ثمرات

حسين الصدر

-1-

هناك نزعتان :

نزعة فريدة لا تتجاوز حدود الذات ولا تُعير الآخرين شيئا من الاهتمام .

وهذه هي الأنانية المقيتة التي لا يزداد صاحبها من الله الاّ مقتا، ومن الناس الاّ بُعدا .

ونزعة انفتاحية قوامها الاحساس بالآخرين، والتطلع الى التفاعل معهم، وانتهاز الفرص لخدمتهم، والدعاء لهم بظهر الغيب بان يكونوا في أفضل الأوضاع والأحوال .

-2-

الاسلام يريدك ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك .

وهكذا تزداد عرى الأخوة والمحبّة قوةً ومتانة يوماً بعد يوم .

فالمسلمون كالجسد الواحد تلاحماً وارتباطاً وثيقاً .

-3 –

والدعاء للأخ بظهر الغيب من موجبات نحو الرزق .

انّ صاحب القلب الحنون قريب من الله ،

ومؤهل لان يكون مصباً لِمِنَنِهِ وبركاته .

-4-

روي عن الأمام السجاد علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال :

« انّ الملائكة اذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهرِ الغيب ،

أو يذكره بخير ،

قالوا :

نعم الأخ أنتَ لأخيك ،

تدعو له بالخير وهو غائب عنك ،

وتذكره بالخير ،

قد أعطاك اللهُ مِثْلي ما سألت له ، وأثنى عليك مِثْليْ ما أثنيتْ عليه ، ولك الفضل عليه «

وهكذا تكون ثمرات النفس الصافية المحبة للاخوان والداعية لهم بالخير.

أما الانانيون فهم يظلمون أنفسهم ويحرمونها مِنْ أنْ تنال من البركات والثمرات ما هم بأمس الحاجة اليه، وليس لهم الا الخسران في الدنيا والآخرة .