الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مجلس بغداد يحتفي بالعلامة حسين محفوظ

بواسطة azzaman

قصة إبن الكوفي والذهاب إلى المرجع الخوئي

مجلس بغداد يحتفي بالعلامة حسين محفوظ

 

بغداد - الزمان

بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لرحيل العلامة الدكتور حسين علي محفوظ ( 3/ 5/ 1926 – 19/ 1 /2009) أقام مجلس التراث البغدادي ندوة خاصة أدارها حسين علي حسين. وتحدث محمد عيسى الخاقاني تلميذ وصديق العلامة محفوظ فتناول محطات من حياته ومواقفه بالقول:

شاعر العرب

تخرج محفوظ من جامعة طهران في الأدب الفارسي، وكانت رسالة الدكتوراه عن الأدب المقارن بين شاعر العرب المتنبي وشاعر الفرس سعدي الشيرازي. وهو أول من كتب في الأدب المقارن. وذكر ما اقتبسه الشعراء الفرس من القرآن الكريم والشعر العربي. وأثبت تأثر سعدي بالأدب العربي.

وأثناء تواجده في إيرام طاف في المكتبات المنتشرة في المدن الإيرانية ، وقام باختيار (30) مخطوطة وحققها وأعادها إلى النور. في الثمانينيات تم اختيار محفوظ عضوا في المجمع العلمي العراقي وطلبوا منه كتبه لكنه رفض تقديم كتبه لأنها تتحدث عن أمجاد وآداب إيران ، وكانت الحرب العراقية الإيرانية في ذروتها والعداء العراقي في أوجه، فلو قدّم كتبه لتعرض لحملة ظالمة.

تم جمع مؤلفاته ومقالاته في (15) مجلداً ، يتوقع أن تقوم وزارة الثقافة بطباعتها. وأما عن موسوعية العلامة حسين محفوظ سلط الخاقاني الضوء على بعض العلوم التي تناولها محفوظ وأبدع فيها: أولاً: تناول الفلك في التراث العربي بشكل علمي وتاريخي ومنهج جديد. وقد اكتشف الدائرة الفلكية للأشهر العربية وقال في مؤتمر فلكي في السعودية: يمكنني تحديد يوم العيد لمائة سنة. وقد عرض الخارطة الفلكية لكن السعوديين رفضوها لأنهم يعتمدون طرقاً أخرى في تحديد هلال الشهر.

ثانياً: كتب عن الموسيقى العربية في مؤلف من (500) صفحة.

ثالثاً: كتب عن (رجال الحديث) وهو علم من علوم الحديث تخصص فيه محدثون ومتخصصون على مدى التاريخ. وقد اختار محفوظ أحد رجال الحديث هو ابن الكوفي وقال عنه (ثقة في وقته) .

 وصلت هذه الملاحظة للإمام المرجع الخوئي المتخصص بعلم الرجال فعلق: ابن الكوفي ليس ثقة. وصلت الملاحظة إلى محفوظ فطلب مني مرافقته لزيارة السيد الخوئي الذي سأله: كيف عرفت أنه ليس ثقة؟

حديث وروايات

فأجاب: أنا قلت أنه ثقة في وقته وليس دائماً. فإذا حذفنا ابن الكوفي من رواة الأحاديث سيذهب أكثر الحديث والروايات عند الشيعة.

قال الخوئي: ليذهب الحديث طالما أنه غير ثقة.

رابعاً: كتب محفوظ في علم الخط وفنونه وأساليبه.

خامساً: كتب في علم الأنساب. وعندما صار الانتساب لأهل البيت من قبل السلطة في التسعينيات أو إلى قبيلة معينة أمراً شائعاً بل أدلة أو شجرات معتبرة ، أعلن محفوظ أنه ترك علم الأنساب ولن يمارسه.

سادساً: كان أستاذاً في علم التجويد ويمنح إجازات في التجويد والقراءات.

سابعاً: كتب عن الكلمات العربية في اللغات الشرقية كالفارسية التي قال أن المفردات العربية تشكل 63 بالمئة في اللغة الفارسية. كما دافع عن الأصل العربي للكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن، وقال إنها عربية في الأصل وذهبت ألى حضارات أخرى واستخدمتها وحرّفتها ثم عادت إلينا مثل ابريق وسندس واستبرق.

