء فقد سرقت أحزاب الفساد الأموال المخصصة للكهرباء ليستورد العراق الكهرباء من إيران والغاز منها لتشغيل محطات الكهرباء وبمليارات الدولارات أيضاً فيما يحرق الغاز العراقي هباءاً ,عقدين وعام مؤلمين تم خلالها تدمير العملية التعليمية بكل مستوياتها فالمدارس متهالكة وثنائية الدوام ومستوى المعلمين متدني والجامعات تدنى مستواها العلمي وخرج العراق من تصنيف جودة التعليم, كما تم تدمير الخدمات الصحية فالعراق بلا مستشفيات متطورة ولا أطباء أكفاء بعد هجرت الكفاءات الطبية وطنها خوفا من القتل والاغتيال وبلا علاجات فعالة حيث تنتشر الأدوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية ,أكثر من عقدين فيهما استشرى الفساد في كل وزارات الدولة ومؤسساتها ودوائرها والفاسدون والسراق محميين بأحزابهم وكتلهم وميليشياتهم ,عقدين وعام والتصحر يحاصر العراق ودول الجوار تقطع مياه الأنهار عنه فإيران غيرت مجرى أكثر من عشرين نهر ورافد وأعادت مياهها الى أراضيها في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية ولم يتحرك ساسة العرق حتى لمجرد التفاوض مع إيران التي ترفض ذلك وأحزاب الفشل تصمت والأسباب معروفة وحكوماتنا تتوسل تركيا لزيادة الاطلاقات المائية عبر سدودها لا غير ,عقدين وعام ونظام المحاصصة الحزبية والطائفية هو سيد العملية السياسية حيث تتقاسم الأحزاب المتنفذة المناصب الحكومية ومناصب الدولة وتتقاسم السلطة والنفوذ وفق المحاصصة المقيتة حتى تدهورت أمور البلاد في جميع المجالات .

سيطرة الدولة

واحد وعشرون عاماً وميليشيات الأحزاب والميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة أقوى من الدولة والحكومة خصوصا بعد ان دخلت اغلبها في العملية السياسية لتحصل على وزارات ومؤسسات ومناصب حساسة في الدولة والحكومة  لتصبح أكثر نفوذا وسطوة , عقدين وعام وعمليات القتل والاغتيالات مستمرة لتطال ليس الناشطين في تظاهرات تشرين بل حتى الصحفيين والسياسيين المستقلين والكفاءات العلمية والطبية وكل من يعارض العملية السياسية الكسيحة ,عقدين وعام والمخدرات تفتك بشباب العرق بعد ان أصبح العراق من الدول المنتجة والمصدرة لهذه الآفة من خلال مافيات وعصابات يحميها للأسف بعض السياسيين وميليشيات الأحزاب , سنين طويلة ولا زال المهجرين والنازحين منذ عام  2014  في مخيماتهم يعيشون ظروفاً حياتية ومعيشة مذلة ولا يسمح لعودتهم الى محافظاتهم ومناطقهم لأسباب سياسية  كما هو حال نازحي جرف الصخر وبزيبز والعديد من مناطق صلاح الدين وحزام بغداد , عقدين وعام والقضاء ميسيس ويخضع لسيطرة الأحزاب المتنفذة والقانون يطبق على أبناء الشعب الفقراء والمساكين والذين لا سند سياسي أو حزبي لهم أما الساسة وأعضاء أحزابهم وكتلهم فالقانون لا يطالهم وحتى وان تم عرض بعضهم على القضاء فيتم إخراجه سريعاً بريئا مبرئا مكرماً كما هو حال عبد الفتاح السوداني وأبو مازن والمععم الذي استولى على جامعة البكر وحولها الى جامعة أهلية له ومحافظو البصرة والناصرية السابقين وسراق سرقة و جريمة القرن وغيرهم , أما أبناء الخايبة فيقبعون في السجون والمعتقلات سنين دون ان تتم حتى محاكمتهم , واحد وعشرون عاما والعراق يتصدر دول العالم في الفساد وسوء الخدمات وكثرة الميليشيات وانتهاك حقوق الإنسان والبطالة والأمية ويتذيل دول العالم في مستوى التعليم والخدمات الطبية والحريات وسوء الأمن , عقدين وعام والعراق بلا  خدمات ولا بناء ولا مشاريع أعمار كبرى ولا استثمار حقيقي بعد ان سرق ساسة الفشل والفساد أموال البناء والأعمار وتقاسموها بين أحزابهم وبين قادتها ,عقدين وعام والعراق بات متخلفا عن ركب الدول المتطورة بمائة عام عقدين وعام والعراق من سيء الى أسوأ ومن كارثة الى اكبر من أختها ومن محاصصة حزبية وطائفية وتقاسم مناصب الى محاصصة جديدة تعيد البلد الى المربع الأول مربع الفساد والسرقات وسوء الخدمات وسطوة الميليشيات والأحزاب الفاشلة والفاسدة فمتى يا ساسة العراق ينهض البلد ويرتاح الشعب ليرى النور في آخر النفق المظلم الذي أدخلتموه فيه منذ واحد وعشرين عاماً.

 


مشاهدات 433
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2024/04/23 - 6:43 PM
آخر تحديث 2024/07/11 - 7:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 7900 الكلي 9369972
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير