مغازلة الوجع
عماد جاسم
تدنو من ذاتك ,, فتبتلعك المدينة والاشياء الصغيرة ,, تغازلها, فتفتعل الهروب نحو جادة المهيمن والسائد , تقترح زمنا ودربا ومسارات ,فتختلط الفوضى بالحكمة وتستدرك خانعا ,, تستعيد شريط الذكريات طفلا تبحث عن حل لمعضلة الحياء ؟ تضحك في سرك اليوم فانت البارع في مزاولة محنة الحوار , تشتهي هوايتك الاثيرة في صباك ,, غناء وسير في الطرقات ,, تشتهي رعشتك ,, دمعتك المتارجحة في لحظة وجد وروحك التي تتراقص مع اغنية سبعينية !
كل صباح تشتعل شوقا للعثور على وطن هارب ! كل صباح تخذلك المرآة وانت تصفف احزانك وتبتلعك السنون ,, عمر يهرول .. وصباحات تهرول ,, وشارع يبتلع الخطوات والامنيات,, ؟! انت لم تزل ذالك الفتى الباحث عن مغزى ,, المشتعل وجدا واحتراقا لناس عشقتهم ,, رصعوا ذكرياتك ببياض السريرة والحوارات الاليفة في ثرثرات حدائقنا الصيفية ذات مساءات ترفض ان تغادر احلامنا بعودتها .
لازلت تتقن الحب وتهوى غواية السير وحيدا في سكرة الاغنيات ,, وتراهن على قدرة الحزن في استنطاق الامل المرتجى .