على بختكم سادتي المسؤولين
احسان باشي العتابي
ردا على بعض المسؤولين العراقيين،ممن تصريحاتهم بشأن الفساد ،لا تكتفي بإغضابنا، بل تكاد تدفعنا نحو حتف مستعجل، لولا لطف الاقدار بنا…اقول لهم:على بختكم سادتي المسؤوليين العراقيين ، هل يمكن لاحد ان يتجرأ حتى على مجرد التفكير بالفساد ،ليكون ظاهرة من جديد… وانتم من تمسكون بدفة الحكم؟ فقد صار الفساد عندنا، بمرور السنوات، اقرب الى عرف اجتماعي منه الى انحراف فردي، وكأن له حصانة مكتسبة لا تمس، ما دام رموزه يتنقلون في المشهد السياسي والوظيفي بكل طمأنينة وثقة.وليس في هذا مبالغة، بل هو تقرير واقع مرير!والشيء بالشيء يذكر ، ومن خلال اطلاعي المتواضع على بعض مبادئ علم النفس، وجدت ان اخطر مراحل انفصام الشخصية هي « المرحلة النشطة « التي تكثر فيها الاوهام والهلوسات، تليها مرحلة « متبقية « تتسم بعواقب قاسية قد تطال الذات والاخرين معا.واذا اسقطنا هذا المفهوم على واقعنا السياسي، سنجد ان الكثير ممن تصدروا المشهد، ولا سيما منهم من قادوا البلاد منذ 2003 وحتى اليوم، يعيشون مرحلة انفصام مزمنة،اذ لا يميزون بين المصلحة العامة ومصلحتهم الشخصية، بين الدولة والسلطة، بين الوطن والغنيمة. والنتيجة:مئات بل الاف ملفات الخراب الممنهج، على كل المستويات، تنتظر محاكمة عادلة تنصف الوطن وابنائه الابرياء.وفي النهاية… انها مفارقة عراقية بامتياز؛ حيث يختلط الهوس بالسلطة مع الوهم بالمنجز، حتى لم نعد نعرف نعرف:هل نعيش مرحلة “نشطة»من الفوضى… ام «متبقية»من مرض قديم لم يشف بعد.