رعب الخطوات وأجنحة الطيور
امال المسلماوي
يحتاج الإنسان للأمان ليعيش بصورة طبيعية فهذا الطفل اول ولادته يكون بين يدي ممرضات حريصات على انفاسه وباقي اجزاء جسمه ليصل إلى والدته وذويه الذين يحتضنونه بكل حب وشفقة نعم فهو مخلوق لا حول له ولا قوة وكل إعتماده ليكمل الحياة عليهم.. وحين يكبر ويصبح في الرابعة مثلا بعض الأهالي يأخذون أولادهم مضطرين لكونهم موظفين إلى الروضة وبعض الاهل غير ذلك بل يكون واجباً عليهم أن يذهب للمدرسة وهنا يكون الوالدين يومها في أشد حالات الفرح والبهجة أذ قد كبُر طفلهم بعد شهور الحمل ومعاناة الأم إلى وصولها لساعات الطلق والولادة وتحمل كل صعوباتها فيأتي الوليد بُرعما يراعونه ويهتمون لشأنه حتى تأتي لحظة المدرسة يُكملون الأمور الإدارية ثم يأخذونه إلى السوق ليختار ويختاروا معه إحتياجاته من ملابس وحقيبة يضعون له فيها أجمل الدفاتر وحتى بعض الكتب والقرطاسية وايضا هم لا يهملون حتى (المطارة وعلبة اللانش بوكس) ليكون الطفل في مأمن من العطش والجوع كيف لا وهو فلذة كبدهم الذي سهروا عليه أياماً وشهوراً وسنوات.. لكن لم يخطر على بالهم أن يشتروا له رجال أمن أربعة او خمسة وربما أكثر من ذلك كما يفعل كل المسؤولين ليوفروا لهم الحماية مما قد يحصل في الصف او ساحة المدرسة أو حتى خارجها وهم ينتظرون السيارة التي توصلهم إلى البيت..
أو يقوموا بحمايتهم من خطر المتهورين الذين لا ذمة لهم ولا ضمير ولا يخشون ربهم ولا حتى قوانين بلدهم فبعضهم لا يبالي بالنظر للتلاميذ والطلاب وغيرهم وهم ينتظرون عبور الشارع ليصلوا إلى الناحية الأخرى التي يوجد فيها (درابين) بيوتهم ليصلوا للأمان الذين يبتغونه لكن لم يأتي على خاطر الأبناء التلاميذ ولا ذويهم أن تنحرف عليهم شاحنة ترعبهم وتميتهم وتحيلهم طيوراً بدل الذهاب إلى قفص الاب والأم البيت الذي يعيشون فيه ليكبروا حالهم حال باقي خلق الله الذين يعبرون الشارع وهم مطمئنين وكيف لا
فالسائق له رخصة قيادة حقيقة ليست مزورة او تم أخذها لأن فلان يعرفه والآخر سهل أمره بعزومة طعام او كارت رصيد لجواله دون التأكد من سلامة عقله لا يتعاطى المخدِرات وما شابه من أشياء تجعله لا يُميز الشارع الفارغ من مجموعة تلاميذ! والنتيجة زهق الأرواح البريئة التي طارت لبارئها.. اعان الله الأهل كيف كانت خطواتهم وقت سماعهم خبر الحادث اللعين الذي فجعهم بل فجعنا جميعاً.