الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المخدّرات وهموم المجتمع محور الدراما العراقية في رمضان

بواسطة azzaman

المخدّرات وهموم المجتمع محور الدراما العراقية في رمضان

بغداد- الزمان -  (أ ف ب)-

ألقت الحروب بظلالها لعقود على حياة العراقيين، من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات وصولاً إلى غزو صدام حسين للكويت في العام 1990 والعقوبات الاقتصادية التي كانت لها تداعيات قاسية مثل انتشار الفقر.وتلا ذلك الغزو الأمريكي في العام 2003، واقتتال داخلي وعنف طائفي، ثم سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد حتى العام 2017.في السنوات الأخيرة، عادت الدراما العراقية لتلتقط أنفاسها في أعمال تناولت خصوصاً مراحل العنف لا سيما انتهاكات داعش المتشدّد.أما في العامين الأخيرين، فقد شهدت الصناعة التلفزيونية العراقية غزارة في الإنتاج وتحولاً في المضمون، في بلد يتعافى من النزاعات لكنه يواجه أزمات سياسية وفساداً وضعفاً في الخدمات العامة وبطالة، تهيمن على حياة سكانه البالغ عددهم 43 مليون نسمة.

ويشرح الناقد الفني مهدي عباس أن مسلسلات هذا العام «يميّزها الموضوع، فقد تركّز معظمها على مواضيع اجتماعية ومشاكل خطيرة تواجه المجتمع»، مثل تعاطي المخدرات والبطالة والطلاق وغسيل الأموال.

ويرى مخرج الجزء الثاني من “عالم الست وهيبة” أن الحروب والنزاعات «أنتجت طبقة متضرّرة وأخرى مستفيدة من الفوضى». ويتحدّث عن «تفشّي تجارة المخدرات والحشيشة والكريستال... واستغلال الشباب ليكونوا ضحايا ذاهبين في طريق مظلم».حظي الجزء الأول من المسلسل الذي عرض في 1997 بشهرة واسعة بين العراقيين، فقد تطرّق حينها إلى المعاناة الاقتصادية في ظلّ العقوبات الدولية والأزمات الاجتماعية الناجمة عن الفقر. وتتمحور الأحداث على وهيبة، وهي ممرضة تتولى مساعدة جيرانها.مُنع حينها المسلسل بعد عرض 17 دقيقة منه فقط، لتخوّف نظام صدام حسين آنذاك من أن يثير غضب الناس الرازحين تحت الفقر.

 لكنّ المسلسل عُرض بعد سنة عقب فوزه بجائزة في مهرجان القاهرة في وقت الظهيرة للحدّ من المشاهدات.في الجزء الثاني ، ترث حفيدة وهيبة التي سمّيت باسم جدّتها، مهمة إعانة الناس.وتعمل الشابة طبيبة نفسية وتقطن مع جدّتها التي عادت لتؤدي دورها الممثلة فوزية عارف.ويقول الممثل زهير محمد رشيد الذي يؤدي دور علاء، أحد افراد شبكة تجارة المخدرات، خلال تصوير لقطة من الفيلم في مرآب قديم في منطقة الشيخ عمر في بغداد، «كل شيء في هذا العمل قريب من الواقع الاجتماعي العراقي بنسبة كبيرة جدا، الثراء السريع وأحد مصادره المخدرات وما يحيط به من عواقب ونهايات مأسوية».ويضيف “نحاول التذكير بها والتحذير منها، هذه هي رسالة العمل».وكانت صوّرت في المكان نفسه مشاهد من الجزء الأول.وتزخر الشاشات العربية خلال شهر رمضان بالمسلسلات والبرامج التي تجتمع العائلات لمشاهدتها بعد الإفطار.وعلى الرغم من القفزة التي شهدتها الدراما العراقية في العامين الأخيرين، لكن لا يزال الإنتاج محصوراً في الإطار المحلي، غير قادر على منافسة الدراما السورية والمصرية والأعمال العربية المشتركة التي تهيمن على الشاشات العربية لا سيما خلال موسم رمضان.ويعزو الكاتب الدرامي صباح عطوان، ذلك إلى افتقار الدراما العراقية حتى الآن إلى «مضامين كبيرة وصنعة احترافية على صعيد الكتابة».وهناك مسلسلات اجتماعية أخرى تعرض على الشاشة العراقية هذا العام، بينها مسلسل (العائلة أكس) اخراج علي فاضل الذي تبثه قناة (الشرقية) ويتحدث عن قضايا التفكك العائلي والادمان على (السوشال ميديا) ، ومسلسل «انفصال» ، ويتحدّث عن قضايا الطلاق وزواج القاصرات.ويقول كاتبه “استند المسلسل الى قصص واقعية تابعت فصولها في العديد من المحاكم. حاولنا فيه كسر المحاذير وطرح تلك القضايا بشكل جريء».

في المقابل، يتطرق مسلسل “ناي” إلى قضايا الشباب الجامعيين في الكليات والمعاهد الفنية وطموحاتهم ومستقبلهم.وتقول الفنانة سوزان الصالحي التي تؤدي دور البطولة فيه إن المسلسل ينظر إلى «واقع الطلاب في كليات الفنون وطموحهم في الحصول على الفرصة».

ويقول جاسم النجفي (61 عاماً) الذي يدير محل خياطة في بغداد بعد أن شاهد الحلقات ، «بالتأكيد يعيدنا المسلسل إلى أجواء مضت منذ سنوات طويلة، وما يحصل الآن هو امتداد لتلك الأحداث».مع ذلك، يثير المسلسل بعض الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب الكاتب عن اعتراضه على تعديلات قال إنها طرأت على نص الجزء الثاني من مسلسله بعد عرضه في رمضان.


مشاهدات 521
أضيف 2024/03/18 - 4:50 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 352 الشهر 11476 الكلي 9362013
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير