الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عدد هائل من الأطفال الشهداء نتيجة إستخدام الفسفور الأبيض

بواسطة azzaman

طبيب جراح عائد من غزة الى لندن يكشف جرائم إسرائيل:

عدد هائل من الأطفال الشهداء نتيجة إستخدام الفسفور الأبيض

 

لندن, (أ ف ب) - روى الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة العائد من غزة أخيرا لوكالة فرانس برس الأحد أهوال النزاع الدامي في القطاع، آملا بأن تؤدي شهادته التي قدّمها للشرطة البريطانية إلى محاكمات بتهم ارتكاب جرائم حرب.

حدة النزاع

أمضى الجراح غسان أبو ستة البالغ 54 عاما والمتخصص في إصابات الحرب، 43 يوما كمتطوع في قطاع غزة، معظمها في مستشفيَي الأهلي والشفاء في شمال القطاع. وأكد الطبيب الذي يحمل الجنسية البريطانية، أن حدة النزاع الراهن تفوق حدة الصراعات الأخرى التي عمل خلالها، في غزة والعراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان.

وأوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس «إنه كالفرق بين الفيضان والتسونامي، النطاق برمته مختلف تماما». وشدد على «العدد الكبير للجرحى والأطفال القتلى وحجم الكارثة وعمليات القصف الكثيفة فيما أصبح النظام الصحي في غزة غير قادر على الاستيعاب في غضون أيام من بدء الحرب». واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا واحتُجزوا رهائن فيما أطلق سراح حوالى مئة منهم خلال هدنة أبرمت في تشرين الثاني/نوفمبر. وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 22835 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس الأحد. ودمّر القصف أحياء بأكملها وأجبر 85 في المئة من السكان على الفرار فيما تسبب بأزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.

وصل أبو ستة المولود في الكويت والمقيم في بريطانيا منذ أواخر الثمانينات، إلى غزة من مصر في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر ضمن فريق تابع لمنظمة أطباء بلا حدود. واستذكر قائلا «منذ البداية، كانت القدرة الاستيعابية أقل من عدد المصابين الذين كان علينا معالجتهم. كان علينا اتخاذ قرارات صعبة بشأن من يجب معالجته». وتحدّث عن حالة رجل يبلغ 40 عاما وصل إلى المستشفى مصابا بشظية في الرأس. كان يحتاج إلى الخضوع لفحص بالأشعة السينية ومعاينة من جراح أعصاب، لكنّ ذلك لم يكن متوافرا. وأضاف «أخبرنا أولاده بذلك فبقوا حول النقالة التي كان موضوعا عليها تلك الليلة حتى وفاته في الصباح». ونفدت أدوية التخدير والمسكنات في المستشفيات بسرعة، ما اضطر أبو ستة لإجراء «عمليات تنظيف مؤلمة جدا لجروح» مصابين من دون إمكان تسكين آلامهم.

خيار وحيد

 وأوضح «كان هذا الخيار الوحيد المتاح، أو رؤيتهم (الجرحى) يقضون متأثرين بالتهاب معمم في الدم».

 وأكد أبو ستة أنه عالج أشخاصا مصابين بحروق ناجمة عن الفوسفور الأبيض الذي يحظر القانون الدولي استخدامه كسلاح كيميائي لكنه يبقى مسموحا لأغراض إضاءة ساحات القتال أو إنشاء ستار من الدخان. واتّهم لبنان إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض في الحرب. وقال أبو ستة «إنها إصابة يمكن تمييزها (عن بقية الإصابات). يستمر الفوسفور في الاحتراق إلى أعمق أجزاء الجسم، حتى يصل إلى العظام».

وشرح الطبيب أنه غادر غزة لأن النقص في المعدات الطبية منعه من إجراء عمليات. ومنذ عودته إلى بريطانيا، قال إنه أمضى معظم وقته في تنبيه القادة السياسيين والمنظمات الإنسانية إلى الحاجة الملحة للمساعدات. وأضاف «أحاول أن أساعد المرضى (في غزة) بقدر ما أستطيع من خلال حمل أصواتهم إلى الخارج».

وأشار الطبيب إلى أنه أخطر شرطة لندن بالإصابات التي رآها وبنوع الأسلحة المستخدمة وباستخدام الفوسفور الأبيض وب»الهجمات ضد المدنيين». وروى أيضا كيف نجا من الهجوم في 17 تشرين الأول/أكتوبر على المستشفى الأهلي والذي تتّهم حماس إسرائيل بتنفيذه في حين تقول الدول الغربية إن الضربة ناتجة عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وحاد عن مساره.

 من جهتها، تقول شرطة لندن إنها ملتزمة جمع أدلة على جرائم حرب محتملة من الجانبين من أجل العدالة الدولية. وختم أبو ستة قائلا إنه «في نهاية المطاف ستطال العدالة هؤلاء الأفراد، خلال خمس أو 10 سنوات أو عندما يكونون في الثمانين من العمر، عندما يسمح ميزان القوى في العالم بتحقيق العدالة للفلسطينيين».

 

 


مشاهدات 413
أضيف 2024/01/08 - 4:19 PM
آخر تحديث 2024/10/28 - 11:27 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 280 الشهر 11903 الكلي 10041626
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير