الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خطورة الحرب على النسيج  الإجتماعي

بواسطة azzaman

خطورة الحرب على النسيج  الإجتماعي

حسين جاسم علي -  بغداد

في كل مجتمع هنالك عقد او نظام اجتماعي  متكون من خليط من النظريات والقوانين وان الدول الحديثة قامت بالأساس لتوفير النظام الاجتماعي، حيث يتفق الناس على تمكين الدولة من أجل فرض سيادة القانون، وفي المقابل يتخلون عن جزء من حريتهم وهذا هو جوهر العقد الاجتماعي

والهدف هو الحفاظ على النسيج الاجتماعي لمواصلة ديمومة الحياة

وهذا يتم من خلال تنازل كل فرد عن قسم من أنانيته الفردية لكي يلتزم أمام الآخرين ببعض الواجبات من أجل تكوين تنظيم يساعدهم علىالبقاء ولكي يستمر تنظيم الأفراد يجب أن يخضعوا إلى قادة أكفاء قادرين على توجيه حياتهم الاجتماعية توجيهاً يخدم حاجاتهم ويكفلحمايتهم،

ولكن مابين فترةً واخرى يصاب المجتمع بڤايروس التأثر بعدوى خارجية وتتباين التأثيرات الجانبية على حسب مناعة الافراد داخل المجتمعات

ان هدف بث الڤايروس هو " الهيمنه "

فما عجزت عنه آلة الحرب تعوضه الاساليب الخبيثة الباردة من خلال التسلل للمجتمعات وبث الافكار المسمومة ليسهل السيطرة والتحكم بهاعلى حسب ماتقتضيه مصالح الدول العظمى

و في مجتمعنا لوحظ جلياً التأثر بعادات هجينه بثها الغرب من خلال ممثليه بالسفارات والمنظمات المتواجده حالياً داخل البلاد،

حيث دخلت هذه المنظمات تحت مظلة الاكذوبة الشائعة " الانسانية "

تمكين المرأة

وبشعارات الدفاع عن حقوق وكرامة الأنسان وتثقيف الافراد وتمكين المرآة للنهوض بواقع المجتمع والالتحاق بركب الدول العالمية مستغلين فيذلك ضعف الرقابة الداخلية ورغبة البعض للإنخراط في هذه المنظمات التي تحقق له  المكاسب الشخصية دون أدنى تفكير بعواقبهاوإرتداداتها على المجتمع

واذا مانظرنا الى الاهداف الخفيه نجد العكس من خلال تسلل آفات تهدم جدران الاخلاق والقيم داخل المنظومة المجتمعية وتساهم في تفكيكالأسرة،

ان نسبة الممانعة داخل مجتمعنا ضئيلة وهذا لم يأتي عن فراغ فالسنوات طويلة والمجتمع مكبوت لايعرف شيء اسمه تعبير عن الرأي ومُسيروقراراته رهينة الحاكم الذي صادر إرادة الشعب وبث مفهوم " نفذ ولا تناقش " مما ادى الى غياب المناعة ضد اي مفاهيم او أفكار تُصدرلنا

حيث عملت المنظمات على توظيف افراد من الداخل متلاعبين على اوتار الحُرية والتحرر وتمكين وصناعة الأجيال وغيرها من الشعاراتوالهدف هو إيجاد جيل جديد يتحكمون بخيوط افكاره ومساراته وهنا تكمن الخطورة فالعقدة ذاتها وهي إيجاد العقل الجمعي الذي يُقادويغذى بطرحٍ أحادي الجانب حيث ينتقون فئات عمرية مختلفة يهمسون في آذانهم همسات تحاكي طموحاتهم وتلاعب مخيلتهم ليرى الفردنفسه يبتعد تدريجياً عن قيمهِ

ويبدأ بمرحلة التحرر من قيمهِ وفي ضل إستيعابهِ المحدود مع غياب القانون يتحول مفهوم التحرر الى "فوضى"

وهنا يأتي دور الدولة التي خولها المجتمع بالتصدي لحماية النسيج المجتمعي من خلال التخلي عن موقف المراقبة والتفرج والتحول الى حالةمواجهة الافكار والظواهر الشاذة والتصدي لمن يُروج لأفكار هدامه ومضلة و ابسط الامور تكمن في عدم السماح بسّن قوانين تأيد هذهالافكار مع العمل اعلاميا ًً على توعية المجتمع وإيضاح مخلفات هذه الظواهر ومن يقف ورائها ، واذا ما امتدت رقعتها المسمومة فأن نتائجهاستكون وخيمة على المجتمع بأكمله ، نحن هنا لاندعوا الى الرجعية وعدم مواكبة التطور والحداثه بل ندافع عن قيم ورصانة المجتمعات

فلانستهين بالقيم لان اهم النقاط التي تُسير الانسان هي قيمه الاخلاقية ومن دونها ستحل الفوضى في ضل ضعف القانون المدني المزعمتطبيقه من الدولة ،

وان الجدير بالذكر ان هنالك مساعي منظماتيه تريد إشراك شخوص مستقبلاً داخل المجلس التشريعي

و زجهم للمساهمة في تمرير قوانين تخدم وتصب في خانة هذهِ الافكار وتتماشى مع بنود إتفاقية "سيداو " التي ساهمت في هدم القيموبث مفاهيم واطروحات جديدة تخل بالتوازنات المجتمعية مسببه تصدع وتفكك قيمي واخلاقي يصعب إستدراكه ،

فالحروب الباردة لاتأتي بمنطق القوة بل بمفهوم إستمالة العواطف لانهم يريدون كسب جيل

يتبنى مفاهيمهم ويطرحها للداخل نيابةً عنهم

بمنطق اللغة الهادئة ويأتون بمبررات واهمة تعطي الحجة وتبيح الظواهر السلبية ،

وهنا فأن سلاح التصدي والمناعه يجب ان يكون علمي ومنطقي لان حسم المعركة هي بيد من يقدر على جذب المجتمع لأحضانه بالمبرهناتوالمنطق

وسميت بالباردة من خلال محاربة المجتمع بأدوات داخليه وبمنطق هادئ و رتم بطيئ حيث يسمحون لهم بعقد ندوات ومؤتمرات مروراً بطرحافكارهم في الاعلام وصولاً الى تسللها للمدارس والجامعات لحين الوصول الى مديات يصعب تفكيكها فهكذا افكار حينما تُزرع وتبث فيالاجيال والفئات العمرية الناشئة يصعب إزالتها او تفكيكها في ضل وجود موجه عالمية تدعم هذه التوجهات فالزمان حالياً مُهيئ والظروفالداخلية مؤواتيه وتتماشى مع اي طرح فلا يوجد مُمانعه لا من الافراد ولا من السلطة

فقط نعول على الطبقات المدنية الواعية التي نشأت على أُصول التربية السليمة وتمتلك رصيد ثقافي وخلقي كفيل بالحفاظ على اجيالناومجتمعنا على حدٍ سواء ودحر الافكار الدخيلة .


مشاهدات 1624
أضيف 2023/01/07 - 4:47 PM
آخر تحديث 2023/10/01 - 1:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 261 الشهر 261 الكلي 8906179
الوقت الآن
الأحد 2023/10/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير