الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 مراجعة ادبيَّة.. رسائل وصفحات


 مراجعة ادبيَّة.. رسائل وصفحات

علي إبراهيم

 

- ما  يميَّز  بعض  الدوريات  الادبيًَّة هو ان تفرد صفحات لبريد الرسائل، وهي ليست  في  شكوى  العواطف الانسانيَّة، ولا في  الحوادث، او  اسئلة  في  الطب؛ انَّما  هي مخصصة للادب ،بل  صفخة  لتواصل  الادباء يقراه  متابع  المجلة ،وقد  يشاطره الراي  قارىء آخر، وليس  ما  نشاهده  اليوم من  انتشار  الخبر في  دقائق  وزيادة  في  الاعجاب،والتعليق  المتكرر والبعيد  عن  مقاصد المنشور٠

    - وفي  بيروت كانت  للمجلات  الادبيَّة دورها  في الثقافةوالمعرفة  والاطلاع ومنها  مجلة  الاديب التي  صدرت اوائل  الاربعينيات، ومجلة  الورود والتي  صدرت عام ١٩٤٧م، ومجلة  الآداب  الصادرة  اوائل  الخمسينيات٠ وهذه  المجلات  رغم تشابه المواضيع  الادبيَّة فيها  من  ابحاث،وقصص، وشعر فإنَّ ميزة  واحدة قد صدرت على  صفحات   مجلة الاديب لرئيس تحريرها البير  اديب هي  صفحة  بريد الاديب،وهي محط  المراجعة الادبيَّة هنا، والتي  لا نجدها في  الاصدارينِ الآخرينِ، والميزة  التي تحتضنها هذه  المجلة  هي إنَّ البريد  لا  ينفك  في تناول  مجمل القضايا الادبيَّة من نقد ، وخواطر  وكشف  التاليف  الادبي، بل يتناول الرسائل النثريَّة والشعريَّة بين  الادباء  المنتشرين في  البلاد العربيَّة في  فقدان  شاعر، ومباركة  آخر٠

    - وحين نقف على بعض من رسائل بريد مجلة  الاديب(تعارف بين شاعرين) والذي  جمع بين شاعر  الاهرام محمَّد  عبد  الغني ،حسن ، والاديب المهجري وديع  رشيد ،وقد  اهدى  الاخير كتابه( ظهور  وتطوَّر  الادب  العربي في  المهجر الامريكي)و( نداء الغاب) يقول فيها( وقد  اكبرتُ في  اخي الشاعر محمَّد  عبد  الغني سلامة ذوقه،ولطف  مشاعره؛ فهو  لم يشأ إلاَّ ان يشفع  هديتَّه الثمينة  بابيات  من الشعر يذكر فيها  الاديب  وديع  رشيد  الخوري٠

    - عِشتُ من إنتاجكم في  اثرينِ               وتلقَّيتُ نداكم  باليدينِ

    - انتَ في الشعر وفي  النثر فتى               حَسُنُ البزَّةِ، ضافي البردتينِ

    - يا غريبَ الفكرِ في  مهجرِهِ                   نحنُ منْ غربتِنا في  مهجرينِ

    - فاجابه  الشاعر وديع الخوري/ص٥٥

    - لمْ يكنِ الإهداء منَّي مِنَّةً                      بلْ وجوبًا  لا في سابقِ دين

    - إنَّما الفضلُ لمصرَ إذ رعتْ                   هاجري لبنانَ رعي الوالدينِ

    - كمْ اديب في حِماها قد سرى               ذِكرُهُ من عطفِها في الخافقينِ

    - انتَ في نشرِكَ قد أدهشتنا                   في  بيانٍ  واتساقٍ  رائعينِ٠

    - وفي  ذكر  المقالة يقول  الاديب  المصحح محمَّد  العدناني في الشاعر فؤاد الرفاعي  من  الكويت٠ اخي  الشاعر  والاديب  فؤاد  الرفاعي(  نزلتْ  كلمتك الانيقة،في عدد شباط  ١٩٧١ بردًا،وسلامًا على قلبي، في زمن اصبح فيه  الحقد  المتأجج،والحسد  الاحمر يصليان  صدور كثير من  رجالاتنا نارًا تلظَّى تشوي  قلوبهم على  سفافيد  اضلاعهم)٠

    - ورسالة اخرى إلى السيدة  الشاعرة  اسمى طوبي/ص٥٦( لقد سرَّني جدًا ذلك  الأسلوب العلمي الرصين، وتلك  الحقائق التأريخية والحجج  الدامغة في  المقالة  الاولى، وذلك التفاؤل المُشرق في مقالتكِ الثانية)٠

    - وإلى مُنضَّد المجلةيرسل المصحح محمَّد العدناني رسالة يقول فيها(سامحك الله،،وغفر لك، وعفا عنك،والهمَ الشاعر عبد  الخالق فريد رحابة  الصدر شهرًاكاملًا ،إلى ان  يقرأ كلمتي  هذه لقدحولَّت  في كلامي عدد شباط  عن الشاعر : (شعره الصبيح)إلى( شعره  القبيح) وهذا لا يجوز  ايُّها المليح،، لقد وجهَّت كلمتي إلى ثلاثة  قبلك٠ عندماجعلتكَ  الصدفة رابعهم  لم تكن  الآية القرآنية تدور ببالي ،فعذرًا٠)

    - …………………………………………………………………………………………………………

    - ولو اطلعنا على مقالة  أُخرى عنوانها(عنق الشاعر صيدح) بعثها الشاعرمحمَّد عبد الغني حسن  بابيات شعريَّة في  دار هجرته بعد  أن كابد عملية جراحية  في عنقه منعته كلَّ  نشاط ذهني   او جسدي  يقول فيها٠

    - لستُ ارجو منكَ  إلاَّ  كلمه              تجعل  الدنيا  لنا مبتسه

    - نبأ  العلَّة  قد  ازعجنا                      فأزح  عنَّا الظنون  المظلمه

    -  الجراحاتُ التَّي تُؤلمكُمْ                   هي  والله  علينا مؤلمه

    - ما عهِدنا  منكَ جِيدًا معرضًا              ما الذَّي  بالله قلْ لي اسقمه

    - صانك الله  منِ السُّوء كما                  من  عوادي الدَّاء  ربَّي سلَّمه٠

    -  تفرز هذه  الرسائل  كثيرًا من الأسئلة  في  التواصل الإجتماعي   عبر  بريد  مجلة  الاديب،وما  الغاية من  الترابط الادبي،ولماذا  شقَّ الادب  طريقه  عبر  البريد؟ هو  إنَّ الاديب الذي  لا يتخذ  ادبه تصنعًا،فيه من الوفاءلشعره ،وأصدقائه،ومن الحب والألفة الادبية، والإجتماعيةفكانت  مجلة الاديب هي منبر  الأدباء في  البيان ، وبلاغة  الكتابة  في الرسالة  الشعريَّة المتمثَّلةبالإهداء في الكُتُب المُؤلفة ،  وفي تفقَّد حصة الادباء شعرًا فيه من  الرقة والعاطفة ما يُخفَّف الألم  عنه٠

    - كما إنّ  حصَّة المنضَّد في الخطاب الادبي بأسلوب جميل ما يجعله  يراجع عمله بكثير من الدقة  في تجنَّب  التصويب الذي يطرأ  على صفحات  الجرائد  والمجلات٠

    -  واليوم  يفتقد  أدبنا إلى  ابسط  الرسائل الأدبية والتي  تُظهرمقدرةالشاعر ،او الاديب  على صياغة الرسالة  ،والخاطرة بحقَّ  زميل  آخر  يعاني شظف العيش،واخر تاخرت اقلام  النقد عنه ، فصار  الاخير منزلةً بعد ما كان هو الأوَّل في ابداعه٠

    - إنَّ بعض  كتَّابنا لا يُعير اهمَّية  للرد   الادبي  القائم  على الذوق ،والمحبة والبعيد

    - عن  التهجَّم،وعنف الكلمات لأنَّ   الادب رسالة المجتمع  ،وليس انتخابًا  للأديب  أن    يثرثر في الهاجرة  من لغوالكلام٠وكثيرة هي  المؤلفات التي  صدرت  والتي  دخلت  عنوان إصدارات تعرض الكتاب  بأسطر  قليلةدون الرسالة المعبَّرة، والخاطرة المؤثرة في قلب المؤلف،؛بل إنَّ البعض  لا  يحفظ غير كلمات  يشتغرب فيها من  إهدائه كتابًامؤلفًاكلّ  أسبوع٠

    - إنَّ  تبادل الادباءوالكُتَّاب الرأي  مشفوعًا  بالرسالة  الادبية شعرًا ،او نثرًا  قد  تُعيد   البهجة   إلى الأدب الذي  دخل مرحلة  التقسيم  الجيولوجي  مع الصبغة  الإخوانية،  والمجاملة على حساب الادب ورسالته، وقد  يصل بنا  اليوم إلى  مجزوء  بيت الشعر /فلمَّا إلتقينا ولا حرفًا/

    - نأمل ان لا نجد  ذلك اليوم  في غايات  الادب  رغم المنغصات التي  تقف في الحاجة إلى  الاستقرار النفسي ، والإجتماعي  من اجل  تجاوز الازمأت المفاجئة٠

 


مشاهدات 25
الكاتب علي إبراهيم
أضيف 2025/11/05 - 3:55 PM
آخر تحديث 2025/11/06 - 2:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 69 الشهر 3843 الكلي 12365346
الوقت الآن
الخميس 2025/11/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير