فاتح عبد السلام
لا أحد يصغي لدعوة الحكومة العراقية في عدم اتخاذ أراضي البلاد واجوائها ساحة لتصفيات الخصوم. هذه الدعوة التي ينقلها المسؤولون الى الدول المعنية لا تجد اذناً صاغية.
وليس هناك سوى واقع التعايش الهش مع الاضداد ما دامت هناك أمور كثيرة جرى التفريط بها “عراقياً وسيادياً” في طوال السنوات العشرين الاخيرة، ولا اريد إعادة تناولها هنا، فقد جرى ذكرها عشرات المرات في هذه الزاوية.
الأسباب الرئيسية التي تدفع الخصوم الى تصفية الحسابات داخل البلد، وربما ارسال الرسائل أحيانا هو عدم وجود قناعة او حتى ثقة لدى الأطراف المعنية في طهران وواشنطن خاصة، في انّ العراق قد اغلق ملفات التدخل الخارجي بالكامل ومن ثمّ يكون من الواجب عدم خرق تلك الملفات والالتزام الكامل بما تعلنه اية حكومة في بغداد كجهة ذات مصداقية لا يرقى اليها الشك.
ومن جهة أخرى يرى الأمريكيون انّ الفصائل التي أعلنت الحرب على وجودهم الرسمي في العراق، برغم وجود حكومة تمثلهم ومنبثقة من اوساطهم، انما تتحرك علنا مستخدمة تسهيلات الدولة العراقية غير المباشرة، ومنها التنقل بكل الاحمال والمعدات في اية بقعة في العراق من دون مساءلة، ذلك انّ هناك بعض العناوين الرسمية جرى استغلالها لخدمة اجندة خارجية، ومن هنا لا يثق الأمريكيون بهذا المسار بالكامل لاسيما بعد أن أظهر روّاده عزما على قتل جنود وتدمير مواقع أمريكية في العراق وسوريا والأردن ، وثبت لدى السلطات الامريكية المختصة انّ الثقل الرئيسي للهجوم عليهم في دول المنطقة المختلفة ينطلق من داخل الأراضي العراقية.
أين هي الحكومة العراقية من اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه مَن يريد تخريب علاقاتها مع الدولة الأعظم في العالم، تلك الدولة التي يرجع اليها بالفضل نعيم الطبقة السياسية في خلال عقدين من الزمان؟
المعادلة الان لا تبدو مقنعة للمتصارعين على ارض العراق، مادام الحكم في العراق ليس في صدد تغييرات جذرية في تحديث مفهوم السيادة ليشمل جميع الدول التي تتخذ المجال العراقي ساحة للتصفيات.
الخلاصة، هي اننا لا نتجه نحو الاستقرار.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية