الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإنتخابات النزيهة.. الهدف الأهم لإعادة بناء الوطن

بواسطة azzaman

الإنتخابات النزيهة.. الهدف الأهم لإعادة بناء الوطن

سامي الزبيدي

 

ان أهم  ما آلت إليه العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال الأمريكي وبعد اثنين وعشرين عاما من هذه العملية أنها فقدت ثقة المواطنين بها وهذا يعني ان الأحزاب والكتل السياسية التي تتصدر المشهد السياسي في البلد وتهيمن على القرار السياسي والأمني والاقتصادي قد فقدت  ثقة غالبية الشعب العراقي بها ووصلت الأمور الى ان  الثقة تزعزعت فيما بين الأحزاب والكتل السياسية  الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي حتى تلك التي من مكون واحدة كما تزعزعت  بينها وبين الأحزاب والكتل من المكونات الأخرى  وما التناحر والتسابق والصراع على المناصب المغانم والمكاسب بين الأحزاب والكتل الشيعية وبين  الأحزاب والكتل السنية وكذلك  بين الأحزاب الكردية خير دليل على ذلك , ووفق ما حدث ويحدث في المشهد السياسي العراقي والانتخابات على الأبواب ترى كيف ستتمكن الكتل والأحزاب المهيمنة على العملية السياسية في البلد من بناء وتعزيز الثقة فيما بينها أولاً, وتعزيز ثقة المواطنين بها بعد ان تزعزعت أو فقدت هذه الثقة , الأمر في غاية الصعوبة بعد حوالي اثنين وعشرين عاماً من الفشل في كل شيء خصوصاً سوء الإدارة وسوء الخدمات  وفي مقدمتها الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية وبعد تدمير ركائز الاقتصاد العراقي المتمثل في الصناعة والزراعة  وبعد السرقات الكبرى لأموال الشعب وثروات والوطن وبعد التهميش والاقاصاء وإبعاد الكفاءات الوطنية  عن خدمة وطنها وشعبها وبعد التهجير والنزوح والاجتثاث وبعد إثارة الضغائن والثارات والأحقاد وبعد القتل والاغتيالات والاعتقالات والتغييب القسري وبعد سطوة الميليشيات والعصابات المسلحة والانفلات الأمني وبعد انتشار المخدرات.

قيم اجتماعية

وما تسببت به من جرائم وانحلال مجتمعي وعائلي وخلقي وبعد تدمير بنية المجتمع العراقي ولحمته الوطنية وتدمير الأعراف والقيم الاجتماعية والأخلاقية وبعد ان تم تجويع الشعب العراقي وإفقاره حتى وصلت نسب الفقر الى أرقام مخيفة لبلد يعد من أغنى دول العالم وبعد ان دمرت مدن بأكملها بسبب خيانة السياسيين وتآمرهم على شعبهم ووطنهم و عمالتهم للأجنبي  وبعد ان باع العملاء والخونة أرض العراق ومياهه الإقليمية وحقول نفطه لدول الجوار الكثير, وان من فقد ثقته بنفسه وبحلفائه يصعب عليه تعزيز ثقة الآخرين به ومن فقد ثقة الشعب به يصعب عليه استعادتها , ما الحل إذن وكل الكتل والأحزاب التي                                                                                                                         سيطرت على أمور العباد والبلاد طيلة اثنين وعشرين عاماً الماضية قد فقدت ثقة الشعب بها , الحل يكمن في إعادة بناء الثقة في نفوس المواطنين والقوى الشبابية التشرينية والقوى الوطنية الأخرى وبينها وبين الكفاءات الأكاديمية والمهنية الوطنية في الداخل والخارج  هذا أولاً  والعمل على تطوير قدرات هذه القوى وإمكاناتهم  وتعزيز التعاون والتماسك المجتمعي بينهم وبين جميع مكونات الشعب والعمل الجماعي الوطني بين مختلف القوى الوطنية لتحقيق آمالهم وطموحاتهم وأهدافهم التي قدموا من اجلها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى ثانياً ومن ثم العمل من خلال الانتخابات ثالثاً إذا التزمت الحكومة ومفوضية الانتخابات بوعودهما والتزاماتهما بنزاهة وعدالة الانتخابات وشفافيتها وإبعادها عن تأثير السلاح المنفلت والمال السياسي المسروق عندها يمكن إزاحة أحزاب الفشل والفساد عن المشهد السياسي في البلد  بعد ان فشلت هذه الأحزاب الطائفية فشلا ذريعاً في إدارة الدولة وبعد سرقت أموال الشعب ونهبت ثروات البلاد وأحرقت الأخضر واليابس وجلبت الكوارث والماسي للشعب والوطن  من خلال صناديق الاقتراع وأصوات العراقيين الشرفاء حتى تتمخض نتائج هذه الانتخابات عن قيادات وطنية جديدة نزيهة وكفوءة ومهنية متخصصة تكنوقراط وأكاديمية حقيقية وذات خبرة وتجربة تأتي من الجامعات والمنظمات الشعبية والجماهيرية والتشرينية  والأحزاب الوطنية المدنية الحقيقية  لتبدأ مرحلة بناء حقيقي  لعراق جديد  مرحلة  بناء النفوس وبناء الثقة بين أطياف الشعب ومكوناته وقياداته الجديدة أولاً ثم البناء والأعمار الحقيقيين لكل ما لحق بالبلد من دمار وخراب وهدم متعمد للقيم والمبادئ السامية للمجتمع وللبنى التحتية للدولة .

محاصصة حزبية

مرحلة  تغيير جذري للعملية السياسية الكسيحة التي جاء بها الأمريكان والتي استندت الى الطائفية والمحاصصة الحزبية والمحسوبية والمنسوبية والمناطقية وإبدالها بعملية سياسية تضع الوطن عنواناً لها والشعب مصدر سلطاتها والكفاءات العلمية والأكاديمية رجال مرحلتها تعزز بناء ثقة الشعب بها من خلال العمل الوطني الجاد والمدروس والمخطط له  بعــــــــــناية وتعيد بناء ما هدمه الاحتلال ومن جاء مع الاحتلال من أحزاب طائفية  فاشلة وفاسدة سرقت أموال وثروات العراق ودمرت نسيج شعبه المتجانس المتماسك  وقيمه الاجتماعية والأخلاقية والدينية الحقيقية ودمرت روحه الوطنية  بإثارة النعرات القومية والطائفية والاثنية  والمذهبية وأشاعت الخرافات والجهل والأمية وسيست الدين ووضفته لخدمة أهدافها الحزبية والفـئوية الضيقة  همها مصالحها ومصالح أحزابها وأسيادها خارج الوطن لا  خدمة الشعب وتامين العيش الكريم له وإعلاء شان الوطن والمحافظة على سيادته ومـــــــــــــــتصالحه العليا , فالانتخابات النزيهة والتي لا يشوبها التزوير هي الكفيلة بإعادة بناء المواطنين بناءاً وطنياً أولاً ومن ثم بناء الوطن .

 

 


مشاهدات 47
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2025/11/11 - 5:27 AM
آخر تحديث 2025/11/11 - 7:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 287 الشهر 7577 الكلي 12569080
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/11/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير