متعة إحتضان الكتاب باقية

نوفل الراوي

على الرغم من أن الأشياء من حولنا تتغير .. و تختلف في شكلها .. و نمطها تلبية لايقاع الزمن الدائر ؛ إلا أن الكثير من الأساسيات باقية على حالها و ترفض مسايرة ما يفرضه العصر .. واحدة من تلك الأشياء  هي الكتب بنسخها الورقية المعتادة .. فعلى الرغم من الاجتياح التقني الذي أفرز لنا الكتاب الالكتروني والرقمي؛ إلا أن نسبة كبيرة من القراء الجيدين يرفضون اللجوء إلى الكتاب الرقمي و يتوقون إلى تزيين مكاتبهم و مناضدهم بالكتب التقليدية بدليل أن معارض تقديم الكتب لروادها لم تتراجع ، أو تتوقف في اي مكان في العالم   .. وهذا افضل دليل على تفوق الكتاب التقليدي على الكتاب المولود في زمن الاتصال الرقمي ..

وفي الموصل .. يحصل كما في كل مدينة عاشقة للثقافة والتطور .. لا يصعب على المتابع أن يلحظ اهتمام القاريء الموصلي بما ينشر في العالم .. معارض رسمية تقام للاحتفاء بالكتاب .. جزء كبير منها ينفذ بدعم رسمي مثل جامعة الموصل وبقية الجامعات في نينوى ككل و هناك جهد غير رسمي .. او شعبي يتجدد مساء كل يوم جمعة في مكان معلوم يجاور جامعة الموصل ..يحرص رواده على زيارته و اقتناء ما يناسبهم من بين آلاف العناوين المطروحة .. ومما يثلج الصدور أن هذه الملتقيات  أصبحت تحظى باهتمام كلا الجنسين وفي مختلف الأعمار مما يدلل على اتساع دائرة المطالعة .

يقول ابو احمد: بكوني من أوائل الذين أسسوا لرصيف الكتاب في الموصل الاحظ إقبال متزايد لاقتناء الروايات ودواوين الشعر و الأعمال الروائية لكتاب معلومين .. كما أن كتب علم النفس و المجتمع تأتي في المرتبة الثانية .. أما طلبة الدراسات الإنسانية فأكثر طلباتهم تنحصر في السؤال عن أمهات الكتب القديمة والمراجع شبه المفقودة أما النساء فغالبيتهن يسألن عن كتب الطبخ والاعتناء بالمنزل وكتب تفصيل الملابس .

و مما تجدر الإشادة به ؛ أن رصيف الكتب في الموصل لا يقتصر على تبادل المعرفة، بل أصبح يستقبل فنانين وموسيقيين ليقدموا فعالياتهم على الهواء مباشرة في مناخات جميلة تجتمع فيها الوان الثقافات كلها.