نحو إقتصاد أزرق مستدام للحد من التدهور البيئي
محمد بهجت ثامر
تسعى الأمم المتحدة إلى تطبيق مفهوم الإقتصاد الأزرق الذي يهتم بنمو اقتصادي مستدام في ظل الحفاظ على البيئة وعناصرها المختلفة وهو نموذج للتنمية الاقتصادية القائمة على أساس التنمية المستدامة ، اذ تلعب المياه دورا كبيرا في النمو الاقتصادي لدول العالم فهي تغطي 71 بالمئة من الكرة الأرضية ومع ازدياد التحديات البيئية بسبب التغيرات المناخية وفقدان الموارد الطبيعية ومن ثم المجاعات ، وتفاوت المستوى المعاشي بين الدول مما أصبحت الحاجة ملحة لمعالجة كل هذه المشاكل العالمية محور التركيز في العقد الماضي خاصة بسبب خطة عمل الأمم المتحدة والتي تهدف إلى خلق عالم أكثر استدامة ومساواة بين السكان والبيئة. لذلك برز مفهوم «الاقتصاد الأزرق» في القرن الحالي بعد انتشار مفهوم الاقتصاد الأخضر في نهاية القرن العشرين وتبنتها الكثير من الدول من أجل التوفيق بين فكرة أن الاقتصاد يمكن أن يوفر لمواطنيه الرفاهية بالإضافة إلى حماية البيئة. والاقتصاد الأزرق يعنى الإدارة الجيدة والإستخدام الأمثل المستدام للموارد المائية (البحار والمحيطات والأنهار والمياه الجوفية ومياه الأمطار والبحيرات) ويرجع مفهوم الإقتصاد الأزرق إلى رجل الاقتصاد البلجيكى غونتر باولى عام 2012 وكثيراً من الدول تبنت فكر الاهتمام باقتصاديات المياه بعيداً عن الاقتصاد التقليدي الكلاسيكي اذ يساهم الاقتصاد الأزرق بنحو (3.6) تريليون دولار وفقا لدراسة البنك الدولي ويعمل الاقتصاد الأزرق على تعزيز التكيّف مع المخاطر والضغوط البيئية، كذلك يُساعد في الحدّ من الفقر، فهو يزيد من إمكانية وصول المجتمعات إلى بيئة آمنة ونظيفة، كما أنّه يُعزّز الأمن البشري عن طريق الحدّ من النزاعات المتعلقة بالحصول على الأرض والغذاء ، وغيرها من الموارد الطبيعية، وبالتالي تحسين نوعية الموارد الطبيعية، والتقليل من التلوث البيئي.