الرياض تدين الهجوم عند حدودها مع اليمن
وفد سعودي في الضفة الغربية المحتلة للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود
أريحا, (أ ف ب) - وصل وفد سعودي رسمي امس الثلاثاء إلى أريحا في الضفة الغربية المحتلة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 1993 التي سمحت بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقالت القائمة بأعمال محافظ أريحا يسرى سويطي لوكالة فرانس برس «وصل الى الأراضي الفلسطينية الوفد السعودي» الذي يرأسه السفير غير المقيم في الأراضي الفلسطينية نايف السديري، قادما من الأردن عبر جسر الملك حسين (اللنبي) الذي تشرف عليه إسرائيل من الناحية المقابلة للأردن.
وتأتي الزيارة في وقت تقود واشنطن محادثات بين إسرائيل والسعودية التي لا تعترف بالدولة العبريـــــــة، لتطبيع العلاقات بين البلدين، ما يثير قلقا فلسطينيا.
وأُعلن في آب/أغسطس تعيين السديري سفيرا غير مقيم في الأراضي الفلسطينية وسيتولى أيضا منصب القنصل العام في مدينة القدس.
تقليد ملف
وتتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان تقليدا ملف الأراضي الفلسطينية.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن السديري سيقدّم أوراق اعتماده للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة التي تستمرّ يومين.
ومنذ أشهر، يتكاثر الحديث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت في العام 2020 الى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب ضمن «اتفاقات أبراهام» بوساطة الولايات المتحدة.
خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها «لجميع الناقلات الجوّية»، ما مهّد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي.
خلال خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الدولة العبرية على «عتبة» إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أن «مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وسيشجّع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل».
أما السعودية فأكدت على لسان ولي العهد محمد بن سلمان أنها «تقترب» من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشدّدة في الوقت ذاته على «أهمية القضية الفلسطينية» بالنسبة للمملكة.
وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في السعودية «المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن» و»نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط».
- «سلام متعثر» -
العام الماضي، وصلت وفود إسرائيلية إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة.
وشاركت إسرائيل الشهر الجاري في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عقد في الرياض.
واعتبر الفلسطينيون اتفاقيات التطبيع «طعنة في الظهر» وخروجا عن الإجماع العربي الذي جعل من حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا لإحلال السلام مع إسرائيل.
وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حذّر الرئيس الفلسطيني من أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون حصول الشعب الفلسطيني على «كامل حقوقه».
وقال عباس في مستهل خطابه «واهم من يظن أن السلام يمكن أن يتحقق من دون حصول شعبنا على كامل حقوقه».
ومع مرور 30 عاما على توقيع اتفاق أوسلو الذي كان من المتوقع أن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فقد الفلسطينيون الأمل في ذلك، لا سيما في ظل تصاعد مستمر للعنف بين الجانبين.
ويتواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة في ظل الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتعاقبة، ما يعقد إقامة دولة فلسطينية.
وقتل منذ مطلع العام الجاري نحو 242 فلسطينيا و32 إسرائيليا في أعمال عنف.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.
مسيرة حديثة
من جهة اخرى أدانت المملكة العربية السعودية الثلاثاء الهجوم الذي أدى إلى مقتل جنديين بحرينيين عند حدودها مع اليمن.
وأعلنت المنامة الإثنين أنّ ضابطاً وجندياً بحرينيين قُتلا في هجوم شنّته طائرات مسيّرة حوثية.
ومملكة البحرين المجاورة للمملكة العربية السعودية، عضو في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ العام 2015 دعماً للحكومة اليمنية ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن «إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية للهجوم الغادر الذي تعرّضت له قوة دفاع مملكة البحرين الشقيقة»، على ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الثلاثاء.
ولم تحدّد السلطات السعودية منفّذي هذا الهجوم الذي يأتي بعد أيام قليلة من مباحثات في الرياض مع مسؤولين حوثيين وصفها الطرفان بأنها «إيجابية».
كذلك، دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومقرّها في جدّة، «الهجوم الحوثي بطائرات مسيّرة».
وأكد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه أنّ «مثل هذه الأعمال الاستفزازية لا تنسجم مع الجهود الإيجابية المبذولة سعياً لإنهاء الأزمة في اليمن». ولم يعلّق الحوثيون على الهجوم.
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الامم المتحدة. وشهدت اليمن التي تعدّ أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، والتي دمّرتها سنوات من الحرب، هدوءاً نسبياً منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل 2022 تحت رعاية الأمم المتحدة، رغم أنّه لم يتم تمديدها رسمياً عند انتهاء مدتها في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.