ثامناً: أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) زاره رئيس تحرير جريدة الجمهورية سعد البزاز وطلب منه الكتابة في الجريدة فقال له الخوئي: سأكتب عن المدرسة النجفية في الفقه) فوافق. كتب خمس حلقات ، وفي الحلقة الخامسة كتب أن مدينته (خوئة) هي مدينة عربية أسسها العرب أثناء فتح آذربايجان، وأن الخوئي عربي النسب. انهالت المقالات ترد على الخوئي. جاءه سعد البزاز طالباً منه الرد على تلك المقالات فرفض الخوئي وقال لن أرد على أحد. كان الخوئي يرى أن الحملة تحاول جره إلى الرد على أسماء مزيفة وليست حقيقية. وكان يقول: كونوا صناع للفعل والنص وليس رد الفعل.

تزوج الدكتور حسين علي محفوظ من السيدة نادرة محفوظ من عائلة لبنانية ورزق منها بولد واحد.

وأثنى محافظ بغداد الاسبق صلاح الدين عبد الرزاق على الخاقاني وشكره على وفائه لأستاذه. ثم تحدث عن ذكرياته مع العلامة محفوظ الذي تعرف عليه في مجلس الصفار الثقافي في الكاظمية. والتقاه في مكتبة الجوادين في الصحن الكاظمي حيث ألقى محفوظ محاضرات فيها بحضور جمع من المثقفين والباحثين. وألقى عبد الرزاق محاضرة بعنوان (القانون الدولي والشريعة الإسلامية). وتحدث عن زيارته لبيت الدكتور محفوظ في الكاظمية ، وأنهما جلسا في الحديقة تحت الأشجار، وأن محفوظ أهداه نسخة من القرآن الكريم. وأنه زار مكتبة محفوظ التي كانت عبارة عن تلال من الكتب بينها ممرات داخل الغرف. وأنه رأي الهدايا والأوسمة التي قدمت لمحفوظ من جامعات روسية وجهات علمية أخري. وأنه قبل أشهر كتب مقالاً عن شيخ بغداد محفوظ وسيرته وانجازاته ومؤلفاته. وعلق عبد الرزاق على موضوع عروبة الكلمات الأعجمية الواردة في القرآن وقال: إن كثيراً ممن كتب في علوم القرآن والتفسير مثل جلال الدين السيوطي في كتابه (الاتقان في علوم القرآن) أفرد فصلاً للألفاظ الأعجمية الواردة في القرآن الكريم مثل: أباريق ، أخلد ، أرائك ، أسباط ، استبرق ، أسفار ، أكواب ، أوّاه ، أوّاب ، تنور ، الجبت ، الطاغوت ، جهنم ، حصب ، حِطّة ، حواريون ، دينار ، راعنا ، ربيون ، رهوا ، زنجبيل ، السجل ، سجيل ، سرادق ، سقر ، سكر ، سلسبيل ، سندس ، بيَع ، صلوات ، طور ، طوى ، عدن ، عرم ، غساق ، فردوس ، قراطيس ، قسطاس ، مرجان ، مسك ، مشكاة ، مقاليد ، مرقوم ، مزجاة ، ملكوت ، ياقوت ، منسأة ، وغيرها. واقترح تسليط الضوء على هذه النظرية وتقديم دراسات تخدم القرآن واللغة العربية الأصيلة. وأشار عبد الرزاق إلى التفاعل الثقافي واللغوي بين اللغة العربية والثقافات والشعوب التي اعتنقت الإسلام فدخلت الكثير من الألفاظ العربية في تلك اللغات كالفارسية والتركية والاوردو والهندية. وأضاف أنه كان هناك قرابة (25) دولة تكب لغاتها بالحروف العربية منها ماليزيا والسواحيلية والتركية العثمانية وجنوب أفريقيا التي تتحدث الهولندية ولكن يكتبونها بحرف عربي. ودعا عبد الرزاق إلى تأسيس معهد يتولى رعاية نتاج العلامة محفوظ ، يعيد طباعة كتبه ، ويحقق وينشر المخطوطات الكثيرة التي تركها وإخراجها إلى النور ليستفيد من الباحثون والمهتمون بالعلوم التي تناولها محفوظ.كما تحدث كل من المحامي رؤوف الصفار عن العلامة محفوظ ، النحات عبد المطلب الطائي الذي كان ورفيق محفوظ حتى آخر أيامه وتحدث عن اليوم الأخير في حياته ونقله إلى مستشفى ابن البيطار ووفاته.  وتحدثت الشاعرة نجاة عبد الله التي أنجزت تواً كتاب بمجلدين عن العلامة محفوظ.  في الختام قدم د. عبد الرزاق شهادات تقديرية إلى كل من الدكتور محمد الخاقاني ، عبد المطلب الطائي ، رؤوف الصفار ونجاة عبدالله تقريراً لهم على مساهماتهم التي قدموها في ذكرى العــلامة محفوظ.


مشاهدات 462
أضيف 2024/02/05 - 10:05 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 11:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 347 الشهر 11471 الكلي 9362008
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير