جوهرة السياحة مغارة جعيتا عجيبة الدنيا نحتتها الطبيعة
أطول نظام كهفي في الشرق الأوسط وأجمل العجائب السبع
بيروت - رعد ابو كلل الطائي
تقع مغارة جعيتا في المنطقة الشمالية في اراضي قضاء كسروان الذي يحتوي على عددٍ من المعالم السياحية الأخرى التي تمتاز بطبيعتها الخلابة والمباني التراثية القديمة والمغارة مكانها في قلب الجبال اللبنانية الغربية بوادي نهر الكلب وعلى ارتفاع 330قدماً فوق سطح البحر وتقع على بعد حوالي 20كم عن بيروت والمغارة تُعد أطول نظام كهفي في الشرق الأوسط ويبلغ طوله تسعة كيلو مترات و40 متراً .
وتقع بالقرب من المغارة معالم سياحية وآثار تعود إلى العهد البيزنطي والروماني في فاريا إلى جانب الجسر الأثري والمطحنة الأثرية0
أجمل العجائب
ويطلق عليها أجمل العجائب الطبيعية الجديدة السبع وتُعد من المعالم الرئيسية في لبنان وسُميت بأسم جعيتا لمرور وعبور بحيرة بأسمها وجعيتا من الكلمات ذات الأصل الأرامي وبمعنى المياه الهادرة ولم تُعرف بهذا الأسم حتى عام 1927م وإنما أطلق عليها اسم كهوف نهر الكلب ثم أصبحت جيهيتا ثم عُرفت بأسم دجيتا ثم أصبحت جعيتا فيما بعد .
أشهر الكهوف
المغارة هي مجموعة من الكهوف الكارستية الناتجة عن ذوبان الصخور الجيرية وتسرب المياه من المرتفعات إلى الصخور مما أدى بمرور الزمن والوقت إلى تشكيل تجاويف ومنحوتات وشعاب ضيقة وهي من أشهر كهوف ومغارات لبنان وهي عبارة عن مغارة ذات تجاويف وشعاب ضيقة وردهات وقاعات نحتتها الطبيعة وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة ويعتبرها اللبنانيون جوهرة السياحة .
اكتشاف المغارة
في وقت متأخر اكتشف الأمريكي وليم طومسون عام 1836م بمحض الصدفة وعلم إن الأمتداد الجوفي للمغارة في الجبل عميق وقام بزيارة منطقة وادي الكلب .
كما قاد المهندس وليم ماكسويل فريقاً من مكتشفي المغارات لأستجرار المياه من نهر الكلب إلى العاصمة بيروت وتم الدخول في نحو 80 م في المغارة.
وفي عام1954م قام أعضاء الفريق بالتنقيب والسير في المغارة فيما تم افتتاح المغارة للزوار عام 1958م .
كما كان للعلماء اللبنانيون الآثاريون دوراً كبيراً في إكتشاف المغارة ومنهم العالم سامي كركبي الذي اكتشف المنفذ العلوي للمغارة عام 1958م واحتاج إلى الحفر بطول 117م لفتح هذا المنفذ أمام الزوار . وحاول اللبناني فادي بعينو هو الأخر استكشاف المغارة ومعرفة وصفها من الداخل عام 1998م واستطاع اكتشاف الممرات الجديدة التي زادت طول المغارة كما استطاع في عام 2004م وخلال رحلة استكشاف الوصول إلى غرفة هوائية فضلاً إلى الوصول إلى مجرى مائي جديد المنبع في المغارة السفلى . ويبلغ طول المغارة تسعة كيلو مترات وأربعين متراً بجزئيها العلوي والسفلي . وتتكون المغارة من طبقتين :
1- المغارة العليا :
وهي ذي طبيعة جافة ويبلغ طولها 2 كم و130م وافتتحت منها في يناير عام 1969بعد أن تم اكتشافها في عام 1958وتأهيلها للزيارة على يد المهندس والنحات اللبناني غسان كلينك وذلك في إحتفالية موسيقية أقيمت داخلها وتتميز هذه الطبقة من المغارة بأنها تمنح زوارها متعة السير على الأقدام لمسافة بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالي 120م ليطل في الممرات بعد ذلك على الأقبية العظيمة الأرتفاع والموزعة فيها الأغوار فضلاً إلى الصواعد والهوابط والأعمدة الكلسية وما إليها من أشكال مبهرة تدعو للتوقف والتأمل بهذا السحر الأخاذ.
ويتألف الكهف العلوي من ثلاث غرف وتجاويف ضخمة الأولى بيضاء شديدة النقاء والثانية يكسو عليه اللون الأحمر اما الثالثة فهي اضخمها وتضم أكبر واطول رواسب كلسية في العالم ومن أبرز معالم المغارة العليا الطبيعية التي تنال اعجاب الزوار والسياح المهابط التي تنزل من سقف المغارة وتتمتع بعض اجزاءها بسقف مقبب وإنها من المغارات المليئة بالمياه .
وإن درجة الحرارة في قسمها العلوي هذا تبقى ثابتة عند 22درجة مئوية ليلاً ونهاراً وفي الصيف والشتاء ولا يتغير على مدار السنة .
2- المغارة السفلى : وهي تغمرها المياه ويبلغ طولها 6كم و910م ويعود اكتشافها إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي مع رحلة للمبشر الأمريكي وليام طومسون وكان طومسون قد توغل فيها خمسين متراً وبعد أن أطلق من بندقية الصيد التي كان يحملها وأدرك من خلال الصدى التي احدثته صوت إطلاق النار إن للمغارة امتداداً جوفياً على جانب كبير من الأهمية. وتبلغ درجة الحرارة في هذه المغارة 18 درجة مئوية وثابتة كذلك في جميع الظروف وحرارتها لا تتغير أبداً وتقع فوقها ست قرى لبنانية.
وللأطلاع ومعرفة المزيد عن هذا المعلم الآثا