الأميّة في ثوبها الجديد
حسين الصدر
-1-
لا تحتاج الى كبير فهم لتدرك أنْ تقدم ( اقرأ ) على سائر الكلمات لا يعني الاّ شيئا واحداً وهو التأكيد على أهمية العلم .
-2-
ثم انه تعالى قال :
( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
الزمر / 9
وقال :
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
المجادلة / 11
وجاء في الحديث الشريف :
( طلب العلم فريضة على كل مسلم )
( اطلبوا العلم ولو كان في الصين )
-3 –
أنشد الماوردي لبعض أهل البصرة :
وفي الجهل قبلَ الموتِ موتٌ لِأهلِه
فأجسادُهم قبلَ القبورِ قبورُ
وانّ إمرأً لم يُحي بالعلم ميِتٌ
فليس له حتى النشور نشورُ
وقال آخر :
لا تعجبنَّ الجهولَ حُلتُه
فذاكَ مَيْتٌ وثوبُه كَفَنْ
فالناس موتى وأهل العلم أحياء .
-4-
ويحسب الكثيرون أنّ الأُميّة قد انحسر نطاقُها الى حد بعيد على كل المستويات .
ولسنا معهم في هذا الرأي ،
لأنّ الأمية عندنا لا تعني عدم القدرة على القراءة والكتابة فحسب بل تعني الجهالة المرّة في ما يجب أنّ يكون عليه المرء من علم ودراية .
وكثير من الذين يحسبون أنهم في أعلى الدرجات العلمية لا يميزون ( بين الحدث ) و (الخبث) فقهياً، فحين يخرج الدم من أنفه يتساءل :
هل خروج الدم ناقِصٌ للوضوء ؟
انه لا يدري أنَّ (الخَبَث) – أي النجاسة – شيء والحَدَث أي ( نواقض الوضوء ) شيء آخر .
-5-
والأميّ عندي هو الذي يرفع المجرور ، وينصب المرفوع ، وإنْ كان مِنَ كبار التكنولوجيين حيث لا يقبل منه أنْ يكون مُضيعا للبوصلة اللغوية الى هذا الحد .