الثَّقافةُ الأكاديميةُ ومتطلبات الإستدامة

صلاح الدين الجنابي

الثقافةُ الأكاديميةُ هي مجموعةُ العاداتِ والتَّقاليدِ والقيمِ والسّلوكياتِ والممارساتِ والإجراءاتِ والشَّخصياتِ والأحداثِ ِوالمواقفِ والاتجاهاتِ والأدواتِ والقصصِ والهيئاتِ المذعنةِ لقانونٍ وتعليماتٍ واضحةٍ تعملُ على ترسيخِ هذهِ الثَّقافةِ وصيانتِها من التَّشويهِ أو الانحرافِ أو النسيانِ وتطويرِها باستمرارٍ بما يتلائمُ ومتطلباتِ العمليةِ التعليميةِ وركائزِها لضمانِ حمياتِها لتكونَ الدَّليلَ والمرشدَ الذي يلتزمُ بهِ الجميعُ.

حقَّ اليقينِ أنَّ جدلاً كبيراً يدورُ في أروقةِ الجامعاتِ ومجالسِ الأكاديميينَ الخاصةِ والعامةِ حولَ المؤثراتِ السلبيةِ الكبيرةِ التي تحاولُ تعريةَ الثَّقافةِ الأكاديميةِ من ثوبِ الهيبةِ والانضباطِ والنَّزاهةِ والبحثِ العلميِّ الرَّصينِ والتَّعليمِ الفعَّالِ والأثرِ الإيجابيِّ على أصحابِ المصالحِ والمجتمعِ. إذ نسمعُ ما يشعرُنا بالخجلِ من سلوكياتٍ ومواقفٍ وأحداثٍ تؤدي إلى تشكيكِ المجتمعِ وأصحابِ المصالحِ في مدى أهليةِ مَن يمتهنونَ هذه المهنةَ ومن يقودُهُم لإدارةِ المؤسساتِ الأكاديميةِ والبحثيةِ مما ينذرُ بخلقِ وترسيخِ ثقافةٍ عشوائيةٍ قائمةٍ على الارتجالِ وعدمِ الخبرةِ والتَّخادمِ والمصلحةِ الشَّخصيةِ و.... و..... وهذا يُنذرُ بانهيارٍ مجتمعيٍّ ومهنيٍّ ومؤسساتيٍّ كبيرٍ لا يمكنُ إصلاحهُ على المدى المتوسّطِ والبعيدِ ولهُ آثارٌ سلبيةٌ وبائيةٌ خطيرةٌ لا بدَّ من الوقوفِ بمسؤوليةٍ وحرصٍ لوضعِ استراتيجيةٍ لترسيخِ الثَّقافةِ الأكاديميةِ الأصيلةِ وتوفيرِ الدَّعمِ العموديِّ والأفقيِّ لصيانتِهَا وحمايتِها.

وهنا لابدَّ من الاستعانةِ بالأكاديميينَ ذوي الخبرةِ والكفاياتِ الأكاديميةِ والمهنيةِ العاليةِ (خاصةً في الجامعاتِ والكلياتِ الأهليةِ) لإسنادِ المهامِ والمسؤولياتِ التي تحافظُ على سمعةِ المجتمعِ الأكاديميِّ وتعملُ على ترسيخِ الثَّقافةِ المرموقةِ والخلاقةِ التي توجهُ جميعَ أصحابِ المصالحِ للمشاركةِ في ترصينِ وتطويرِ العمليةِ التَّعليميةِ والإذعانِ لقوانينِها وتعليماتِها وثقافتِها بما ينعكسُ تفاعلاً ايجابياً وبناءً للمشاركينَ والمهتمين وازدهارٍ ورقيٍّ وحسنِ تعاملٍ ورغدِ العيشِ على المستفيدينَ والمجتمعِ.

# الثَّقافةُ الأكاديميةُ الركيزةُ الأهمُّ لخلقِ وتطويرِ سمعةِ المؤسسةِ الأكاديميةِ والحفاظِ عليها وحمايتِها من محاولاتِ الانتفاعِ الشَّخصيِّ أو الفئويِّ على حسابِ أصحابِ المصالحِ والمجتمعِ ومنعِ المساسِ بهيبةِ ونزاهةِ ورفعةِ المنظومةِ الأكاديميةِ.