الآثار تتولّى ترميم أبرز المعالم

المدرسة الرشديّة مائة عام تقارع الأميّة والجهل

بغداد - عباس محسن

مدرسة اعيد تاهيلها سنة 1921 ورممت سنة  2021، وهي بناية تتوسط محلة الشيوخ في مدينة المسيب، قرب جسر المسيب القديم ،في الصوب الكبير ممكن الوصول اليها في الدخول في الزقاق المجاور للجسر باتجاه نهر الفرات، وعند الوصول الى جامع الشيوخ يتفرع زقاق من الزقاق الرئيس ينحرف باتجاه اليسار وعلى  مسافة 50م تقريبا حيث موقعها.

بنيت هذه المدرسة التراثية في العهد العثماني .. وهي اول مدرسة بنيت في المسيب، وتعود ارضها الى شخص يدعى « سلطان آغا» حيث كانت هذه الارض تستغل لنزول المسافرين فيها مع ربط خيولهم .

قبل ان تشييد المدرسة عليها سنة 1907 م بوشر الدوام فيها الى قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914، حيث اغلقت المدرسة حتى نهاية الحرب عام 1918 . اعيد تاهيلها وافتتاحها سنة 1921، وتغير اسمها من المدرسة الرشدية الى مدرسة المسيب الابتدائية.. وكان مديرها شاكر الموصلي ، ومن ابرز معلميها ، كامل الخطيب ،و قاسم محمد ،و امين الخضار ، ثم مديرة المدرسة الست زبيدة « وهي مربية الملك فيصل الثاني « وكان للمدرسة حضور علمي واسع خرجت اجيال.. اذ ما علمنا ان اول مدرسة مختلطة افتتحت في المسيب عام 1935، ولم يكن فيها من الطالبات الا اثنين . إلى ان تاسست ثانوية المسيب للبنات عام 1955 .

مدرسة الرشدية والتي يعود تسميتها الى احد السلاطين العثمانيين ، هي اليوم احد اهم المواقع التراثية المهمة في المسيب .

عند الدخول اليها من الباب الخارجي، الباب قديم وتراثي زيّن بنقوش قديمة، يعلو الباب عقد مدبب يعلوه مثلث كبير بني من الآجر ، يحتوي بداخله زخارف بارزة على شكل نجوم وهلال ، واشكال نباتية . المدرسة مربعة الشكل بمساحة 420 متر مربع طولها من الخارج 20متر وعرض 18 متر ، وهي من طابقين ببناء من الآجر واللبن والطين ، ومن اعمدة مصنوعة من الخشب يعلوها التيجان . في الطابق الارضي عشرة صفوف متراصة فرش سطوحها بالحصران والقصب ممزوجا بالطين ، مع وجود غرفة للمغاسل ، ويتوسط ساحة المدرسة حوض ماء على شكل ( شذروان) نافورة .

في احد الجوانب يوجد سلّم بني من الآجر لا يزال موجود يصعد به الى الطابق العلوي الذي يوجد فيه اربعة صفوف ، وهذه الصفوف تشرف على الفناء الداخلي للمدرسة ، ومسندة على عشرة اعمدة . يعمل حاليا عل ترميم المدرسة وصيانة شبابيكها الملوّنة وسطحها منذ اواسط سنة 2021 بعد ان تم ربطها اداريا بدائرة الآثار عام 2005 م .