تسعة أعوام على ذكرى سقوط الموصل بيد داعش
آثار الكارثة ماثلة والجناة بعيدون عن قبضة العدالة
الموصل - سامر الياس سعيد
رغم توالي الاعوام على العاشر من حزيران (يونيو ) من عام 2014 الا ان احداثه وتفاصيله مازالت راسخة بذاكرة كل من كان يعيش في مدينة الموصل لاسيما في الايام الخمسة السابقة لهذا التاريخ وبالتحديد في الخامس من الشهر المذكور حينما اعلن في مركز المدينة عن حظر تجوال مفاجيء اربك الجميع خصوصا طلبة المرحلة المتوسطة الذين كانوا يؤدون امتحانهم الثاني في هذا اليوم الى جانب مئات الموظفين وملايين الكسبة ممن توجهوا سواء لاعمالهم او للاسواق من اجل ممارسـة يومهم.
اعلان حظر
فكان اعلان الحظر بمثابة كارثة احاقت بالجميع وبدت الشوارع مكتظة بالناس وهي حائرة تقطع الكيلومترات سيرا على الاقدام ولاتعرف ما الذي ستواجهه المدينة في ظل تعتيم اعلامي وغموض اكتنف اعلان الحظر المفاجيء وبدت طوابير من الناس في الايام التالية تقطع الجانب الايمن سيرا على الاقدام بينما تقطعت سبل الجانب الايسر عن تسيير اي عجلة باستثناء العجلات الامنية كما ان المدينة كانت تمر حينها بازمة بنزين خانقة كعادتها دون وجود اي حلول ومعالجات اما الشوارع الخلفية فكان محددة بسير السيارات المدنية التي كانت تقل مواطني الجانب الايمن لاقرب نقطة من اجل مواصلة سيرهم وبحثهم عن ملاذ امن كون المواجهات المسلحة انطلقت من هذا الجانب حتى حلت كارثة فندق الموصل حينما تمركزت فيه القطعات العسكرية لتصد هجومات العناصر المنفلتة التي وجدت ان اخر خياراتها توجيه شاحنة مثقلة بالمتفجرت نحو حائط الصد الاخير لزعزعته وخلخلة اركانه فكانت تمثل الضربة القاضية التي فتحت نافذة الالم والاحزان على اهالي المدينة وقد تسنى لي ان ازور الموقع بعد بضعة ايام على تلك الكارثة فوجدت ان وضعه اشبه بزلزال خلخل بنية الفندق المتهالك لقوة الضربة وكمية المتفجرات الموضوعة في تلك العجلة التي انطلقت نحوه بينما اكتظت الذاكرة بمشاهد لاحقة عن ثكنات مهجورة وملابس عسكرية متروكة في الايام التالية مع اثار دماء وسيارات محطمة في اغلب التقاطعات الرئيسية للمدينة وكان وراء كل ثكنة او سيارة محطمة ثمة حكاية حزينة لم تؤرشفها الاقلام ولم تتوقف عندها الذاكرة لتلتقط اخر تلك الحكايات الموجوعة التي مثلت عهدا بعهد اخر ولجته المدينة خاضعة لاقوام مجهولة عملوا على تهجير السواد الاعظم من المدينة واصروا على ادخال الموصل عهدا مظلما سيبقى راسخا باحاديث الموصليين برغم توالي الاعوام ..
سبع حكايات
في كتابه عن سقوط مدينة الموصل يخصص محافظها في تلك الفترة اثيل النجيفي سبعة حكايات يرويها حول الاجواء التي تزامنت مع دخول المدينة للعهد المظلم والدامس وفي الحكاية الاولى يهيء النجيفي قارئه لمتابعة اوضاع الموصل الغير مستقرة اصلا بتحريك اللقطعات وخلق ثغرات امنية يمكن ان ينفذ منها العدو للاستفادة منها وتوظيفها بتحركاته وفي السياق نفسه يورد المحافظ الاسبق رؤيته تجاه ما جرى يوم 5حزيران من قرار اعلان حظر تجوال فيؤكد ان داعش هجم على مدينة سامراء وفي ضوء هذا الامر امر قائد عمليات نينوى في تلك الفترة مهدي الغراوي باعلان حظر تجوال مفاجيء ومع شهادة النجيفي التي اكدت على ان وضع الموصل في ذلك اليوم كان مطمئنا الا ان اليوم التالي شهد اختراق عناصر التنظيم لمنطقة موصلية عند الاطراف تدعى مشيرفة حيث تمكنت تلك العناصر من مهاجمة اللواء السادس للجيش العراقي ومصادرة كل اسلحته وعجلاته كما اورد النجيفي في الحكاية التالية انطلاقة داعش من منطقة مشيرفة نحو منطقة اخرى في المدينة تدعى 17 تموز وقد اضاء الى اوامر بالانسحاب من جانب الغراوي لقوات متمركزة صدت هجوما لداعش عند راس الجسر اما في توالي الحكايات فقد اورد في سياقها النجيفي توجهه للمستشفى العام لاخراج المرضى منه من اجل ضمان سلامتهم بسبب قرب المواجهات من تلك المستشفى كما افصح عن تواصل مع رئيس الاقليم مسعود البارزاني الذي بادر لتسليم الاسلحة لقوات الجيش من اجل الثبات في مقاومة المعتدين وغيرها من الاحداث التي كانت نهايتها سقوط الموصل في ليلة العاشر من حزيران .